4 أطفال يسقطون فى غزة كل ساعة.. و64 طفلاً ضحايا مجزرة النصيرات وحدها
جاءت الضربة موجعة للكيان الاسرائيلى المحتل من الامم المتحدة، بإدراج الجيش الاسرائيلى فى القائمة السوداء لمرتكبى الانتهاكات بحق الاطفال فى مناطق النزاع، وهو ما يعنى أن يظل فى تقريرها السنوى لمدة أربع سنوات، وأن يتم وضعه جنباً إلى جنب مع داعش وبوكوحرام وتنظيم القاعدة.. وبعد ان كان الاحتلال يوجه الاتهامات للمقاومة الفلسطينية بأنها تنظيم ارهابي، أصبح الجيش الاسرائيلى مصنفًا بأنه الاكثر دموية.
قرار جاء فى وقته لفضح إجرام الجيش الاسرائيلي، الذى يدعى بأنه أكثر الجيوش أخلاقية فى العالم، والذى قام بالعديد من المجازر ضد الأطفال، وأحدثها فى مخيم النصيرات التى راح ضحيتها 742 شهيداً ، منهم 64 طفلا، وهو قرار يزيد من عزلة اسرائيل ويؤكد انها دولة مجرمة خاصة وأن هذا القرار جاء بعد صفعتين من الجنائية الدولية ثم محكمة العدل الدولية ، وهو الامر الذى سوف يزيد من التمزق الداخلى فى دولة الاحتلال، خاصة تجاه سياسة اليمين المتطرف وسياسة رئيس الوزراء الاسرائيلى نتنياهو، التى قادت دولة الاحتلال إلى هذه النتيجة ما تبقى من أطفال فلسطين يصرخون مناشدين العالم.. أن ينقذهم من الإجرام الإسرائيلى الذى لم توقفه قرارات أممية ولا قائمة العار.
فى كل ساعة يقتل أربعة أطفال فى غزة، جراء الغارات الاسرائيلية المتواصلة.. عشرات الاطفال أصيبوا واستشهدوا بسبب حرب الابادة الجماعية التى يقوم بها الجيش الاسرائيلي، ومنهم من بُترت أطرافهم، حتى الأجنة لم تسلم من المعاناة فى هذه الحرب وفقدوا حياتهم بسبب نقص الرعاية الطبية، بالإضافة للأمراض المتفشية الخطيرة وسوء التغذية ونقص المناعة، و40٪ من الاصابات والشهداء الذين يصلون إلى المستشفيات من الاطفال، التقديرات تؤكد أن عدد الشهداء من الاطفال فى غزة أكثر مما قُتل من الاطفال فى أربع سنوات على مستوى العالم فى صراعات وحروب.. وهو ما يظهر توحش الاحتلال ضد الأطفال وسوء نيته، لانه معروف أن هذه البقعة من الارض هى الاعلى كثافة بشرية على مستوى العالم.
ما قام به الجيش الاسرائيلى ليس مستغرباً.. فمن المعروف أن مجلس الحاخامات فى الضفة الغربية كان دائما ما يدعو الحكومة الاسرائيلية إلى إصدار أوامرها بقتل المدنيين الفلسطينيين، وأن التوراة تجيز قتل الأطفال والنساء فى زمن الحرب.. هذا مذهبهم، وهذه عقيدتهم.
يواجه الاحتلال معضلة دولية، بعد أن تم تجريمه بشكل رسمي، وسوف يُجّرم العالم أى دولة غربية تساعد هذا الجيش وتبيع له السلاح، لأن هذا الامر سوف يكون مشاركة فى الجريمة ضد المدنيين فى غزة.. ولم يعد هناك آلة إعلامية مدفوعة تستطيع غسل هذا العار الذى لحق بهم أمام شعوب العالم.. ومن المعروف أن سيطرة إسرائيل على غالبية الإعلام الغربى ساعدها فى بداية العدوان على غزة فى تجريم ما حدث فى السابع من أكتوبر واعتبار أن ما تقوم به من قصف وهدم فى غزة، حقها فى الدفاع عن نفسها أمام ميليشية ارهابية.. لم يدم هذا الكذب الإسرائيلى طويلاً، فسرعان ما انكشفت الحقائق، وظهر أمام
أمام العالم أن إسرائيل هى التى ترتكب جرائم ضد الانسانية، وأن جيش الاحتلال يقوم بجرائم حرب إبادة جماعية.
الأطفال شهداء القصف الإسرائيلي.. خلال 8 أشهر
المؤكد أن قرار الأمم المتحدة انتصر لأطفال فلسطين المظلومين لكن القرار وحده لن ينقذهم من الوحشية الإسرائيلية فمازالت آلة القتل تعمل دون توقف وتقتل الأطفال، فصغار فلسطين إما أن يموتوا قتلاً، أو يشردوا بسبب تدمير منازل أسرهم، أو يحرموا من ذويهم وآبائهم، ولا يجدون مأوي، ويصرخون، مناشدين العالم بأن ينقذهم من هذا المصير والعدوان الغاشم.
أحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة كشف أن عدد الشهداء من الاطفال وصل إلى 15517 شهيداً، وأن هناك 17 ألف طفل يعيشون دون والديهم أو دون أحدهما منذ بدء الحرب، وعدداً من الضحايا مازالوا تحت الركام وفى الطرقات، بمعدل 4 شهداء من الاطفال كل ساعة وإصابة أكثر من 12 ألف طفل، أى اصابة نحو 70 طفلاً كل يوم منذ بدء العدوان الاسرائيلي.
الأطفال ضحايا الجوع والعطش.. فى غزة
ذكر الإعلام الحكومى فى غزة أن 3500 طفل معرضون للموت، بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء بسبب الحرب، وأن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب نقص التغذية والأدوية 37 طفلاً، منهم 17 طفلاً فى مستشفى كمال عدوان وحده، وتبيّن أن سبب سوء التغذية الحاد نتيجة لعدم توفر الحليب فى غالبية القطاع، وأن الامهات تستبدله بالخبز المبلل لسد جوع الاطفال، ونتيجة لنقص الرعايا الصحية والظروف المعيشية الصعبة ونقص مياه الشرب الصحية.
ضحايا النزوح.. والعيش فى الخيام
يعانى غالبية أطفال غزة النزوح المتكرر من بيوتهم، التى تم قصفها جراء عدوان الجيش الاسرائيلي، إلى الخيام أو مدارس «الأنوروا» وفيها يواجهون مصيراً مجهولاً، وتنتشر بينهم الامراض نتيجة لنقص النظافة والخدمات الاساسية والغذاء المناسب ونقص الخدمات الطبية، لتدمير الاحتلال غالبية المستشفيات.. كما أنهم خسروا عاماً دراسياً نتيجة للعدوان، بالاضافة إلى الحالة النفسية السيئة لفقدانهم الامان وفقدانهم عائلاتهم واستشهاد أعداد منهم وتعرض بعضهم للاعتقال، ونتيجة لعدم الاستقرار بالانتقال من مكان إلى آخر بحثاً عن مكان آمن.
الأطفال ليسوا ضحايا الحرب الإسرائيلية الحالية فقط، بل ضحايا لكل حروب الاحتلال على غزة، فيما سميت بـ «حرب الفرقان» عام 8002/9002.
شنت إسرائيل حرباً على قطاع غزة استمرت 23 يوماً، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات، راح ضحية العدوان 400 طفل شهيد.
وفى 2012 وتحت مسمي»حجارة السجيل» شنت إسرائيل قصفاً عنيفاً على القطاع، استمر 8 أيام، استشهد فيه 42 طفلاً
وفي2014 جاءت حرب «العصف المأكول»استمر العدوان 51 يوماً، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع، وارتكبت إسرائيل مجازر بحق 144 عائلة، استشهد من كل واحدة منها 3 أطفال على الأقل.
وفى 2021 اندلعت معركة «سيف القدس» التى سمتها إسرائيل «حارس الأسوار»، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين وفى حى الشيخ جراح، وكذا بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصي، أسفرت هذه الحرب عن نحو 250 شهيداً منهم 72 طفلاً، وأكثر من 5 آلاف جريح.. وفى 2022 حدثت اشتباكات واستشهد 6 اطفال ثم جاءت الحرب الحالية وأكبرإبادة جماعية على مر التاريخ.. وكان الاطفال أكبر ضحايا العدوان.. وصل عدد الشهداء 15 ألفاً و517 طفلاً شهيداً.. بذلك تكون حصيلة الشهداء من الأطفال والنساء قد بلغت أكثر من نصف الشهداء فى غزة.
جرائم الاحتلال على مدار التاريخ ضد أطفال فلسطين
تاريخ الاحتلال الإسرائيلى حافل بالجرائم والمذابح فى حق الاطفال، فمنذ احتلال إسرائيل للأراضى العربية فى فلسطين وإعلان دولتهم المزعومة عام 1948، وآلة القتل تحصد مئات بل وآلاف الأرواح من الاطفال الفلسطينيين الأبرياء، ولم تسلم الطفولة من تلك الجرائم الدموية، ولا ننسى المجازر التى قام بها الاحتلال فى النكبة 1948 فى كل المدن الفلسطينية وفى دير ياسين والقدس والعامود والطنطورة وكفر قاسم ومذبحة الاقصى والاقصي، لم يتركوا بلدة إلا وارتكبوا أبشع الجرائم.
الانتفاضة الاولى «انتفاضة الحجارة» 1987/1994
بدأت الانتفاضة بحدث أدى إلى انفجار بركان الشارع بعد عقود من الظلم والمعاناة، وأدت الى التوصل الى توقيع اتفاق اوسلو 1993 الذى عرف باسم «إعلان المبادئ الفلسطيني–الإسرائيلى أوسلو» وكان وقود هذه الانتفاضة الاطفال الذين كانوا يرمون جنود الاحتلال بالحجارة واستشهد 1346 فلسطينياً بينهم 276 طفلاً على يد قوات الأمن الإسرائيلية، واستشهاد 162 فلسطينياً على يد القوات الخاصة، بالإضافة إلى استشهاد 133 فلسطينياً على أيدى المستوطنين، وترحيل 481 فلسطينياً خارج الأراضى المحتلة.
الدرة «أيقونة من دم»
مع مطلع انتفاضة الأقصى 2000، خلد التاريخ الطفل محمد الدرة «12 عاما» بصورته الشهيرة وهو يحتمى بظهر والده من الرصاص الإسرائيلى المنهمر عليهما فى «مفترق نتساريم»، ومنذ ذلك الحين، لم تنقطع سلسلة طويلة من الأطفال الضحايا، أبرزهم إيمان حجو، وهدى غالية، وجميلة الهباش، وآخرون مسحتهم إسرائيل وأسرهم بالكامل من السجل المدنى الفلسطيني، ودفنوا تحت ركام منازلهم خلال الحروب الأربع الماضية على غزة، بالاضافة القائمة المتجددة للشهداء منذ السابع من اكتوبر.
«انتفاضة الاقصى 2000»
وفقاً لدائرة إعلام الطفل فى وزارة الإعلام الفلسطينية برام الله، استشهد منذ بداية «انتفاضة الأقصي» عام 2000 وحتى الان نحو 2070 طفلاً، وفقاً لآخر الإحصائيات الفلسطينية 13 ألف طفل جريح و12 ألف طفل معتقل، ومازال فى سجون الاحتلال 480 طفلاً، فيما تعرض 95 ٪ منهم للتعذيب والاعتداء خلال حملات الاعتقال والتحقيق وانتزاع الاعترافات بالإكراه أثناء استجوابهم
شهداء الضفة
وفقاً لمنظمة اليونيسف قُتل 124 طفلاً فى عام 2023 فى الضفة الغربية، وجرى الإبلاغ عن مقتل 85 طفلاً بعد السابع من اكتوبر , وفى عام 2024 وحتى اليوم، قُتل 36 طفلاً فلسطينياً فى المنطقة على يد المستوطنين الإسرائيليين أو الجيش الإسرائيلى وبما أن الضفة الغربية لا تصنف على أنها منطقة حرب، فإن استخدام القوة من المفترض أن يكون أكثر تقييداً، وفقاً للقانون الدولي.
اعتقال و معاناة الاطفال فى سجون الاحتلال
يعتقل الاحتلال الإسرائيلى سنوياً نحو 700 طفل من محافظات فلسطين كلها، بذريعة إلقاء الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين، فيما يتعرض طلبة المدارس إلى انتهاكات على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدن والقرى والمخيمات ويعانى هؤلاء الاطفال فى سجون الاحتلال التعذيب والضرب والموت.
أول حادثة استشهاد أطفال فلسطينيين موثقة
تعود أول حادثة موثقة قام فيها جيش الاحتلال الإسرائيلى بقتل أطفال فلسطينيين إلى نوفمبر عام 1950 حينما تم إطلاق النار على ثلاثة أطفال فلسطينيين تبلغ أعمارهم 8 و10 و12 عامًا من قرية يالو وقد وقعت الحادثة بالقرب من دير أيوب فى منطقة اللطرون.
ما القائمة السوداء
التى ستنضم لها إسرائيل؟
«قائمة العار» هى قائمة يرفقها الأمين العام للأمم المتحدة، ملحقة مع تقريره حول الأطفال فى مناطق النزاع، وتركز بشكل أساسى على المتورطين فى انتهاكات ضد الأطفال بمناطق النزاع، بما يشمل قتلهم وتشويههم وتجنيدهم واستغلالهم جنسياً.
وسوف تصدر القائمة السنوية يوم 18 يونيو الجاري، بناء على طلب من مجلس الأمن الدولي، ويسرى القرار لمدة 4 سنوات.
ظهرت على القائمة 66 دولة ومجموعة، من بينها الجيش الروسي، وتنظيمات إرهابية، «القاعدة»، و»داعش»، و»بوكو حرام».
وفى سابقة تاريخية، وبعد 8 أشهر من الحرب على غزة، تدرج إسرائيل ضمن القائمة، مما ينسف مزاعم نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بأن الجيش الإسرائيلى هو الجيش الأكثر أخلاقية فى العالم.
انشئت «قائمة العار» من طرف الأمين العام للأمم المتحدة عام 2002، كأداة لكبح الانتهاكات ضد الأطفال جراء النزاعات المسلحة، مما يشكل ضغطاً كبيراً على أطراف النزاع المسلح، ليجبرها على الامتثال للقانون الدولي.
وبناء على طلب مجلس الأمن الدولى ينشر الأمين العام للأمم المتحدة سنوياً تقريراً يرصد انتهاكات حقوق الأطفال، اضافة لاستهداف المدارس والمستشفيات فى نحو 20 منطقة نزاع حول العالم، كما يوجد ملحق يُدرج فيه المسئولون عن هذه الانتهاكات.