أجمع النقاد ان مسلسل «الحشاشين» هو الأفضل درامياً هذا العام، وقدم رسالة توعية قوية واستيقاظ للعقول حتى لا ينخدع البعض بفكرة المتاجرة بالدين.. كما كشف الفكر الإرهابى الذى يتبنى سياسة العنف والقتل بالفتوى «الإسلام السياسى»، والدعوة للقيام بأعمال عنف وتغيير المجتمع بالتخريب.
قالوا: ان صناع المسلسل تحملوا المسئولية بجدارة بداية من النص المكتوب بحرفية عالية بقلم الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال.. واختيارات المخرج المبدع بيتر ميمى لأبطاله الذين اقتنع بهم المشاهد وتفاعل معهم وعلى رأسهم النجم كريم عبدالعزيز الذى سحب البساط الفنى هذا العام من الجميع ليحلق بعيدا فى سماء النجومية بأدائه الهادئ المتزن والمدهش ويستكمل العزف مع باقى النجوم.. ويتحرك المايسترو ميمى ويصول ويجول بكاميراته بحرية وإبداع فى مشاهده الخارجية والداخلية والمعارك التى نفذت بحرفية عالية ساعده فى ذلك توفير كل الامكانات المادية والفنية من شركة المتحدة لتكتمل منظومة النجاح.
>> ماذا قال النقاد لـ»الجمهورية»:
رمانة الميزان الفنى
>> أكد الناقد الفنى كمال القاضى ان مسلسل «الحشاشين» مستواه الفنى عال جدا ومتميز وهو «الأفضل» هذا العام فى مجموع ما قدم من أعمال درامية، وأسباب نجاحه كبيرة يأتى فى مقدمتها المستوى الموضوعى للقصة.. فهى ملائمة للغاية للظرف السياسى والاجتماعى وهناك شبه كبير بين ما كان يحدث تاريخيا من حسن الصباح وفرقته الحشاشين وما يحدث فى عصرنا الحالى بين قادة التطرف والإرهاب وأعوانهم وهذا التشابه ان لم يكن التطابق هو الذى قرب المسافة ما بين العمل التاريخى والجمهور، فإعادة النظر فى الأحداث الجارية أصبحت حتمية بموجب المقارنة التاريخية بين مجموعة الحشاشين قديما والجماعة الإرهابية فى عصرنا الحالى حيث تبرز صور الاعتداء والقمع والمتاجرة بالدين والتأثير على السذج من عوام الناس.
وأشار القاضى إلى ان المسلسل يمثل «رمانة الميزان» فى مكونات الخريطة الدرامية هذا العام، ومن المتوقع ان يترك أثراً كبيراً فى توحيد الرأى العام نحو التفكير بموضوعية فى أزمة الإرهاب والإرهابيين واتخاذ الدين ستارا لتمرير الأفكار المعادية وهذا هو المطلوب فنيا وابداعيا وثقافيا وسياسيا.
وقال كمال القاضى: ان الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال كعادته برع فى استلهام القصة من الأحداث السياسية المهمة من التاريخ القديم، فقد اجتهد كثيرا فى البحث والدراسة لتوفير معطيات العمل وتوظيفها على أعلى مستوى ممكن من الإبداع والتحقيق التاريخي.
عناصر الإثارة والتشويق
أما المخرج المبدع بيتر ميمى فقد تمكن بشكل كبير فى بلورة الموضوع والأفكار واستفاد كثيرا من المرجعية التاريخية التى أتاحها له الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال، فجاء العمل الفنى مقنعا تماما وتأثيره الايجابى على المتلقى بطبيعة الموضوع كان مهما فى اتمام العملية الإبداعية والمستوى الفنى بمختلف أفرعه سواء من ناحية أداء الممثلين وامكانات التصوير ومشاهد الأكشن والديكور وتصميم المعارك.. ومن أهم عناصر نجاح العمل هو التصوير فى الأماكن المفتوحة وعدم تقيد المخرج بمساحة اللوكيشن المحدودة، كما ان اكتشاف الأماكن الجديدة قد ساعد كثيرا فى خروج العمل بالصورة اللائقة كما لو كانت الأحداث تجرى واقعيا فى زماننا الحالى، وهذه امكانية أخرى تؤكد انسجام الفكرة القديمة باسقاطاتها الدرامية والسياسية على الواقع المعاش.. كل هذا النجاح لم يكن يتحقق إلا بتوفير التمويل الكافى من جهة الإنتاج التى وفرتها له شركة سينرجى حيث سخرت له كل امكاناتها وأنفقت بسخاء على العناصر التى تستلزم الاثارة والتشويق كالمعارك وخلافه.
ويشير القاضى إلى أهمية نجاح المخرج بيتر ميمى فى اختيار الممثلين فى أدوارهم فكان التوفيق الكبير، فنجد الأبطال وعلى رأسهم الفنان الكبير كريم عبدالعزيز يجسدون الشخصيات تجسيدا دقيقا ولديهم شعور حقيقى بالمسئولية تجاه العمل الدرامى الكبير، ويأتى دور البطل الفنان كريم عبدالعزيز باعتباره الشخصية الرئيسية والعمود الفقرى للعمل وبرغم صعوبة الشخصية وعمرها التاريخى بالغ القدم إلا انه أجاد تقمص دور حسن الصباح بشكل ملفت ومدهش وبه قدر كبير من التمكن.. وان دل ذلك على شىء إنما يدل على نضج كريم عبدالعزيز كممثل كبير استطاع ان يقنعنا بالدور وان نتفاعل معه وكان من أحد أهم أسباب نجاح المسلسل.. وكذلك باقى الممثلين الذين برعوا فى أدائهم ومنهم فتحى عبدالوهاب وأحمد عيد ونيقولا معوض وميرنا نور الدين وسوزان نجم الدين وغيرهم الكثير الذين جسدوا الشخصيات تجسيدا دقيقا وكان لديهم شعور حقيقى بالمسئولية تجاه العمل الدرامى الكبير، وكل هذه الأسباب مجتمعة كانت وراء نجاح العمل الفنى الذى أصبح عملا منفردا وخارج المنافسة فى هذا الموسم الرمضانى الدرامي.
نقلة فى الدراما المصرية
يشير الناقد الفنى عصام زكريا إلى أن مسلسل «الحشاشين» هو أفضل الأعمال التى شاهدها هذا العام من خلال المستوى الفنى المتميز والإخراج المتميز جداً والأبطال أخرجوا أفضل ما عندهم ويعد المسلسل نقلة نوعية فى الدراما المصرية التى تطورت بشكل كبير جداً.
قال إن الأعمال التاريخية تتطلب جهداً كبيراً سواء خلف أو أمام الكاميرا، فالصعوبات الأكثر هى التحضيرات التى تسبق التصوير خاصة اختيار المواقع وتجهيزها والبحث عن المناسب منها والإعداد التاريخى من بداية الكتابة وربطها بالواقع الحالى وهو ما بذل فيه المؤلف الكبير عبدالرحيم كمال جهداً كبيراً وتلقفه المخرج بيتر ميمى وأضاف إليه الكثير حتى أخرج الصورة التى نشاهدها على الشاشة.
أكد زكريا أن العبء الكبير يقع على المخرج بيتر ميمى لأنه مطلوب منه مئات القرارات أثناء تجهيز وتنفيذ العمل حتى فى المونتاج وأن ما نشاهده من عمل فنى متكامل يعتبر 30٪ من التصوير الفعلى للمسلسل وعليه الاختيار الأفضل والحفاظ على الإيقاع العام للعمل الفنى لأنه الأهم وهو المحك الأساسى لنجاح العمل أو فشله، وهو ما نجح فيه بيتر ميمى بامتياز بأن حافظ على التشويق والإيقاع بالإضافة إلى تصميم المعارك التى تتطلب جهداً كبيراً أيضاً والالتزام بالأحداث التاريخية.
أشاد بالأداء المتميز لبطل العمل كريم عبدالعزيز وباقى مجموعة الفنانين الذين كانوا فى تحد كبير وإصرار على تقديم الأفضل وكل ما لديه من خبرات فنية لصالح العمل وهو ما جاء بنتيجة مرضية جداً وحصولهم على درجات الامتياز.
اللغة الافتراضية
يشير الناقد الفنى طارق الشناوى إلى أن مسلسل «الحشاشين» هو مسلسل مهم وجاء فى الوقت المناسب وهو يلقى بظلاله على الحاضر بدون تعسف والجماعات الإسلامية بشكل أو بآخر موجودة حالياً وفيها جزء كبير من أفكار حسن الصباح وجماعته والمشاهد هنا ليس يشاهد تاريخاً فقط لكننا نكتشف أن هذا التاريخ له علاقة باللحظة التى نعيشها.
قال الشناوى: إن المؤلف الكبير عبدالرحيم كمال نجح بشكل كبير فى اختيار اللغة العامية التى لجأ إليها وله الحق المطلق فى ذلك وأنا أسميها «اللغة الافتراضية» بمعنى أن صانع العمل الفنى يفترض لغة مثل أى عمل فنى عالمى سواء فى الصين أو اليابان أو فرنسا ويتحدث أبطاله بالإنجليزية رغم أنه واقعياً- لا يجب أن ينطق بالإنجليزية فهل هذا يقلل من العمل بالطبع لا.. وفكرة اللغة الافتراضية التى لجأ إليها عبدالرحيم كمال باستخدام العامية كان اختياره صائباً وهى أصعب بكثير من استخدام الفصحى لأنه اختار المفردات بدقة.. فالكلمة المفروض لا تجرح الزمن وعبدالرحيم لم يقل كلمات مستحدثة من الكلمات التى دخلت أرشيف العامية فى مصر، ولذلك فالأمر صعب، ولكنه نجح فيها بشكل متميز.
أكد الشناوى أن المخرج المبدع بيتر ميمى قدم شاشة جذابة وتسكين ممثلين فى أدوارهم بشكل هائل ومنهم بطل العمل كريم عبدالعزيز وفتحى عبدالوهاب.. واختياراته موفقه لباقى العناصر كما نجح فى تقديم شكل جديد وغير معتاد للصور التى قدمها خاصة فى المشاهد الخارجية.
رؤية فنية واعية
تقول الناقدة صفاء عبدالرازق إن مسلسل الحشاشين عمل مهم جداً وقدم دراما تاريخية وطنية تسجل فى الأعمال الوطنية التى سيحفظها التاريخ الفنى لفترات طويلة.
فالعمل تم حشد مجموعة كبيرة له من أدوات النجاح بداية من شركة الإنتاج التى وفرت له كل الإمكانات المادية والفنية وصرفت بسخاء وتم التصوير فى عدة دول واستمر التصوير لمدة عامين للوصول بأرقى منتج فنى والبعد عن عنصر السرعة فى التصوير.. وكان أبطال العمل الفنى على قدر المسئولية سواء فى اختياراتهم فى البداية من تصدى النجم كريم عبدالعزيز للبطولة فى دور مهم وهو حسن الصباح وباقى الأبطال خاصة دور فتحى عبدالوهاب وأحمد عيد وغيرهم.. بالإضافة إلى الديكورات والملابس والتصوير الخارجى والمعارك فهو ليس مسلسلاً تاريخياً فقط لكنه أيضاً واقعى واجتماعى برؤية فنية واعية من مخرج وأبطال وشركة إنتاج «عارفين بيعملوا إيه».