في شوارع القاهرة المزدحمة، حيث تتشابك الحكايات وتختلط الهموم بالأحلام، يسطع اسم شاب مصري اختار أن يكون مختلفًا… اسمه الحقيقي كيرلس عشم الله كامل، لكن الناس يعرفونه باسم “مالك عشم”، وقد لقبوه عن حب بـ”مالك السعادة”.
البداية… شاب عادي بطموح غير عادي
نشأ مالك في محافظة القاهرة من مواليد عام 2000, تخرج من معهد المساحة (مساح عام)، ليبدأ رحلته في الحياة كما يبدأها كثير من الشباب المصري، وسط تحديات اقتصادية واجتماعية لا تخفى على أحد. لكنه قرر منذ سنوات أن يواجه هذه التحديات بأسلوب مختلف: بنشر الأمل.
لا يسعى مالك خلف الشهرة ولا يبحث عن مكاسب، لكنه وجد لنفسه دورًا نادرًا في زمن تاه فيه التفاؤل.
السوشيال ميديا منصات لنشر السعادة والأمل
فقد أنشأ مالك السعادة صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، من يوتيوب وفيسبوك إلى تيك توك وإنستغرام، يقدم من خلالها محتوى فريدًا هدفه الأساسي نشر السعادة. يصوّر فيديوهات بسيطة وعفوية وهو يوزع هدايا رمزية على المارة في الشوارع والمنتزهات—وردة, لعبة, قطعة شوكولاتة, أو حتى رسالة إيجابية—لكن الأثر يكون أعمق بكثير من حجم الهدية.
سانتا كلوز المصري… بهجة رأس السنة 2024
وفي يوم رأس السنة الميلادية لعام 2024، قرر مالك أن يحتفل بطريقته الخاصة. ارتدى ملابس سانتا كلوز، وحمل حقيبته المليئة بالهدايا، وجاب شوارع القاهرة ناشرًا الفرح بين الأطفال والشباب والمارة. لم تكن مجرد هدايا، بل كانت لحظات من البهجة الحقيقية، تركت بصمة دافئة في قلوب من صادفوه في هذا اليوم.
ردود أفعال الناس كانت متنوعة بين الدهشة والابتسامة والدموع، وتلك اللحظات المؤثرة يوثّقها مالك بعدسته ليرسلها إلى آلاف المتابعين الذين وجدوا في صفحاته جرعة يومية من الإنسانية الحقيقية.
ليس مالك شخصية مشهورة في وسائل الإعلام، لكنه صنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب من حوله. ابتسامته الدائمة، كلماته المشجعة، ومبادرته الصادقة جعلت منه رمزًا محليًا للسعادة. يقول أحد أصدقائه: “لو قابلت مالك يومًا، ستخرج من الحديث معه وأنت تشعر أن الدنيا لسه بخير.”
كلمة من القلب … كن أنت مصدر البهجة
قصة “مالك السعادة” تذكرنا بأن البطولات لا تكون دائمًا في صفحات التاريخ أو على شاشات التلفاز، بل في الحياة اليومية، في النور الذي ينقله شخص عادي إلى من حوله.
وفي إحدى تدويناته كتب مالك:
“السعادة مش دايمًا في اللي بنملكه، أوقات بتكون في اللي بنقدّمه. كلمة حلوة، ضحكة، هدية بسيطة… دي حاجات صغيرة بس ليها تأثير كبير. خليك سبب فرحة لحدّ، حتى لو ليوم واحد.”
في زمن كثرت فيه الأخبار السلبية، يصبح كيرلس – أو كما يحب أن يُدعى، مالك عشم – نموذجًا يُحتذى به، ودعوة مفتوحة لأن نصبح جميعًا، بطريقتنا الخاصة… من صناع السعادة.
البريد الإلكتروني الخاص بمالك : [email protected]