منهجية لا تعرف التكفير
إن سلوك طريق التكفير حيال المؤمنين وتكثير أسبابه فعلٌ يخالف المسلك النبوي، الذى دلت عليه النصوص الشرعية من إحسان الظن والإمساك عن تكفير كل من نطق بالشهادتين.
إن الحكم بتكفير أى إنسان لا يكون إلَّا عن طريق القضاء، ولا يتم إلا بعد التحقُّق الدقيق من الأمر، ولا يجوز لأحد من الناس أن يكفر أحدًا، والأزهر الشريف على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة، أسست للتعايش الحقيقى بين أبناء المجتمعات، وهي: لا إقصاء ولا تكفير، بجانب تهذيب النفس الإنسانية مع العلوم الشرعية، فلا بد من تهذيب الجانب الأخلاقى الخاص بتهذيب النفوس باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبطة التى لم تُقْصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا، كما أن المذهب الأشعرى مذهب الأزهر الشريف لا يُكَّفر أحدًا ينطق بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومنهج الأزهر يخالف منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، مما يؤكد أن المنهجية القائمة على المذهب الأشعرى تساهم فى استقرار المجتمعات، بينما الإرهابيون يتبنون فكرة التكفير التى تبرر لهم القتل، وهذه نابعة من مناهج تخالف منهجية الأزهر الشريف الذى لا يُكَّفِر من قال لا إله إلا الله، مما يؤكد أهمية المنهجية والبيئة الأزهرية فى تشكيل عقل الطالب الأزهرى ووجدانه، فدراسة الآراء المتعددة فى الفقه واللغة والعقيدة ترسِّخ فكرة التعايش وقبول الآخر ومجاورته للأجناس المختلفة؛ فكل هذه الظروف والمكونات تكوِّن إنسانًا متوائمًا وقابلًا بالفعل للتعايش مع كل الرؤي.