على مدار يومين عقد “يوم الابتكار لمباني المستقبل” الذى استضافته شنايدر إلكتريك، الشركة الرائدة في مجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكّم الآلي، استعرض خلاله أحدث حلولها المتكاملة لتحسين الكفاءة والاستدامة من خلال الابتكار في مختلف القطاعات الحيوية للمباني، بما في ذلك قطاعات الخدمات الصحية، الفنادق، والمباني التجارية والإدارية.
وشهد الحدث توقيع شنايدر إلكتريك ثلاث مذكرات تفاهم مع كبرى الهيئات العامة وكبرى الشركات في قطاع المباني بمصر، بهدف إتاحة حلول المباني الذكية وإدارتها لأهم المشروعات العقارية التي تطورها هذه المؤسسات في السوق المصري.
وجاءت الهيئة العامة للرعاية الصحية فى مقدمة المؤسسات الموقعة على مذكرات التفاهم مع شنايدر إلكتريك بجانب باراجون للتطوير العقاري وايكونسلت للاستشارات الهندسية والبيئية، وهو ما يبرز مكانتها كشريك استراتيجي وموثوق به في مجالات الاستدامة والكفاءة والتحول الرقمي بقطاع المباني المصري.
وقد شهد “يوم الابتكار لمباني المستقبل” سلسلة من الفعاليات والجلسات النقاشية الغنية التي جمعت بين قادة شنايدر إلكتريك وكبار المطورين العقاريين والخبراء في مجالات البناء والتكنولوجيا والاستدامة، حيث سلطت الضوء على أبرز التحديات والفرص المرتبطة بمستقبل المباني الذكية والمستدامة في مصر والمنطقة، ومفهوم إعادة ابتكار المباني لتعزيز جاهزيتها للمستقبل من خلال أربع محاور رئيسية وهي تحقيق الاستدامة والاستفادة القصوى من الموارد، والمرونة للتكيف مع التغيرات والتحديات المختلفة، والفعالية عن طريق استخدام البيانات اللحظية بهدف تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة والعمليات التشغيلية، وأخيرا التركيز على الإنسان لتحسين معايير الصحة والرفاهية والإنتاجية عند استخدام المباني بمختلف أنواعها. وتناولت الجلسات موضوعات محورية، أبرزها ممارسات البناء المستدام من خلال استعراض تجارب واقعية في تنفيذ المباني الخضراء، مع التركيز على الأسباب الجوهرية لتبني هذه الممارسات ودورها الحيوي في تعزيز الكفاءة البيئية والتشغيلية، بالإضافة إلى مفهوم مباني المستقبل، وسبل تصميم وتنفيذ مبانٍ ذكية ومسؤولة قادرة على التكيف مع احتياجات المستخدمين، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في استهلاك الطاقة، عبر دمج أحدث الحلول الرقمية وتكنولوجيا إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، أكدت شنايدر إلكتريك على أهمية اتخاذ خطوات عملية لخفض الانبعاثات التشغيلية للمباني بنسبة 5% سنويًا حتى عام 2050، بما يسهم في تحقيق المستهدف العالمي بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2050، وذلك من خلال تبني نهج متكامل يرتكز على دمج الحلول الرقمية والتقنيات الذكية في جميع مراحل دورة حياة المبنى.
وقال راؤول ميهتا، نائب رئيس الطاقة الرقمية لشركة شنايدر إلكتريك منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا “نحن بحاجة إلى تسريع وتيرة التنفيذ بمعدل 3 مرات على الأقل. ولدينا نهج بسيط من ثلاث خطوات لتحقيق ذلك، وضع الاستراتيجية، التحول الرقمي، وإزالة الكربون، وذلك لمساعدة القطاعات في تسريع التحرك نحو مبانٍ بصافي انبعاثات صفري”.
كما صرح سيباستيان رييز، الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، قائلا: “نركز داخل شنايدر إلكتريك على تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المباني لتكون أكثر جاهزية للمستقبل ومستدامة، وذلك من أجل الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، وهو ما تم تطبيقه بالفعل في مقر الشركة الرئيسي في القاهرة حيث تمكننا من خلال تطبيق حلولنا التكنولوجية المخصصة للمباني من توفير 50% من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المبنى و 30% من فواتير الكهرباء بالإضافة إلى رفع القدرة الاستيعابية للمبنى بنسبة 30% وهو ما انعكس بالإيجاب على الكفاءة التشغيلية . وبفضل تلك الجهود، حصل المبنى على الجائزة الذهبية لنظام “LEED v4″ كأفضل تصميم ذكي يحقق الاستدامة، بالإضافة إلى شهادة SmartScore البلاتينية، كأفضل مبنى في فئة المباني الذكية وهو الإنجاز الأول من نوعه ضمن منشآت الشركة العالمية”.
تستهدف مذكرات التفاهم التي تم توقيعها تعزيز استخدام تكنولوجيا وحلول شنايدر إلكتريك لتحقيق كفاءة تشغيلية أعلى في المباني وتقليل الانبعاثات الكربونية. فمن خلال التعاون مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، يمكن تطبيق حلول رقمية ذكية ومستدامة تهدف إلى رفع كفاءة المنشآت الصحية وتحقيق العدالة والجودة في تقديم الخدمات الصحية، وفق أحدث المعايير الدولية. وتأتي الشراكة م مع شركة باراجون للتطوير العقاري في مشروع Paragon.3 WORK IN، لتطبيق حلول EcoStruxure الذكية في إدارة المباني والطاقة والمرافق، بهدف خلق بيئة عمل رقمية وآمنة ومستدامة. أما مذكرة التفاهم مع ايكونسلت للاستشارات الهندسية والبيئية تهدف دعم التحول نحو المباني الخضراء والمستدامة، من خلال دمج حلول كفاءة الطاقة وتقليل الأثر البيئي ضمن عمليات التصميم والتنفيذ والتشغيل.
وقال الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية “نعمل في الهيئة العامة للرعاية الصحية على إحداث نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية في مصر من خلال تطوير ودمج أحدث المعايير الدولية والتكنولوجيات الرقمية الذكية، بما يضمن تقديم خدمات صحية عالية الجودة لجميع المواطنين بشكل عادل ومتساوٍ. ويأتي تعاوننا مع شنايدر إلكتريك في إطار سعينا لبناء نظام صحي مبتكر وأكثر كفاءة، قادر على تلبية تطلعات المجتمع المصري وتعزيز الثقة في خدمات الدولة، من خلال رفع كفاءة المنشآت الصحية وتبني حلول رقمية مستدامة ترتكز على العدالة والجودة والابتكار”.
وقال المهندس بدير رزق، الرئيس التنفيذي لشركة باراجون للتطوير العقاري، قائلاً: “نحن في باراجون ملتزمون بإعادة تعريف مفهوم المساحات الذكية متعددة الاستخدامات في مصر، و توفير أنظمة حية تتطور مع مستخدميها، وذلك من خلال مشروع Paragon 3 الذي يجمع بين التصميم العصري والتكنولوجيا المتقدمة . ويأتي تعاوننا مع شنايدر إلكتريك لتطبيق حلول EcoStruxure في إدارة لمباني والطاقة والمرافق، بهدف توفير بيئة عمل رقمية وآمنة ومستدامة لعملائنا. نثق أن هذا التعاون سيمثل نقلة نوعية في إدارة المرافق الإدارية وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية وترشيد استهلاك الطاقة”.
وصرحت المهندسة سارة البطوطي، رئيس مجلس إدارة شركة ايكونسلت للاستشارات الهندسية و البيئة
ECONSULT: “يمثل التحول نحو المباني الخضراء والمستدامة ركيزة أساسية لمستقبل البناء في مصر، ونحن في إي كونسلت نؤمن أن الشراكة مع شنايدر إلكتريك ستُسهم بفعالية في تسريع هذا التحول. من خلال هذا التعاون، نعمل على دمج حلول مبتكرة تحقق كفاءة الطاقة وتقليل الأثر البيئي، ونلتزم بنشر ثقافة البناء المستدام على مستوى التصميم والتنفيذ والتشغيل”.
ومن جانبه صرح، رامي مصطفى، نائب الرئيس لقطاع المباني والتوزيع بشركة شنايدر إلكتريك شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، قائلًا: “نظرًا لأن المباني تُعد أكبر مستهلك للكهرباء، فإن إزالة الكربون منها أصبح أولوية قصوى لتحقيق أهداف الاستدامة، فنحن بحاجة إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 إلى 15 جيجا طن بحلول عام 2030 من أجل الوصول إلى هدف الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.” وأضاف ” توفر شنايدر إلكتريك تقنيات تُمكّن من دمج مصادر الطاقة المتجددة، وتُقدم استشارات متخصصة لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم في الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية لمبانيهم، بما يساهم في بناء مستقبل أكثر اخضراراً وفعالية”.
