أرقب بكل تقدير واهتمام زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة ــ للأكاديمية العسكرية ولقاءه بطلابها من الكليات المختلفة وأيضا المتدربون والدارسون بها من الدول الشقيقة والصديقة وايضا من المنخرطين فى دورات تدريبية استحدثتها الدولة للعاملين بالعديد من الوزارات.. ولا شك أن اهتمام الرئيس ملحوظ بهذا الصرح العسكرى المنضبط بما له من دور فى اعداد أجيال قادرة من الشباب للذود عن الوطن أو المشاركة فى مسيرة العمل الوطنى خاصة فى هذه المرحلة التى تبنى فيها مصر جمهورية جديدة حديثة تتطلع فيها إلى التطور والتعمير بما يدفع بالبلاد إلى المقدمة فى السباق العالمى الذى تسعى فيه كل دول العالم إلى التفوق والتميز.
وفى هذا السياق الذى تتعدد فيه الزيارات فى الساعات المبكرة من الصباح للاطمئنان على جودة الاعداد للطلاب للأنشطة التدريبية العسكرية.. وايضا فى مناسبات اخرى مثل الافطار مع الطلاب بمشاركة أسرهم خلال شهر رمضان.. حيث تبدو إنسانية القائد الأعلى التى ميزته بعسكرية تمزج بين الحسم والقدرة على التعامل مع النفس البشرية ما نتج عنه مردود راق للجندى المصرى باعتباره خير أجناد الأرض والعسكرية المصرية كأعظم جيوش العالم التى ينظر إليها الآخرون بتقدير وإعزاز كقيمة مصرية أصيلة منذ قديم الزمن.. والأهم هو مردود هذه المنظومة فى الداخل المصرى وتطلع المصريين إليها دوما كملاذ وحصن للدفاع عن الوطن خاصة فى الظروف والتحديات الكثيرة التى لا تلبث أن تحيط بوطننا فى فترات متعددة.. وكان عشم المصريين وأملهم فى هؤلاء الرجال فى محله عظيماً كعظم الدور الذى قاموا به فى أوقات عصيبة مرت بها البلاد وعايشها المصريون بقلق سرعان ما بدده الرجال الأشداء الذين تم اعدادهم وتجهيزهم لكل وقت وحين.
<<<
وما أريد أن أقوله فى هذا الصدد لا يتوقف فقط عن الرسائل التى يبعث بها الرئيس فى حديثه الأبوى والتربوى مع أبنائه الطلاب سواء للداخل أو للخارج تعطى للمصريين الأمل، وتبث فى نفوسهم الأمان والاطمئنان على حياتهم ومتطلبات معيشتهم. الأنية وكذلك الدور المحورى الذى تلعبه مصر فى منطقتها ورعاية قضايا أمتها العريقة وفى القلب منها القضية الفلسطينية ومساعدة أهلنا فى غزة ورفض تهجيرهم وتصفية قضيتهم.
ولكنى أنظر لهذه الزيارات الميدانية للأكاديمية العسكرية التى نستشعر اهتماماً خاصاً للرئيس بها رغم مشاغله الجسام.. كأولوية لمجتمعنا فى أهمية التربية والتنشئة لإعداد الأبناء بصفة عامة والذين ليس شرطاً أن يكونوا منخرطين بهذه المنظومة العسكرية.. ولكن كأبناء لنا فى كافة أوجه الحياة وجنباتها.. فالمسئولية عن هؤلآء الأبناء لا تبدأ وتنتهى عند مرحلة الإنجاب والتسجيل فى شهادات الميلاد.. بل هى البداية فى التنشئة والتربية السليمة التى تنفعهم فى حياتهم وتضمن لهم ولوطنهم مستقبلاً من خلال دور الأسرة ومؤسسات المجتمع وفى مقدمتها المدرسة والجامعة ودور العبادة والأندية والأحزاب ووسائل الاعلام.
والحقيقية إنه فى هذا الشهر الكريم أتصور أن هذه الزيارات الرئاسية للأكاديمية العسكرية وكلمات الرئيس عن التربية والاعداد والتطوير هى رسالة لكل من يتحمل المسئولية مع هؤلاء.. هى رسائل ضمنية تعكس المسئولية وعظم المهمة دون مواعظ خطابية مباشرة.. ولكنها إشارات ذكية لمن يريد أن يفهم أو يتعلم أو يقتدى بهذا القائد الاستثنائى المعلم الذى يحلم لمصر والمصريين بحياة كريمة ومستقبل واعد.
والحقيقة أنه لا يخلو الأمر من عتاب لى على مؤسسات وأجهزة نفترض فيها أن لها دوراً تربوياً مؤثراً كأندية رياضية كبرى يرتبط بها النشء على الأقل فى التشجيع والتحيز أو أخرى مسئولة عن اعمال فنية درامية أو برامج إعلامية حوارية تطل علينا خاصة فى شهر تزداد فيه المشاهدة مثل شهر رمضان لا تراعى ألفاظ على ألسنه الممثلين أو الدخول فى تفاهات القيل والقال من أجل جذب المزيد من الاعلانات التجارية
<<<
باختصار .. إن اعداد النشء وغرس القيم والمبادئ والسلوكيات الطيبة فى نفوسهم هى مسئوليتنا جميعاً وفى كافة المجالات.. وآمل أن تصل رسائل الرئيس الراقية لنا جميعاً.. وكل عام والمصريون أكثر وعياً وجاهزية للتعامل مع هذا الواقع.