نيويورك تايمز: قطع المساعدات عن غزة يجبر المنظمات على تقليل الحصص الغذائية
يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو،خلال ساعات ، اجتماعاً مع فريق التفاوض الإسرائيلى فى محادثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسري، فى أعقاب مقترح أمريكى جديد لتضييق الفجوات بين حماس وتل أبيب، بما يسمح بتمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودى (منتصف أبريل القادم)، فيما اتهم البيت الأبيض حماس بتقديم مطالب غير واقعية .
وقال مكتب نتنياهو فى بيان «فى حين قبلت إسرائيل إطار عمل المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، تُصرّ حماس على رفضها وتُواصل شنّ حرب نفسية ضد عائلات الأسري».
وأضاف البيان «سيجتمع رئيس الوزراء بالفريق الوزارى للاستماع إلى إحاطة مُفصّلة من فريق التفاوض، ولتحديد الخطوات اللازمة لتحرير الأسرى وتحقيق جميع أهداف حربنا».
جاء ذلك بينما يواصل الوسطاء جهودهم فى سبيل تمديد وقف اطلاق النار فى قطاع غزة والذى بدأ منذ نحو 55 يوما، وبداية المرحلة الثانية من الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الاولى المستمرة بخروقات الاحتلال.
وكان وفد من حركة حماس وصل إلى القاهرة أمس الأول ، لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين حول المقترحات الأمريكية الأخيرة والخطة المصرية العربية.
وقدمت حركة حماس ردها على الوسطاء بشأن المقترح الأمريكي، مع إدخال تعديلات تنص فى البداية على تسليم أسير إسرائيلى يحمل الجنسية الأمريكية و4 جثث من حاملى الجنسية المزدوجة.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع: «الحركة تعاملت بإيجابية فى المفاوضات الجارية، وأدارتها بمسئولية، وقبلت عرض الوسطاء. الكرة الآن فى ملعب إسرائيل».
فيما رفضت إسرائيل رد حماس وأكدت أنها منفتحة على المقترح الأمريكى بإطـــلاق ســـراح 5 أسرى أحياء و10 جثث.
من جانب آخر قال مسئولون فى البيت الأبيض لموقع «أكسيوس» الإخبارى إن آدم بولر الذى أشرف على مفاوضات مباشرة غير مسبوقة مع حركة حماس الفلسطينية نيابةً عن الرئيس دونالد ترامب، سحب ترشحه لمنصب المبعوث الرئاسى الخاص لشئون الرهائن.
وأضاف مسئول كبير فى إدارة ترامب، أن هذه الخطوة كان مُخططاً لها منذ أسبوعين، وكان الهدف منها نقل بولر إلى منصب مبعوث رئاسى مختلف بصلاحيات أوسع، دون الحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ.
على الصعيد الإنسانى نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئولين أن المساعدات التى جمعتها منظمات إغاثة فى الأسابيع الأولى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة تتضاءل.
وقالت -نقلا عن مسئولى إغاثة- إن قطع المساعدات عن القطاع أجبر منظمات الإغاثة ومطابخها على تقليل الحصص الغذائية.
فى الاثناء أعلنت بلدية رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة عن توقف وصول الوقود لجميع آبار المياه فى المدينة إثر استمرار الحصار الإسرائيلى المشدد وإغلاق المعابر.
وحذرت البلدية من التداعيات الكارثية لتوقف الآبار الذى يهدد حياة الآلاف ويفاقم الأزمة الصحية والبيئية.
فى سياق متصل حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من العواقب الكارثية التى قد تنجم عن انهيار الوكالة، مؤكدة أن ذلك سيحرم جيلا كاملا من الأطفال الفلسطينيين من التعليم.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازارينى إن غياب التعليم سيؤدى إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار فى المنطقة، معربا عن قلقه البالغ إزاء التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن هذا الحرمان.
وأكد أن هناك خطرا حقيقيا يتمثّل بانهيار الوكالة وانفجارها إذا ما استمرّت ضائقتها المالية الشديدة.مضيفا أنه فى حالة انهيار الأونروا فإنه بالتأكيد يعنى التضحية بجيل من الأطفال الذين سيحرَمون من التعليم المناسب.
ووصف لازارينى الأونروا بأنّها «شريان حياة» لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطينى يتوزّعون على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا.
وأكد لازارينى أن التعليم يمثل حقا أساسيا وأداة حاسمة لتحقيق السلام والاستقرار، محذرا من أن فقدان هذه الفرصة يعنى خسارة مستقبل مشرق للأطفال الفلسطينيين.
وقالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إن إسرائيل تهدف إلى تصفية «الأونروا»، باعتبارها رمزا للوجود الدولى فى فلسطين.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فى وقت سابق أن حوالى 260 ألف طفل من قطاع غزة انضموا إلى برنامج التعلم عن بعد الذى تقدمه الوكالة منذ شهر يناير الماضي.
من جانب آخر ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان اسرائيل تطبق قواعد جديدة صارمة على منظمات الإغاثة التى تساعد الفلسطينيين.
كما نقلت الصحيفة عن بيان إسرائيلي، أن الرقابة على منظمات الإغاثة ستضمن تنفيذ أعمالها بطريقة تتسق مع مصالح إسرائيل.
وتأتى الضوابط الإسرائيلية الجديدة فى إطار جهود أوسع لتقليص مساحة عمل تلك المنظمات.