جلسة التعليم تؤكد:
لا بديل عن تنمية الفكر.. لمواجهة «الحرب الثقافية»
شهدت فعاليات الجلسة الختامية لمؤتمر «جريدة الجمهورية» السنوى الذى أقيم تحت عنوان «11 عاماً من الكفاح والعمل.. السيسى.. بناء وطن» اطلاق مبادرة جديدة لدعم وتشجيع القراءة بين الطلاب، بالتعاون مع جامعة حلوان.
الجلسة حملت عنوان «التعليم وبناء الأجيال الجديدة وإنجازات مصر فى قطاع التعليم».
حيث أدارها الكاتب الصحفى أحمد أيوب «رئيس تحرير الجمهورية».. وشهدت الجلسة مناقشة هموم وطموح محور التعليم الجامعى فى مصر مناقشات مستفيضة اتسمت بالصراحة والمكاشفة والواقعية.
وكشفت عن حدوث تطور كبير فى التعليم الجامعى لمسايرة متطلبات العصر وتلبية احتياجات سوق العمل.. وازاحت اللثام عن الحرب الثقافية التى تستهدف التلاعب بالعقول المصرية وتخريبها وتشويه الحقائق وتصوير الإنجازات الكبيرة على أنها ليست ذات قيمة علاوة على تسويق أفكار وقيم لا تناسب المجتمع المصرى ومحاولة نشر أكاذيب وافتراءات لا تمت للواقع بصلة.
المشاركات الايجابية.. والمداخلات زادت سخونة الجلسة بين الحضور والمسئولين فى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والمجلس الأعلى للجامعات ورؤساء الجامعات فيما يتعلق بـ «فلسفة بناء الاجيال الجديدة» التى خرجت من نطاق بناء المدارس والجامعات الى تخريج أجيال قادرة على المنافسة فى سوق العمل و الابتكار سواء كان هذا على المستوى المحلى أو الاقليمى أو الدولى.
الكاتب الصحفى أحمد أيوب أشعل شرارة المكاشفة والمصارحة فى حوار وطنى داخل الجلسة عندما وصف حالة الوطن، بأنها تشبه «حرب ثقافية» فى ظل الشائعات التى تحاول أن تعرقل مسيرته فى التنمية والبناء عبر التلاعب بالعقول، وهو ما دعا مؤسسة دار التحرير إلى اطلاق مبادرة تهدف إلى إعادة القراءة والفكر مرة أخري، والوصول بها إلى البيوت.
أشار إلى أن المؤسسات الصحفية القومية لديها مسئولية اجتماعية بجانب دورها التنويرى وهو المساهمة فى بناء مستقبل الوطن ولا يوجد منزل بمصر الا ويلاحظ التغير الحقيقى الذى حدث فى المجالات الثقافية والصحة والتعليم والرياضة، وهو ما يندرج تحت مقومات بناء الانسان فى الجمهورية الجديدة المصرية.
الحرب الثقافية
شهدت الجلسة فى بدايتها نقاشات موسعة بين المسئولين فى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والمجلس الأعلى للجامعات ورؤساء الجامعات حول فلسفة بناء الأجيال الجديدة التى خرجت من نطاق بناء المدارس والجامعات إلى تخريج أجيال قادرة على المنافسة فى سوق العمل والابتكار سواء كان هذا على المستوى المحلى أو الإقليمى أو الدولي.
قال الدكتور حسام عثمان نائب وزير التعليم العالى لشئون الابتكار والبحث العلمى وممثل الوزارة بالمؤتمر، إن مصر منذ 11 عام كان بها 50 جامعة.. والان أصبح لدينا 116 جامعة ما بين حكومية وخاصة وتكنولوجية وهو ما يوضح حجم الدعم الذى تحصل عليه الوزارة من القيادة السياسية والحكومة.
وبالنسبة لمحور بناء الانسان، فإن إستراتيجية الوزارة التى أطلقتها فى 2023 للتعليم العالى تركز على عدد من المحاور الرئيسية فى مقدمتها استعادة الثقة فى الخريج المصرى من الجامعات بصفة عامة وأعداد طلاب الجامعات وفق احتياجات سوق العمل مع التوسع فى البرامج التعليمية التى تستهدف اكساب الخرجين المهارات المطلوبة فى سوق العمل، وذلك عبر أكواد علمية تحدد التخصصات المطلوبة لسوق العمل، علاوة على ذلك تركز الوزارة على تدريس البرامج التعليمية البينية التى تجعل الطالب متخصصة فى أكثر من تخصص.
كما أنها تستهدف بصفة أساسية المشاركة الفعالة للمؤسسات الجامعية فى المجتمعات المحيطة بها عبر دراسة مكوناته وتحديد احتياجاته ومن ثم العمل على تلبيتها وإعداد الخريجين فى نفس الوقت للعمل فى التخصصات المطلوبة.
أضاف أن الوزارة تدعم بكل قوتها محور الابتكار وريادة الأعمال عبر تدريسها وتدريب الطلاب على انشاء وقيادة الشركات الناشئة واحتضان أفكارهم وابحاثهم، خاصة أنه تم فتح مسارات تعليمية متعددة أمام الطلاب لكى يتمكنوا من المنافسة فى سوق العمل بكل قوة.
أشار إلى أن الوزارة اطلقت فى 17 فبراير الماضى مبادرة لتشجيع التحالف بين المؤسسات الجامعية والقطاع الخاص بقيمة مليار جنيه وذلك ضمن السياسة الوطنية للابتكار المستدام وهو ما يحفز على البحث والابتكار.
وأوضح أيضا أن الوزارة تركز على محور البعثات الخارجية والمشاركة النشطة فى مجالات البعثات العلمية الحديثة، مع الاهتمام باحتياجاتنا العلمية.
سوق العمل
أما الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات فأكد أنه لولا اهتمام القيادة السياسية بملف التعليم العالى والبحث العلمى والمتابعة الجادة خلال السنوات الماضية ما كنا حققنا تلك الإنجازات.
أشار رئيس المجلس الأعلى للجامعات إلى أن الطالب المصرى أمامه اختيارات متعددة، والعالم يعيش حاليا مرحلة الجيل الخامس من الجامعات القائم على الشراكة واتحاد الجامعات مع المراكز البحثية والصناعة لتلبية احتياجات الأوطان مشيرا إلى أن مرحلة الاقتصار على تطوير المناهج والحفظ قد انتهت مع الجيل الثانى من الجامعات.
أوضح أن فلسفة المجلس الاعلى للجامعات الحالية هى التركيز على انشاء وتطوير البرامج الدراسية لكى تتلاءم مع احتياجات سوق العمل والصناعة مع الارتباط بالبيئة المحيطة وهو ما تجلى خلال الفترة الماضية فى التوسع بالمسار التكنولوجى باعتباره أحد الراوفد الهامة لتلبية سوق العمل.
وأضاف نحن الان فى مصر لدينا ما يعرف بالصادرات التعليمية، وهى تتلخص فى الوصول إلى خريج مؤهل لتلبية احتياجات سوق العمل ليس على المستوى المحلى والإقليمى فقط بل والدولى أيضا خاصة فى ظل وقوع أغلب الفئات العمرية من المجتمع المصرى ضمن الفئات الشبابية.
وشدد د.مصطفى رفعت على أن المجلس يعمل بجد فى مجال الحفاظ على الهوية فى ظل التغيرات التكنولوجية التى يعيشها العالم وذلك عبر الأنشطة الطلابية وزيارات للمشروعات القومية.
كما تم نشر كتاب «أون لاين» على موقع المجلس فى جزء الأنشطة الطلابية لتعريف الطلاب بتاريخهم منذ بداية العصر الفرعونى وانتهاء بالدولة الحديثة وخاصة خلال 11 عاماً الماضية لتسليط الضوء على ما تحقق من إنجازات، مشيرا إلى أنه يدعو الجميع لقراءته.
واتفق معه الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، الذى أكد أن جامعة حلوان لم تتردد في
مشاركة جريدة الجمهورية فى اطلاق تلك المبادرة القومية ورعايتها، خاصة فى ظل التشابه بين وتشارك الأهداف بين مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر و الجامعة.
أوضح قنديل أن مصر بها 30 مليون طالب وطالبة فى مراحل التعليم المختلفة، والمبادرة تستهدف الوصول بإصدارات مؤسسة التحرير وفى مقدمتها «جريدة الجمهورية» لكل طالب وطالبة فى كافة الجامعات والمعاهد العليا.
وأضاف أن جزءاً أساسياً من تلك المبادرة سوف يكون «اون لاين» حتى يتمكن الطلاب من الاطلاع بسهولة ويسر، وسوف يخصص جوائز قيمة لهم تصل إلى مليون جنيه، وهو ما يصب فى محور بناء الانسان المصرى والتثقيف الواسع.
وأضاف رئيس جامعة حلوان: إن المنطقة العربية المحيطة بمصر تعيش الآن حرباً ثقافية تشبه ما حدث بعد عام 1948 وهو ما يستلزم من مؤسسات الدولة التكاتف من أجل التعامل مع تلك الحرب الثقافية خاصة أن العالم بعد الحربين العالمية الثانية ثم الحرب الباردة، التى أدرك الغرب بعدها أنه لا مجال للسلاح لتحقيق أهدافهم لذلك اتجهوا للحرب الثقاقية لينجحوا فى تفتيت الاتحاد السوفيتي.
وأشار أن بناء الهوية يبدأ من قبل المدرسة وليس الجامعة ويشارك به الاعلام والثقافة وهوية مصر لا تختصر فى فتره زمنية محددة فالمنظومة الثقافية لها عامل كبير جدا وما نعمل عليه حاليا جزء أساسى فى تكامل الشخصية بالجامعة.
ودعا د.السيد قنديل إلى احتضان المبادرات الهادفة إلى زيادة النشر والقراءة خاصة أن مصر تقع فى المرتبة الخامسة ضمن مؤشرات القراءة بالمنطقة، وهو ما سيؤدى بالتبعية لاكتشاف المواهب خاصة فى مرحلة الجامعية.
حلوان
وقال الدكتور السيد قنديل إن جامعة حلوان، نفذت وتنفذ إستراتيجية وزارة التعليم العالى ورئيس الجمهورية الهادفة لبناء الانسان المصرى بشكل عصرى يلبى احتياجات المجتمع حيث أصبحت حلوان تنافس بقوة كبرى المؤسسات التعليمية الجامعية فى مصر والوطن العربى وذلك بفضل التحديث المستمر فى البرامج الأكاديمية، وخاصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى والأمن السيبراني، وريادة الأعمال.
كما أشار إلى التوسع فى إنشاء الكليات الجديدة، مثل كلية علوم التغذية، والاهتمام بالبحث العلمى والابتكار من خلال دعم المراكز البحثية، وإطلاق حاضنات أعمال تكنولوجية لدعم الطلاب والخريجين.
وأضاف رئيس الجامعة: إنه عند استلام المهام كانت الجامعة تعانى مديونية كبيرة، وكان التحدى الأكبر هو التخلص من هذه المديونية وتحقيق الاستقرار المالي، وهو ما تم العمل عليه بخطوات مدروسة أسهمت فى تحسين الأوضاع المالية بشكل كبير حيث تحولنا من عجز بقيمة 500 مليون جنيه إلى فائض بقيمة مليار جنيه، كما رشدنا بالانفاق بنسبة 25٪.
أشار الدكتور قنديل إلى أن شعار الجامعة لهذا العام هو «جودة التعليم والتحول إلى جامعة من الجيل الرابع»، حيث نسعى إلى ضمان كفاءة العملية التعليمية من خلال معايير محددة.
وفى هذا الإطار، انتقلت من التعليم التقليدى إلى التعلم التفاعلي، وأطلقت منظومة الكتاب الجامعى الإلكترونى التفاعلي، الذى يتم تحديثه باستمرار ليكون مرجعاً متطوراً يساعد الطلاب على الفهم والاستيعاب بطرق حديثة.
أضاف: إن التحول الرقمى من أهم الملفات التى عملت عليها الجامعة، حيث واجهت تحدياً كبيراً فى تأمين البيانات، مما استدعى تبنى أنظمة متقدمة لحوكمة البيانات. وقد تم العمل على تطوير نظام رقمى متكامل، مما أدى إلى تحقيق نسبة 85٪ من التحول الرقمي.
المستقبل
أما الدكتور عبادة سرحان رئيس جامعة المستقبل، فأكد أن الجامعات الخاصة تسير فى نفس الاطار والأهداف التى حددتها وزارة التعليم العالي، مشيراً إلى أن الجامعات الخاصة اضافت للتعليم الجامعى لمصر، حيث بدأ التعليم الجامعى الخاص فى 1996 بـ4 جامعات فقط واليوم أصبح لدينا ٣٣ جامعة وهى إنجازات تحسب للقيادة السياسية.
وأضاف: إن عبارة أن محور خدمة المجتمع هو من أركان التعليم الجامعى الخاصة باعتباره يحقق العديد من الأهداف من بينها تدريب الطلاب على الحياة العملية فى مرحلة ما بعد الجامعة إضافة إلى اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل، وهى مسألة تسير جنبا إلى جنب مع تطوير منظومة التعليم الجامعى الخاص مثال جامعة المستقبل التى تعد الجامعة الوحيدة الخاصة التى حصلت على اعتماد مؤسسى لكلياتها، كما بدأت فى تعيين خريجيها ضمن اصطف الأساتذة العاملين فى الجامعة و التى كان آخرها تعيين خريجة كأستاذ مساعد فى إحدى كليات الجامعة.
ودعا الدكتور مجدى حسن نقيب عام الأطباء البيطريين، إلى ربط انشاء الكليات باحتياجات سوق العمل، مشيرا إلى ان نقابته تضم 120 ألف عضو حاليا، ونحن لدينا 5600 خريج يتخرجون فى 27 كلية حاليا لايجد أغلبهم فرص عمل مناسبة لهم فى مجال تخصصهم كما يتم انشاء 7 كليات أيضا جار إنشاؤها حاليا وهو ما يدفعنا إلى ضرورة ربط سياسات القبول فى الجامعات باحتياجاتنا الفعلية خاصة أن الدراسة بالطب البيطرى بها سنة امتياز وهى غير كافية لكى يتمكن الخريج أو الطالب من الالمام بكافة المهارات المطلوبة بسوق العملى البيطري.
كما أن هناك تشابهاً فى الاختصاصات بين كليات الطب البيطرى وكليات أخرى وهى مسألة تتطلب التدخل وفض هذا الاشتباك.
وكشف نقيب الأطباء البيطريين أن الثروة الحيوانية والداجنة والأسماك شهدت خلال السنوات الماضية طفرة إنتاجية غير مسبوقة، موضحا أن النقابة تسعى خلال الفترة القادمة لاستغلال تلك الطفرات، ودراسة انشاء شركات فى تلك التخصصات يستفيد منها أعضاء النقابة.
وأكد أن نقابة البيطريين لديها خطط وملفات قابلة للتنفيذ لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجالات الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية بشكل يخلق فرص عمل حقيقية ويدعم اتجاه الحكومة فى جذب المستثمرين.
وأضاف: إن نقابة البيطريين تقدم تدريباً للأطباء ولكل من يريد تنفيذ مشروع فى تلك التخصصات وذلك عبر المساعدة فى اعداد دراسات الجدوى والمتابعة المستمرة والنصائح العلمية بخلاف تدريب مجانى لمدة شهر قبل بداية المشروع.