لدى يقين تام أن كل إنسان يعيش تجربة حياتية تكون مسئولة عن معتقداته وأفكاره وأيدلوجياته ومن خلالها تضحى مساراته فى الحياة ومدى تقبله للأفكار ورفضه لغيرها لذا فإنه لا خلاف فى أن يكون رأيك مغايراً لآراء غيرك لكن الخلاف فى عدم تقبل الاختلاف.
وتقبل الرأى الآخر أمر غير مقبول فى مجتمع «السوشيال ميديا» فاختلاف رأيك عن رأى الآخر يعرضك للدخول فى معركة لن تتحمل عقباتها فقد يصل الأمر لتعرضك لوابل من السباب ليس هذا فحسب بل يمتد الأمر لعائلتك وتجد تاريخ الجميع بات مادة لما ينشر بشكل يشوبه الكثير من التشويه.
منذ أيام تابعت ما نشره البعض عن المشاجرة التى شهدها حى الفردوس وكيف خرج الأمر عن المنطق وتحول لإتهامات عامة لكل سكان المنطقة وصفتهم بالعشوائية بجانب اتهامات خاصة لفئة معينة بحكم انتماء أحد الأطراف إليها وهو ما انعكس على وصفهم بالبلطجة والخروج على القانون وهم المنوط بهم حفظه.
ما حدث قد يكون طبيعيًا من فئة لديها حالة من العداء تجاه الآخر بصفة عامة وتجاه هذه الفئة بصفة خاصة بحكم ما ذكرته فى البداية أن التجارب الحياتية وما نمر به من مواقف يشكل انطباعاتنا تجاه الآخرين فعلى سبيل المثال الطفل الذى تربى فى منزل يتاجر عائله فى المخدرات وذهنه لا يحفظ إلا مشهد رجال الشرطة وهم يقتحمون عليهم المنزل ليلاً ليختفى هذا العائل ثم يظهر بعدها خلف الأسوار التى شكلت حاجزاً بينه وبينهم لسنوات لن يكون فى قلبه إلا حالة من العداء والكراهية لرجال الشرطة وهو نفس الحال للطفل الذى تربى فى منزل إرهابى لا يعرف إلا تكفير رجال الجيش الذين يقفون على الحدود جسورًا منيعة لحماية الوطن.
ما فات مقبول بحكم التجارب الحياتية التى عاش فيها أمثال هؤلاء لكن غير المقبول أن أجد من ينتمى لمهنة الرأى والتى تفرض عليه احترام الرأى الآخر ليس هذا فقط بل هو عضو فى مجلس نقابة قلعة الحريات ويصف الضابط بأنه شخص فوق القانون تعليقاً على واقعة الفردوس فماذا يفعل البلطجية والخارجون عن القانون ولماذا نعمم المواقف.
ما حدث منه أعطى لى تفسيراً عن حالة التناحر التى تشهدها مواقع التواصل الاجتماعى بين أنصار المرشحين وما يلصقونه بالطرف الآخر فى انتخابات نقابة الصحفيين فى حالة لم تعد مقبولة لأجد نفسى مهمومة بالتفكير فيمن لديه القدرة على إعادة المهنة لمسارها حتى لا نجد أنفسنا فى مأزق الخروج منه سيكون مستحيلاً .