أعظم تجليات ودروس فى حياة الإنسان هى الدروس اللى وصلته من خلال الألم.. فعطر الألم باق هكذا يحدثنا إسلام شعيب من دعاة الأزهر الشريف واستشارى أسرى وتربوى عن الألم النفسى الذى يصب به المرء على مدار حياته وكيفية تقبله والتعامل معه ويقول: العجيب أن الكلام عن الألم كما ما فيه مرارة لكن فيه تدفق وفتوح كما قال جلال الدين الرومى «لا تجزع من جرحك وإلا فكيف للنور ان يتسلل من خلالك»، وقال الله تعالى «لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا»، وهذا دليل على جواز الإخبار بما يجده الإنسان من الألم والأمراض، وأن ذلك لا يتعارض مع الرضا ولا يتعارض مع التسليم للقضاء، لكن إذا لم يصدر ذلك عن ضجر أو سخط.
يعرف إسلام شعيب الألم بأنه توقف فجأة عن النمو السرور والفرح والبهجة، ونشعر بالألم بفقدان مفاجئ لشخص عزيز أو حبيب من الأسرة أو المقربين، سواء بسبب الفراق أو الموت، والتعرض لصدمة نفسية أو موقف مُحرج، أو تناول الشخص لأدوية لها أعراض جانبية تسبب الحزن، مثل أدوية علاج حبوب الشباب والأدوية المضادة للفيروسات، وكذلك تناول المشروبات الكحولية والعقاقير المخدرة يسبب الدخول فى نوبات اكتئاب، أو عند الاكتشاف بالإصابة بمرض خطير يؤثر على حالة الشخص النفسية، أو تعرض الإنسان لعنف لفظى أو جسدى، ولكن أقسى مشاعر الألم يتعرض لها الشخص عند رحيل الأحبة وحقد الأقرباء وخذلان أقرب الأصدقاء.
وعن روشته التعامل مع الألم النفسى الذى قد يصيب به الإنسان ينصح شعيب قائلا.. إياكم والتعود، فالألم أيا يكن هو رسالة لا تحتج عليه ولا تحزن ولا تغضب فقط افهم رسالته وفككها واعمل بها وسيغادرك فورا ولن تفهمها وانت غاضب منها، كذلك إياكم التعود على الألم، التعود على الإهمال، التعود على التنازلات، التعود على الخسارة التعود على التضحيات.
لا تتشبهوا بالجماد، لا تخدروا أحاسيسكم، لا تسجنوا أرواحكم بالتعود ستفقدون أنفسكم وحقوقكم ستلغى أدواركم عيشوا حياتكم فهى واحدة، ولا تتعودوا على ما يسلب منكم حياتكم ويجعلكم كالجماد فتفريغ الحياة من الحياة إثم.. ليس الألم شيئًا رديئًا إن أحسن الإنسان استغلاله فهو يعصر النفس ويخرج منها إنسانا أفضل، طاقة الألم هى أقوى طاقة على الإطلاق فكيف بطاقة واحده من الألم تنسينا الكثير من مشاعر السعادة التى عشناها؟ فلذلك احرص على تحرير هذه الطاقة والتصالح مع ذاتكَ.. سيأتى زمن لا تندم فيه على أى شىء سوى الوقت الضائع فى القلق والحزن وأخذ رصيد من عمرك بما فيه الكفاية.
ثانيا: علينا طلب المساعدة النفسية، فالخطأ الأكبر الذى يقع فيه المتألم هو أن يطيل على نفسه ضيقته وتعبه وخسارته وشعوره بالضياع والفشل بينما كل ما يتطلبه الأمر حديث مع شخص مُختص.. طبيبك ومعالجك النفسى هو أفضل شخص تتوجه له لطلب المساعدة والدعم والإرشاد النفسى، لا تخجل من طلب العون كلما حاوطتك مشاعر الألم والتعب، دائما تذكر الحياة مرة واحدة، لا تستهن بسلامك النفسى أبدًا.