مهندس معابر النصر.. فى حرب العزة والكرامة «اكتوبر 73»
موسوعة علمية هندسية عسكرية فى الميكانيكا والمعمار والتكتيك
يسطر شهداؤنا من أبطال القوات المسلحة بدمائهم الزكية تاريخاً مشرفاً للوطن والتضحية من اجله وستظل البطولات التى قدموها خالدة بحروف من نور فى تاريخ مصر وسيظل المجد دائماً وابداً هو تاج شهدائنا الأبرار، ونتيجة لمكانة الشهيد الكبيرة فى قلوب المصريين، تحتفل مصر وقواتها المسلحة فى يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد.
مع احتفال مصر بـ»يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الزكية تاريخ وطن عريق علم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بجهود أبنائها المخلصين.
الشهيد أحمد حمدى هو أحد أبطال وحدات الكبارى بسلاح المهندسين وقائدها فى حرب العزة والكرامة أكتوبر 1973، مثالا للتضحية والفداء ورمزا للإخلاص والوفاء إلى وطنه، هو مهندس المعابر التى عبر عليها جيشنا العظيم ليلقن الجيش الذى لا يقهر درسا لن ينساه ويحقق النصر.
ولد الشهيد فى 20 مايو 1929 بالمنصورة وتخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة، والتحق بالخدمة بالقوات الجوية فى 18 أغسطس 1951، ثم نقل إلى سلاح المهندسين عام 1954، وحصل على دبلوم الدراسات الميكانيكية من جامعة القاهرة عام 1957، ثم حصل على دورة القادة والأركان من الاتحاد السوفيتى بتقدير امتياز عام 1961، ثم دورة الأركان الكاملة بدرجة الامتياز والدورة الإستراتيجية التعبوية بأكاديمية ناصر العسكرية بدرجة امتياز، وتدرج فى الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة «لواء».
شارك البطل فى حروب 1956 والاستنزاف وأكتوبر 73 وشهد له جميع قادته وزملائه بإخلاصه وعبقريته، حيث كان موسوعة علمية هندسية عسكرية فى الميكانيكا والمعمار والتكتيك وكافة العلوم العسكرية ويتميز بعقلية صافية وذهن حاضر.
كلف عام 1971، بإعداد لواء كبارى جديد كامل وتشكيل وحداته وتدريبها لتأمين عبور الجيش، واستكمال المعدات المطلوبة، وتجهيز مناطق تمركزها على طول قناة السويس، وكان له فضل كبير فى تحويل ساحات ومنازل اسقاط مهمات العبور التى يستغرق إنشاؤها يوماً كاملاً إلى كبارى اقتحام لا يستغرق بناؤها أكثر من بضع ساعات.
مع الساعات الأولى من الحرب كان البطل أحمد حمدى على رأس رجاله فى الخطوط الأمامية، فامضى ليلة 6 أكتوبر بلا مياه وطعام وبلا راحة ويتنقل من معبر لآخر ليطمئن على تشغيل معظم المعابر والكبارى التى استغرق إنشاؤها وتجهيزها ساعات كما كان يخطط لها، وواجهت عملية فتح الممرات بالساتر الترابى وإنشاء الكبارى جميع العوامل المعوقة من قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو إضافة إلى صلابة الساتر الترابي، وقام اللواء أحمد حمدى بالإشراف على إنشاء عشرات الكبارى الثقيلة وللمشاة وعدد كبير من المعديات، مما أتاح لمعداتنا وأسلحتنا الثقيلة أن تعبر القناة فى الوقت المناسب وأصيبت وأعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات، وأثناء مشاركة البطل فى إصلاح أحد الكبارى فى 24 أكتوبر 1973 استشهد ليضرب أعظم مثل فى الفداء والتضحية.
كرمت القيادة العليا للقوات المسلحة الشهيد، فأطلقت اسمه على أول دفعة تخرجت فى الكلية الحربية بعد معارك أكتوبر 1973 فى يوم 2 يناير 1974، وأعلن وزير الحربية والقائد العام إهداء القائد الأعلى للقوات المسلحة سيف الشرف العسكرى لأسرة الشهيد أحمد حمدى ومنح سيرته العسكرية نجمة سيناء من الطبقة الأولى تقديراً لبطولاته وعظمة تضحياته، كما أطلق اسمه على أول نفق يربط سيناء والسويس، وعلى مدرسة فى مسقط رأسه بالمنصورة، وعلى أحد شوارع العاشر من رمضان وأحد شوارع مدينة السويس الباسلة، واعتبرت نقابة المهندسين يوم استشهاده يوما لاحتفالات المهندسين.