يُعد برنامج «نُوَفِّى» أحد المشروعات الطموحة التى أطلقتها الحكومة المصرية لتحقيق تحول جذرى فى قطاع الطاقة، حيث يسعى إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى، مما يعكس التزام الدولة بالتحول الأخضر ودعم التنمية المستدامة.
هذا البرنامج لا يقتصر فقط على كونه مشروعًا بيئيًا، بل هو ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد المصرى وتعزيز مشاركة القطاع الخاص فى واحدة من أهم الصناعات الاستراتيجية.
يُشكل البرنامج استثمارًا قويًا فى البنية التحتية للكهرباء، مما يعزز استقرار الشبكة القومية ويزيد من قدرة البلاد على توليد الطاقة النظيفة. استثمارات البرنامج، التى تُقدر بحوالى 10 مليارات دولار، ليست مجرد أرقام، بل هى دلالة واضحة على جاذبية السوق المصرى للاستثمارات الأجنبية، خاصة فى قطاع الطاقة المتجددة. من خلال الشراكات الدولية مع مؤسسات مالية كبرى مثل البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية، وصندوق المناخ الأخضر، والبنك اليابانى للتعاون الدولى، يفتح «نُوَفِّى» الباب أمام تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، وهو ما يعزز من قوة الاقتصاد المصرى.
إضافةً إلى ذلك، فإن البرنامج يسهم فى خلق فرص عمل جديدة فى مختلف مراحل تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، بدءًا من التصميم والهندسة وصولاً إلى التشغيل والصيانة. هذه الفرص لا تقتصر على العمالة الفنية فقط، بل تمتد إلى مجالات البحث والتطوير، مما يحفز الابتكار فى قطاع الطاقة المتجددة.
إحدى أبرز ميزات برنامج «نُوَفِّى» هى تعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسى فى التنمية. فمن خلال اتفاقيات شراء الطاقة التى أبرمتها الحكومة مع شركات كبرى مثل «أكوا باور» السعودية، و«مصدر» الإماراتية، و«سكاتك» النرويجية، و«حسن علام»، و«أوراسكوم»، يتضح أن الدولة لا تعتمد فقط على التمويل الحكومى، بل توفر بيئة استثمارية جاذبة تدعم مشاركة القطاع الخاص فى مشاريع البنية التحتية الحيوية.
برنامج «نُوَفِّى» ليس مجرد مشروع طاقة، بل هو نموذج متكامل لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يربط بين الاستثمار فى البنية التحتية، ودعم القطاع الخاص، وتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير فرص العمل، وكل ذلك ضمن رؤية وطنية واضحة تهدف إلى وضع مصر فى صدارة الدول الرائدة فى مجال الطاقة المتجددة. ومع استمرار تنفيذ مشروعات البرنامج، من المتوقع أن نشهد تحولات كبيرة فى قطاع الكهرباء، مما يسهم فى تحقيق استقرار الطاقة، ودعم الاقتصاد، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.