عندما تتغير وتتعدد وتتنوع وتتلون أنواع «الحروب» وتصير «الأوطان» والأمم والشعوب «هدفاً» لأسلحة غير مسبوقة عبر التاريخ.. أسلحة ليست سيفاً ولا رمحاً .. ليست باروداً ولا بندقية .. ليست طائرة ولا مدفعا .. إنها «الأسلحة الناعمة» التي تتدحرج عبر «الفضاء الفسيح» الاعتيادي والاليكتروني من اجل اختراق جدار «العقل والوعي» عبر «المعلومة والصورة» لإسقاط الشعب او الوطن او الأمة المستهدفة في ساحات «الحروب الجديدة» .. عندما يحدث «ذلك» ويصبح سمة بارزة من سمات «الاستعمار الجديد» في عصر «التواصل الاجتماعي» يكون من «الواجب» في هذه «اللحظة» الاستئناس «بصفحات التاريخ» والتي لا شك في أنها تساعد بشكل فعال على تقويم أي «محاولة إعوجاج» شرعت في تنفيذها «موجات الاستهداف» التي لا تتوقف عن شنها جيوش «الاستعمار الجديد».. والتى تسعي في «المقام الأول» إلي استعمار «العقل» من اجل التمهيد لإحداث ما تريده «علي الأرض»!!
«مصر في عيون الغرباء».. يمكن القول إنه عمل «تاريخي سياسي اجتماعي» رائع.. ينقل خلاله الكاتب والأديب ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق بشكل «وثائقى مصور» ما سجله ودونه مجموعة من الرحالة والفنانين والادباء الأوروبيين عن مصر خلال القرن التاسع عشر وهو القرن الذي شهد «موجات استعمارية» عديدة استهدفت مصر والعديد من الدول العربية.. فى هذا الكتاب يرسم ثروت عكاشة «ببراعة وبساطة» كيف هام وذاب كثير من هؤلاء «الرحالة» عشقاً وحباً في مصر .. كانوا كذلك حتي في «قلب المعارك» التي كانت تخوضها جيوشهم في ربوع «المحروسة» .. لقد أبهرت مصر هولاء «الرحالة» .. أبهرتهم بتاريخها وحضارتها .. أبهرتهم بأسرارها الممتدة فراحوا يكتبون فيها الكتب والمؤلفات .. راحوا «يصورون» مصر بعيونهم فكان كثيراً مما كتبوه وسجلوه أشبه بقصائد الشعر أو الغزل اكثر منه توثيق «حدث» أو «مشهد» رأه الرحالة!!
ثروت عكاشة يرصد ما كتبه رحالة وأدباء وفنانون فى القرن التاسع عشر
«مصر فى عيون الغرباء».. سر «المحروسة» يبهر «الجميع»
«سافارى».. أذهله تمسك المصريين بعقيدتهم فراح يبحث فى «ربوع الإيمان»
ترجم معانى القرآن العظيم وشمائل الرسول الكريم
«نرفال»: المرأة الأوروبية لم تحظ بما حظيت به المرأة فى الإسلام من حقوق
«جوتييه»: علينا دائماً أن نسعى إلي «وطننا الحقيقى» الذى ننتمى إليه بأرواحنا
«لوتى»: لقد نبت على شاطىء النيل «بشر» غير كل البشر ..
مصر «مصدر النور» الذى غمر الأرض
في تقديري إن ما رصده كتاب «مصر في عيون الغرباء» ينقل إلينا واحدة من أبرز مجموعات «الرسائل والبرقيات الكاشفة» في علاقة التأثير والتأثر «الممتد» بين مصر وأوروبا عبر «القرون» .. التذكير بمثل هذه الرسائل «الآن» ليس من باب سرد «الحكايات الشيقة».. إنما هو عمل وثيق الصلة والارتباط بالحفاظ علي ثوابت وركائز «الأمن القومي» .. في عصر «التحديات غير التقليدية».
يروي ثروت عكاشة في بداية كتابه واقعة تاريخية كان هو أحد الاطراف الفاعلة فيها يقول: إنه عندما اتخذت مصر «قرارها الجسور» ببناء السد العالي في عام «1954» وكانت اقامة هذا السد ايذاناً بانشاء بحيرة فسيحة من المياه تغمر منطقة النوبة الزاخرة بآثار حضارتنا العريقة التي شدت إليها عيون العالم علي مر العصور .. يضيف: في عام «1958» عندما كنت احمل مهام وزارة الثقافة التي كانت من مسئولياتها الاولي الحفاظ علي آثارنا القديمة وحين وقفت استعرض آثار النوبة متطلعاً إلي «معبدي أبوسمبل» المنحوتين في جوف الجبل متأملاً «معابد فيلة» متخيلاً المياه وقد ابتلعت هذه الاثار التي ظلت شاهداً مهيباً علي عبقرية المصري في فجر التاريخ البشري أحسست غصة تسكن اعماقي وتحرَّك فيها تمرداً ورفضاً لغرق هذه الآثار وانبثق في وجداني مايشبه «الحلم الاسطوري» وتراءي لي وأنا مُوزع النفس بين عالمي الصحوة والغفوة أن يداً عملاقة تندس في اعماق التربة وتزحزح هذه «المعابد» الهائلة من مرقدها وتصعد بها إلي قمم الجبال حولها وتترك لمياه السد مكاناً تتماوج فيه علي هواها.
ويقول ثروت عكاشة: إنه ورغم ايماني بأن هذا الحلم اقرب إلي عالم الخيال منه إلي عالم الواقع ومع ثقتي في ان حكومتنا مشغولة بهموم فك قيود الفقر عن ملايين المواطنين بما لا تتحمل معه ان توفر من مالها وطاقتها المحدودين ما ينقذ للبشر تراث اسلافهم القدماء رفرف خيالي إلي صديقي «ريبيه ما هي».. نائب المدير العام لمنظمة اليونسكو ورددت لو أطرح بين يديه الفكرة التي سكنت نفسي في إعداد مشروع لانقاذ هذه الاثار تتبناه منظمة «اليونسكو» وتدفع مصر ثلث تكاليفه بينما يسهم عشاق الفنون في مختلف ربوع العالم «بالثلثين الباقين» وأبرقت لدعوته لزيارة مصر متعجلاً تحقيق المشروع.
ويستطرد ثروت عكاشة: شاءت الاقدار أن أمضي فترة انتظار وصول «رينيه ماهي» في قراءة «كتاب» اجتذبني عنوانه الآسر «موت فيله» للأديب الفرنسي الشهير «بييرلوتي» الذي ينهيه بصرخة فاجعة يتمني فيها علي المصريين أن يهرعوا إلي الحفاظ علي تراثهم كي يبقي نبعاً لفن تستلهمه «إلي الأبد» الأجيال القادمة.. وحين وصل «رينيه ماهي» مصر كنت اشرح له قصة انقاذ آثار النوبة وفي أعماقي طمأنينة مستقرة لأني كنت احس وأنا احتضن كتاب «بييرلوتي» بين يدي أن برفقتي «داعية قدير» لنفس القضية» باتت أهم شواغلي علي المستوي الحضاري و»الوظيفي» وفي ثقة عميقة قدمت نسختي من كتاب «موت فيله» إلي «رينيه ماهي» لتكون رفيقة رحلته خلال «آثار ومعابد» النوبة وكانت ثمرة هذه الرحلة اصدار منظمة اليونسكو لندائها إلي مثقفي العالم في الثامن من مارس عام «1960» للإسهام في انقاذ آثار النوبة وهكذا بدأت «الحملة الدولية» التي «مكنت» مصر من نقل آثارها من موقعها الذي كان يهددها فيه الغرق إلي قمم الجبال المحيطة وتم انقاذ «آثار مصر» دون ان يتعثر أو يتأخر بناء السد العالي.. يشير ثروت عكاشة هنا إلي أنه منذ ذلك الحين حرك كتاب «موت فيله» الذي كان رفيق مسئول اليونسكو في رحلته حرك هذا الكتاب لدي ثروت عكاشة رغبته في التعرف علي ما كتبه الأوروبيون عن مصر والمصريين خلال القرن التاسع عشر فكانت «جولاته» بين عدد من كتب الرحلات ولوحات الفنانين التي «أوحت» بفكرة هذا الكتاب «الذى نسرد رسائله اليوم».
كان الرحالة «سافاري» هو أول من تناوله ثروت عكاشة في كتابه وكتب عنه يقول: كان «سافاري» نموذجاً للشاب الفرنسي المثقف وقد جاء إلي مصر في عام «1773» ليستقر بها ثلاثة أعوام..وكان قد اعد لرحلته هذه بالقراءة في الكتب التي تتحدث عن الشرق ومصر .. ويرصد ثروت عكاشة كيف رأي «سافاري» أهرامات الجيزة وماذا كتب منها قائلاً: بأسرنا «سافاري» بوصفه الوثاب السريع لأهرامات الجيزة عندما قال إنه ليس ثمة منظر في العالم كله يفوق هذا المنظر جمالاً وتنوعاً وتأثراً.. انه يسمو بالروح ويحضها حضاً علي التأمل ويضيف ثروت عكاشة: أن الرحالة «سافاري» راعه تمسك المصريين بعقيدتهم الإسلامية التي تتحكم في «توقيت حياتهم» كأن حياتهم قد هُيئت وسقت وفق نمط عقيدتهم فازداد شغفه بالتعمق في وجدان مصر والتجول في «ربوع هذا الإيمان» وإذا كانت معرفته باللغة العربية وثيقة عميقة فقد طالع القرآن الكريم وتأثر به كما طالع معظم المراجع التي تتحدث عن حياة الرسول «صلي الله عليه وسلم وآله وسلم» وخلقه وحياته ومآثره فأحاطه عند عودته إلي فرنسا بالإجلال والتكريم وقام «سافاري» بنشر كتابه «رسائل عن مصر» برعاية شقيق الملك لويس الخامس عشر وأعقبه بترجمة شيقة للقرآن الكريم ثم بكتاب عن «حياة محمد» صلي الله عليه وسلم وآله وسلم وذلك في عام «1783» كما خصص لشمائل الرسول صلي الله عليه وآله وسلم مؤلفاً ضخماً في عام «1784» فضلاً عن كتاب يبحث في قواعد «النحو» العربية تم نشره في عام «1813».
ويتحدث ثروت عكاشة في كتابه عن الرحالة «فيفان دينون» والذي رافق الحملة الفرنسية التي قادها «نابليون بونابرت» علي مصر فيشير ثروت عكاشة إلي أن «دينون» الرحالة الرسام رافق جيوش الحملة الفرنسية في الدلتا والصعيد وكانت «مشاهد التاريخ» المصرية تخطف بصره من قلب المعارك ليسرع نحو هذه المشاهد الحضارية عن مصر والمصريين ليرسمها ويدونها يقول ثروت عكاشة: ما كادت قدما «دينون» تطآن أرض مصر في الاسكندرية حتي عكف علي تسجيل كل ما وقعت عليه عيناه وقد حمل حافظة أوراقه وعلق نظارة الميدان علي كتفه وأمسك أقلامه بيده وهو يركض بجواده متقدماً الصفوف حتي يجد متسعاً من وقت يتيح له الرسم قبل وصول الجنود وكانت ثمة فكرة «مسيطرة» علي «دينون» تراوده ولا يستطيع منها فكاكاً هي «الاتجاه إلي الجنوب» فكان لا يفتأ يعلن عن رغبته العارمة لزيارة آثار «مصر العليا» مبرراً ذلك بأنه لم يغادر «باريس» كي يستقر بالقاهرة ولم تلبث أن سنحت له الفرصة وحين رأي «الطراز المعماري الفرعوني» لأول مرة قال: ما أظن الإغريق أتوا بجديد فليس ثمة أبدع مما أراه كما أنه ليس ثمة ابسط ولا أدق من تلك الخطوط القليلة التي يتألق منها هذا المعمار.
ما قام به «الرحالة الرسام» فيفيان دينون من تسجيل ورسم العديد من المعالم المصرية خلال مرافقته للحملة الفرنسية كان له الاثر الفعال في توجيه انظار اوروبا «العلمية» إلي مصر وفي ذلك يقول ثروت عكاشة في كتابه: إن مغامرة «فيفان دينون» علي أرض مصر ازاحت الستار «لأول مرة» لفرنسا ثم لأوروبا كلها عن روائح «الحضارة الفرعونية» وبلغ ما قدمه للعالم من الرسوم المطبوعة ما يزيد عن ثلاثمائة وخمسة وعشرين رسماً.
ويتناول ثروت عكاشة في «رائعته» مصر في عيون الغرباء ما ذكره عن مصر العالم الشهير «شمبليون» والذي قام بحل أو فك رموز «حجر رشيد» حيث يروي ثروت عكاشة عن «شمبليون» انه كان شديد الحماسة لآثار مصر القديمة حتي انه حدث عندما كان في رحلة نحو «الجنوب» وعندما وصل «معبد دندرة» والذي كان قد سمع عنه من «علماء سابقين» له كان وقت وصول «شمبليون» إلي «معبد دندرة» ليلاً ونظراً لعشقه وتلهفه لرؤية الآثار المصرية لم ينتظر حتي الصباح وأسرع تحت «ضوء القمر» ممسكاً مصباحاً «خافت الضوء» ليتجول بين «التحف المعمارية والهندسية» وقد بلغ الأمر بشمبليون إلي أنه كان خلال أعماله في رصد ورسم المعالم الاثرية المصرية انه كان يسكن في احيان كثيرة «سراديب المقابر» ومن بينها مقبرة رمسيس لدرجة ان بعض مساعديه كانوا في بعض الاحيان يعثرون عليه وقد اصابته حالات «الاغماء» نظراً لدخوله إلي «الأعماق البعيدة» وسرعان ما يخرجونه إلي فوق الأرض!!
ويذكر الكتاب اسماء علماء ورسامين ورحالة كثيرين جاءوا إلي مصر فبحثوا ورصدوا وسجلوا وهم عاشقون لها هائمون في جمالها وجمال علومها من بين هؤلاء المهندس الفرنسي الشهير «باسكال كوست» والذي يقول الكتاب إنه جاء إلي مصر في عهد «محمد علي» ليؤسس مصنعاً للبارود والمفرقعات وليشرف علي العديد من المرافق العامة.. لقد قام «باسكال كوست» وفق ما جاء في الكتاب بتسجيل اروع اللوحات المحفورة والرسوم الملونة بأمانة شديدة ودقة متناهية في كتابه الفذ الكبير الحجم «العمارة الإسلامية».
وسجل ثروت عكاشة كذلك ما قاله وكتبه «جيرارده نرفال» صاحب كتاب «رحلة في الشرق» فقد جاء في رصد ثروت عكاشة ان الاحتفال بعودة المحمل النبوي الشريف من مكة المكرمة هو أكبر المشاهد التى تأثر بها جيرارده نرفال يوم ان راح إلي باب الفتوح ليشهد الموكب العظيم فأحس وكأن أمماً زاحفة تذوب في خضم شعب عريق يروي «نرفال» عن هذه اللحظة قائلاً: «خيل لي أن الزمن يعود إلي الوراء وأني أري مشهداً من المشاهد المعاصرة للحروب الصليبية».
يقول ثروت عكاشة إن الرحالة جيرارده نرفال» كان حريصاً علي دحض الافتراءات التي افتعلها كتاب القرن الثامن عشر عن الشرق ورموه فيها «بأنه منحل الأخلاق غارق في الملذات» كما انبري الرحالة الاوروبي مدافعاً عن كرامة المرأة المسلمة حيث يقول في احدي كتاباته: «آن الأون كي نتخلي عن الفكرة الظالمة الشائعة بين الاوروبيين بأن الاسلام لا يؤمن بأن للمرأة روحاً شأن الرجل مضيفاً: أن المرأة لم تنل في أي مكان آخر ما حظيت به في القرآن الكريم وأشار إلي عدد من الأحاديث الشريفة عن حبيبنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم.. وقارن «جيرارد ده نرفال» بين وضع المرأة في الاسلام ووضعها في الحضارة الغربية التي تمثل «انحلالا أخلاقياً وشهوانياً».
ويقول ثروت عكاشة في كتابه أن «جيرار ده نرفال» أعجب بإنسانية المصريين وميلهم إلي الرحمة والرأفة حتي مع الطير والحيوان فيروي قصة ما أمر به عمرو بن العاص من ترك مخازن الغلال بلا أسقف حتي يحظي الطير بنصيبه من الطعام كذلك اسرت «جيرار ده نرفال» رعاية المصريين لمرضي العقول ويسوق مثلاً قصة ست الملك شقيقة الحاكم بأمر الله حين وعدت إمام المسجد المجاور «للموريستان» بتخصيص مبلغ كبير للعناية بالجناح المخصص لمرضي العقول وزيادة مساحته حتي يليق مأواهم بقدر الخليفة الفاطمي.
وتحدث ثروت عكاشة في كتابه «باعجاب» عن الرحالة العاشق والمفتون بمصر «جوتييه» فقد قال ثروت عكاشة عنه إنه: بدأ حياته مصوراً ثم ما لبث أن جذبه إليه الادب «صحفياً» وناقداً وروائياً وكان سحر الشرق يشده إليه بسطوع شمسه وبريق أزيائه واختلاف أجناسه وكان حلمه أن يحيا علي ضفاف «البوسفور» أو علي شاطيء «النيل» ولم يتح له أن يري مصر إلا قبل وفاته بثلاث سنوات عام «1869» حين دعي ضمن من دعوا لزيارة مصر مع الامبراطورة «أوجيني» خلال احتفالات افتتاح قناة السويس حيث كان «جوتييه» مراسلاً لإحدي الصحف الفرنسية المهمة في ذلك الوقت.
يكشف ثروت عكاشة شخصه «جوتييه» من خلال احدي الرسائل التي بعث بها جوتييه إلي احد اصدقائه المولعين بالشرق في فرنسا حيث قال «جوتييه» في هذه الرسالة: «ليس من المهم أن ينتمي المرأ إلي الوطن الذي ولد به ومن ثم فعلينا ان نسعي دائماً نحو وطننا الحقيقي الذي ننتمي إليه بأرواحنا عبر كل المعوقات لقد خُيل إلي اني عشت ردحاً من الزمن في الشرق وأنني عندما كنت ارتدي قفطاناً وطربوشاً خلال الحفلات التنكرية إنما كنت اعود إلي ثيابي الحقيقية وما اكثر ما كنت اتعجب من نفسي حين لا أحسن فهم العربية فكنت أناجي ذاتي أني لابد قد نسيتها.. وفي اسبانيا كان كل ما يتصل بالأندلسيين يشدني وكأنما أنا مسلم من المسلمين».
يتناول ثروت عكاشة في كتابه «مصر في عيون الغرباء» الاديب الفرنسي الشهير واحد اساطين ادب الرحلات «بييرلوتي» والذي اطلق عليه ثروت عكاشة لقب «عاشق الشعب والآثار» وينقل لنا ثروت عكاشة ما كتبه «بييرلوتي» عن شعب مصر قائلاً: أي جنس ذلك الذي انبته النيل علي شاطئيه؟! عضلات أفراده كأنها المعدن لا تنال منه الحركة وأجسادهم تتحدي الريح عيونهم مستطيلة وحواجبهم كثيفة ومناكبهم عريضة وخصورهم نحيلة.. إذا جمعهم عمل واحد استعانوا عليه «بالغناء الرتيب» تلك عادتهم منذ عهد الفراعنة وإذا نظرت إلي الحقول وجدت صفوة ممتدة من رجال سمر يجذبون الشواديف .. «النيل وحده» مصدر الحياة في ارض لا تتساقط عليها الامطار إلا في القليل .. ويقف «بيير لوتي» متأملاً احتلال الانجليز لمصر فيقول: ان الماضي شهد للمصريين بأعظم الجهود يوم كان العالم يحبو علي التراب لعل احتلال الانجليز لمصر بمثابة الارهاق بعد العمل الشاق أو لعلها غفوة طال عليها الأمد.. ويصف «بييرلوتي» مصر قائلاً: ها هي مصر «مصدر النور» الذي غمر الارض منذ آلاف السنين وألهمت العالم الفن والجمال.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.