الأعياد فرصة لإظهار شكر الله تعالى على ما أنعم به على عباده، وعادة متكررة للترويح عن النفس، والتزود من النفحات الإلهية المبثوثة فى الأزمنة المباركة؛ كغذاء للقلوب والأرواح، وعيد الفطر المبارك هو يوم جائزة للمسلم يحظى فيه بفرحتين عظيمتين لهما أثر كبير فى حياته وآخرته، وهما: فرحة أداء ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفرحة اليقين بجزيل الأجر والثواب بين يدى ربه عزَّ وجلَّ
عيد الفطر يوم من أيام الله الذى تتضاعف فيه فرحة المسلم بأنه أدى ما افترضه الله عليه من الطاعة ، وما أوجبه عليه من العبادة ، فقد امتنع عن الطعام والشراب والشهوة أياما معدودات ، محتسبا ذلك الامتناع لله رب العالمين ، بل وسارع الصائم فى معاونة المحتاج بعدما شعر بمرارة الألم ، وشدة العطش، وأيقن يقينا جازما أن للفقراء فى ماله حق لذلك سارع بإخراج زكاة الفطر حتى يسهم فى إدخال الفرحة على البسطاء، لأنها أيام مباركة، تتضاعف فيها الفرحة والسرور، وتزيد بهجة على بهجة، ويعم الخير وإظهار الشكر لله تعالى على عظيم فضله ومزيد إحسانه.
تشريع الأعياد والاحتفاء بالمناسبات مواسم مباركة يودع فيه الإنسان همومه وأحزانه، ويروِّح فيها عن نفسه المجهدة من مكابدة الحياة ومتاعبها، وهى تمثل أيضًا مناسبات جليلة يزداد فيها التراحم والتواصل ماديًّا ومعنويًّا، كما أنها تؤكد تحوط المسلم بالتيسير فى دينه ودنياه أبدًا، والتلذذ بالمباحات، مع صفاء النفس وسريان روح المحبة والتآخى وتحريك المشاعر بالشفقة والرحمة ونشر الحب وتعميم المودة، فضلًا عن اتخاذها مناسبة حقيقية لشكر الله تعالى على نعمه ومراجعة صادقة مع النفس وعادة متكررة لغذاء القلوب والأرواح.