جهود مصرية لاستمرار الهدنة.. وحشد الدعم الدولى لخطة الإعمار
مثلما تواصل مصر جهودها لاستمرار هدنة وقف اطلاق النار وبدء المرحلة الثانية منها بين اسرائيل وحماس، بالتنسيق المستمر مع قطر والولايات المتحدة بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة، تواصل القاهرة جهودها ايضا لحشد الدعم الدولى والاقليمى لخطة اعادة الاعمار العربية، وكذلك قرارات القمة الطارئة، التحركات المصرية فى هذا الاتجاه تجرى على كافة المستويات.
فى هذا السياق أجرى الدكتور بدر عبد العاطي،وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أمس سلسلة اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية الدول الأعضاء باللجنة الوزارية العربية الإسلامية، وتشمل: السعودية والإمارات والأردن وقطر وفلسطين وتركيا ونيجيريا واندونيسيا وذلك فى إطار تنسيق المواقف للدفع بالخطة العربية – الإسلامية للتعافى المبكر وإعادة الإعمار فى غزة، وتنفيذ مخرجات القمة العربية فى ٤ مارس، والاجتماع الوزارى لمنظمة التعاون الإسلامى بجدة فى ٧ مارس .
وتناولت اتصالات الوزير عبد العاطى مع نظرائه بحث سبل تنسيق المواقف للترويج للخطة العربية-الإسلامية، وتفعيل عمل اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، وإجراء الاتصالات اللازمة مع الأطراف الدولية بهدف العمل على حشد وتعبئة الدعم السياسى والمادى للخطة العربية الإسلامية للتعافى المبكر واعادة إعمار غزة، والعمل على تنفيذ باقى مخرجات القمة العربية الطارئة فى القاهرة والاجتماع الوزارى الإسلامى الطاريء فى جدة .. كما تناولت اتصالات الوزير عبد العاطى التحضير الجيد وحشد الدعم لمؤتمر القاهرة الدولى لاعادة إعمار قطاع غزة.
وفى نفس السياق استضاف وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، أمس، اجتماعاً مع أكثر من مائة سفير أجنبي وممثلي السفارات والمنظمات الدولية لمناقشة إعادة تأهيل القطاع الصحي بقطاع غزة، ، حيث تم تقديم عرض مرئي حول خطة إعادة إعمار القطاع.
يأتى هذا بينما مازال الفلسطينيون فى قطاع غزة يكافحون من أجل البقاء، بينما تتحول أبسط احتياجات الحياة إلى معركة يومية، فى ظل نفاد المؤن وتصاعد حدة الجوع، حيث تحول تأمين لقمة العيش إلى صراع يومي، لتمتد طوابير طويلة أمام الجمعيات الخيرية التى أطلقت مبادرة لتوزيع وجبات ساخنة خلال شهر رمضان فى شمال غزة.
فى مخيم جباليا للاجئين يعيش السكان فى ظروف قاسية، مع نقص فى المياه والغذاء، ونقص فى كل شيء. ووصف الاهالى الوضع بأنه «معاناة قاسية للغاية، لا يوجد عمل، ولا سكن ولا رعاية، ولا طعام، ولا متطلبات الحياة. حتى أبسط الأشياء كالخضراوات والفواكه لم تعد متوفرة ليجدوا أنفسهم فى وقت المغرب خلال شهر رمضان مضطرين لاستكمال الصيام لساعات أو ربما لأيام أخري».
يذكر أنه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى 19 يناير الماضى حيز التنفيذ، دخلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات يوميًا إلى القطاع عبر معبر رفح، قبل أن يمارس الإحتلال تعنته ويمنع دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة.
فى هذا الإطار، أعربت منظمات الإغاثة عن قلقها من أن المكاسب التى تحققت خلال وقف إطلاق النار، الذى استمر ستة أسابيع، قد تتبخر مع استمرار الحصار وتقييد تدفق المساعدات.
فى السياق ذاته رفضت حماس أمس تهديدات المبعوث الأمريكى ستيفن ويتكوف، التى نصح فيها الحركة أن تكون أكثر عقلانية وأن تشاهد ما فعلته الضربات الأمريكية بالحوثيين، وذلك بعد أن قال ويتكوف إن رد حماس على المقترح الأمريكى لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة «غير مقبول».
فى الوقت نفسه، قالت منظمة الأمم المتحدة للأطفال «يونيسيف» إن مليون طفل فى قطاع غزة يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وسط انعدام الضروريات الأساسية، وأوضحت أن مئات الآلاف يفتقرون إلى المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي. وأكدت أن الهدنة المستدامة والوصول غير المقيد للمساعدات يمكنهما أن ينقذا الأرواح فى قطاع غزة.
وفى تطور مفاجئ دخلت منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر على كافة الجبهات بعد الهجمات الأخيرة التى شنتها الولايات المتحدة على الحوثيين والتى مازالت مستمرة، فى الوقت نفسه اشتعلت الحدود اللبنانية السورية وتم تبادل القصف بين قوات الجيش السورى وحزب الله.
فى اليمن، قالت القيادة المركزية للجيش الأمريكى إنها تواصل عملياتها ضد جماعة الحوثي، فيما أعلنت الجماعة استهداف حاملة الطائرات الأمريكية «هارى ترومان» للمرة الثانية أمس.
جاء ذلك بينما شهدت الحدود السورية اللبنانية توترات خلال الساعات الماضية حيث أعلن جيش سوريا مقتل 8 من جنوده ومدنيين اثنين قصفهم حزب الله فى ريف حمص، بعدما قصف جيش سوريا مواقع فى لبنان عقب مقتل 3 من جنوده برصاص مسلحين فى كمين، فى حين نفى حزب الله ضلوعه فى الحادثة.
من جانبه عزز جيش لبنان انتشاره لضبط الأمن وأكد استمرار التواصل بين قيادة الجيش وسلطات سوريا لحفظ استقرار الحدود.