تمر السنون وتتوالى الأيام وتبقى الأحداث المفصلية محفورة فى الذاكرة نستلهم منها العبرة ونأخذ منها العظة، وكانت فترة صعود الإخوان كاشفة وفاضحة وملهمة، وكما تخرج الخنازير من المستنقع فتترك آثارها على كل مكان تصل إليه بأقدامها المتسخة فقد فعل الإخوان الشىء نفسه وأحدثوا الأثر نفسه فى طول البلاد وعرضها، واليوم ونحن نحتفل بذكرى ثورة الثلاثين من يونية أقف على ناصية الحقيقة، واقول بمنتهى التجرد لازالت خنازير المستنقع وأشباهها تعبث فى بعض مفاصل الدولة، لذلك ولأجل ذلك أذكر نفسى وكل المصريين الشرفاء بأن معاركنا مع خنازير المستنقع مستمرة ولا يغرنكم ما يخرج من ألسنتهم فما تخفى صدورهم أكبر، ويزعجنى من يتعامل مع الوطن وكأنه فندق! فهل مصر فندق إذا تعرض لأزمة بحثنا عن فندق آخر بلا أزمات؟ هل من المروءة أن نكون معا على «الحلوة» ونفترق على «المُرّة»؟ هل نترك مصر بجراحها النازفة وأوجاعها المستوردة ونرفع شعارات «الأنا مالية»؟ هل نترك الطبيب وحده يضمد الجراح ونقول له اذهب وقاتل وحدك إننا ها هنا متفرجون؟ هل نعطى آذاننا وعقولنا لهؤلاء السماسرة الذين يبيعون ما لا يباع ويشترون ما لا يشترى فى بورصة الأوطان؟ وهل مطلوب من الإعلام أن ينسحب من معاركه المستعرة مع هؤلاء الذين يمتطون أوجاع الوطن ويحاولون تحقيق بطولات زائفة أمام أعين البسطاء بحجة حرية التعبير؟ هل من الحكمة عدم الرد على المجادلين والمراوغين وأصحاب الأجندات الاقليمية والدولية؟ هل من السياسة أن نتغافل ونتغاضى ونكون أغبياء لبعض الوقت؟ هل هذا هو وقت إمساك العصا من المنتصف؟ هل المكان المثالى للسكن والبقاء هو الحى الرمادي؟ هل نكف عن مطاردة خنازير المستنقع خوفاً على ملابسنا من الاتساخ؟ هل مصر وحدها التى تعانى من أزمات المناخ والكهرباء والتضخم والركود؟ هل عميت القلوب والأبصار عن رؤية ما تحقق فى مصر خلال سنوات عشر؟ هل توقفت محاولات التشويه والتشكيك منذ ثورة 30 يونيو؟ هل توقفت المؤامرات لحظة واحدة منذ انطلق المشروع الوطنى المصري؟ هل باتت أبواق أهل الشر المسمومة هى الصوت المسموع لدى البعض؟ هل يستطيع الاعلام المصرى خوض المعارك ببراعة واقتدار وهناك من يشكك فيه بجهل وحماقة ويسخر منه بهذا الشكل المريب طوال الوقت؟
أترك لكل قارئ أن يجيب عن تلك الاسئلة بضميره ودون النظر إلى ورقة الآخرين، أما رأيى الشخصى فهو أن قول الحق لا يحتاج إلى استئذان لكنه يحتاج إلى مهارة، ومطاردة أهل الشر وتتبع أكاذيبهم واجب، والوقوف فى خندق الوطن بلا شروط فرض.