ربما لعذوبة صوتها.. أو لدفء إحساسها.. أو لتمكنها من أدواتها وقدراتها المدهشة على تطويع أحبالها الصوتية لتتماهى مع ما تنشده.. لكن الأكيد أن ولاء رميح ستصحبك إلى عالم نورانى محاط بطقوس ملائكية حين تستمع إليها.
تحدٍ كبير أن تنشد موشحات العمالقة.. لكن ولاء قبلت التحدي، وأجادت استخدام مخارج الأصوات ببراعة نادرة.. ومن بين الموشحات التى يُدهشك أداء أو «دندنة» ولاء لها موشح «يا غريب الدار» للملحن فؤاد عبد المجيد، للحد الذى تشعر معه أن الموشح كُتب خصيصا لتشدو به ولاء.. يُبهرك إحساس ولاء حين تشدو:
«يا غريب الدار بأفكاري
قد تخطر ليلاً ونهار
أدعوك لتأتى بأسحاري
بجمال فاق الأطوار
الثغر يغنى ويٌمني
والطرف كحيل بتار
والقلب أسرٌ هيمانٌ
ما بين بحور الأشعار»..
ثم تسمو بك ولاء رميح فوق الدنيا وصغائر همومها وأحزانها بإحساس شديد الخصوصية حين تستمع إليها تُنشد: «اللهم اقبل دعايا» الذى شدت به فى دار الأوبرا المصرية مع فرقة الإنشاد الدينى بقيادة المايسترو عمر فرحات، وهو من كلمات الشاعر الكبير الراحل عبد الوهاب محمد وألحان الموسيقار الراحل القدير بليغ حمدي.. تسمو بك ولاء حين تشدو:
«اللهم اقبل دعايا
اللهم ارحم شقايا
يا عالم كل الخفايا
إن كنت ضليت فى عمري
إيمانى بعدلك كفاية..ياربي».
وهى الكلمات التى سبقتها إليها الفنانة الراحلة القديرة شادية بكل ما تملكه من روعة الأداء وسطوة الحضور، لكن ولاء رميح ـ كعادتها ـ قبلت التحدي.
وتبدو ولاء رميح ـ المطربة بفرقة الإنشاد الدينى بدار الأوبرا المصرية ـ كمن يسبح فى خشوع لا يخلو من نعومة فى مواجهة موجات الضجيج التى تحاصر الآذان، لتعود وترسو بنا على شاطئ إيمانى مبهج حين تُنشد:
«والله ما طَلَعتْ شَمْسٌ وَلاَ غَرُبَتْ إلاَ وحُبُكَ مَقرُوناً بِأنفَاسي» للشاعر المتصوف الحلاج..
وتمتلك ولاء رميح من مساحات الصوت ما يمكنها من إنشاد كل أنواع القصائد والموشحات العامية منها والفصيحة باقتدار كبير يندر توافره لدى غالبية المطربين المعاصرين.. ولاء رميح.. صوت يستحق مزيدًا من ضوء.