تسير مصر بخطى ثابتة ومدروسة فى جميع المجالات، مدفوعة برؤية قيادتها الحكيمة وإرادة شعبها القوية، على الرغم من التحديات الداخلية والإقليمية، هذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته الأخيرة فى حفل الإفطار السنوى للقوات المسلحة، حيث شدد على أن الدولة المصرية استطاعت تجاوز أزمات معقدة خلال السنوات الماضية، ومازالت ماضية فى طريق البناء والتنمية بثبات وثقة.
لقد مرت مصر خلال العقدين الماضيين بظروف استثنائية، أثرت على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومع ذلك، استطاعت الدولة التعامل مع هذه التحديات بمرونة وكفاءة بفضل المؤسسات القوية، وعلى رأسها الجيش والشرطة، اللذان شكلا دعامة أساسية لاستقرار البلاد فى وجه التقلبات التى تعصف بالمنطقة، وكما أشار الرئيس، فإن مقارنة الوضع المصرى الحالى بما يجرى فى بعض دول الجوار، تعكس مدى تماسك الدولة المصرية وقدرتها على إدارة الأزمات.
فى ظل الأزمات العالمية والإقليمية، يواجه الاقتصاد المصرى تحديات جسيمة، من بينها التأثيرات السلبية على حركة الملاحة فى قناة السويس، التى تعد أحد الشرايين الاقتصادية الحيوية للبلاد وأوضح الرئيس السيسى أن مصر تفقد ما يقارب من 800 إلى 900 مليون دولار شهرياً نتيجة لهذه الظروف ورغم هذه الضغوط، فإن الحكومة مستمرة فى تنفيذ خططها الاقتصادية بدقة، وهو ما انعكس فى إشادة صندوق النقد الدولى بالإجراءات التى اتخذتها الدولة لتعزيز الاستقرار المالي.
لا يقتصر نهج الدولة المصرية على الجانب الاقتصادى فقط، بل يمتد إلى بناء الإنسان وتعزيز قيم المجتمع فقد أشار الرئيس إلى أهمية الدور الذى تلعبه الأسرة، والتعليم، والإعلام، ودور العبادة فى تشكيل وعى الأفراد وتعزيز تماسك المجتمع، ومن هذا المنطلق، دعا علماء الاجتماع وعلم النفس إلى دراسة كيفية توظيف هذه العناصر فى الإعلام والدراما، بما يسهم فى بناء شخصية قوية ومتزنة للأجيال القادمة.
هذا التوجه يعكس إيمان القيادة المصرية بأن بناء الدولة لا يقتصر على المشروعات الكبرى فحسب، بل يشمل أيضاً بناء الإنسان فكرياً وثقافياً وأخلاقياً، فمن دون مجتمع متماسك وقيم راسخة، لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة.
فى ظل التحولات الكبرى التى يشهدها العالم، لا يمكن لدولة أن تحقق التقدم دون رؤية واضحة واستراتيجية طويلة المدي.. ومصر تتحرك وفق خطط مدروسة لضمان مستقبل أفضل لأبنائها ومع استمرار العمل الجاد، والمثابرة والثقة فى قدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، فإن الأفق يبدو واعداً، حيث تواصل مصر المضى قدماً نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.