يستقبل الجزائريون شهر رمضان بأجواء يملؤها الحب والتميز والمتعة، تروى لنا إيمان صالح من الجزائر استقبالها رمضان الذى له نكهة خاصة فبمجرد أن يهل هلاله يتبادل الناس التهانى بحضور سيدنا رمضان هكذا يسمى رمضان فى الجزائر فهو سيد الشهور وتنتشر رائحة رمضان فى كل بيت فأينما تمشى تشم رائحة رمضان فتستقبله النساء بشراء الأوانى الجديدة وطلاء المطابخ باللون الأبيض.
وتحرص ربات البيوت على إعداد طاجين لحلو فى أول يوم من رمضان لكى يكون رمضان كله حلوا فتشترك كل الأسر الجزائرية على نفس الاطباق فلا تخلو أى مائدة من لحميص والحريرة وطبق الزيتون وطاجين لحلو والدولمة والرشتة والكسرة وقلب اللوز والزلابية والبقلاوة والملفاى وعلى مائدة السحور يكتفون بالكسكسى المسفوف مع اللبن ويبدأ الجزائريون إفطارهم بالتمر والحليب.
وقبل أذان العشاء يتجمهر الناس رجالا ونساء فى المساجد لأداء صلاة التراويح فتراهم مقبلين على نداء الله رافضين أن يسرق أحد منهم كنوز هذا الشهر الفضيل التى لا تحصى وكيف نحصيها وفيها ليلة هى خير من ألف شهر.
ويحرص الناس على التكافل فتقام مطاعم الرحمة فى كل مكان لإفطار عابرى السبيل والمحتاجين وتمنح قفة رمضان لكل الفقراء من قبل الحكومة وهى مبادرة تحرص عليها الدولة الجزائرية مند زمن بعيد معونة لكل ذوى الدخل الضعيف وفى منطقة القبائل تقام الوزيعة أو كما تسمى بالأمازيغية تيمشراط وهى عادة تذبح فيها رؤوس ماشية وتوزع على المعوزين وشعارهم لا يدخل رمضان وبيننا محتاج وتشترك باقى مناطق الجزائر من الشرق إلى الغرب مرورا بالأوراس والشاوية إلى الصحراء فى هذه الطقوس الخيرية وتأتى العشر الأواخر فيتعبد الأخيار فى المساجد طامعين فى العتق من النار وقبول الصيام والقيام ويهل هلال العيد فيهرع الناس للمتاجر لشراء الحلوى وملابس العيد ويمضى رمضان فيودعة الذين يعرفون قدرة بالدموع ففى أعماقهم يوقنون أن رمضان كله عيد.