فى ظل التحديات المعاصرة التى تواجه الشباب العربى، يبرز معهد إعداد القادة بحلوان كصرح وطنى رائد فى تشكيل وعى الأجيال الناشئة وإعدادهم لقيادة المستقبل..فمن خلال إطلاقه لملتقى «إدراك»، نجح المعهد فى تعزيز دوره كمنصة فاعلةٍ لرفع الوعى وبناء الشخصية القيادية، وذلك تحت إشراف الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وبقيادة الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة ومدير المعهد، الذى يعد نموذجًا للإدارة المبدعة والرؤية الثاقبة.
ومن وجهة نظرى ان ملتقى «إدراك» ليس مجرد حدثٍ عابرٍ، بل هو جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحصين الشباب من الأفكار المتطرفة وتعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية، فمن خلال سلسلة من الدورات التدريبية المتخصصة يسعى المعهد إلى صقل مهارات الشباب الفكرية والقيادية وتمكينهم من مواجهة التحديات بوعى وإدراك عميقين.
ففى وقت تكثر فيه المحاولات لزعزعة استقرار المجتمعات، يأتى معهد إعداد القادة بحلوان ليكون حصنًا منيعًا يحمى الشباب من الانزلاق فى براثن التطرف، ويلهمهم ليكونوا قادة ملهمين يساهمون فى بناء مستقبل واعد لمصر وللعالم العربى.
إن المشاركة فى الندوات الحوارية ليست مجرد تفاعل أكاديمى أو إعلامى، بل هى مسؤولية وطنية تهدف إلى تعزيز الوعى، وتحصين العقول، وبناء جسور تواصل بين الأجيال المختلفة لضمان مستقبل أكثر استقرارًا لمصر.. ومن هذا المنطلق، جاءت مشاركتى حدثين رئيسيين نظمهما المعهد وهما ندوة «الأمن القومى المصرى وارتباطه بالقضايا المجتمعية المختلفة»، وكذلك فى ملتقى «إدراك»، وذلك إيمانًا منى بأهمية هذه اللقاءات فى صناعة الوعى وترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية والانتماء
وأنا اؤمن تماما بأن الوعى هو خط الدفاع الأول لحماية الأوطان، ولذلك فإن اللقاءات الحوارية والندوات الفكرية تمثل إحدى أهم أدوات تشكيل هذا الوعى وتعزيزه ، ومشاركتى لم تكن مجرد حضور إعلامى، بل كانت جزءًا من مسؤولية وطنية لإيصال رسائل واضحة حول أهمية الفهم المشترك لقضايا الأمن القومى، وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن.
فى ندوة الأمن القومى، أكدنا أن هذا المفهوم لا يقتصر على الجوانب العسكرية والسياسية، بل يشمل الأمن المجتمعى، الفكرى، والتكنولوجى ،الإعلام والفنون والتعليم والذكاء الاصطناعى أصبحت أدوات مؤثرة فى تشكيل وعى الشعوب، ما يفرض علينا مسؤولية تطوير خطاب إعلامى واعٍ، يستند إلى الحقائق، ويواجه الشائعات والتضليل ، وكان من اللافت خلال النقاشات التأكيد على دور القوى الناعمة فى حماية الاستقرار الوطنى، وأن مواجهة التحديات تتطلب تعاونًا بين الإعلاميين، الأكاديميين، والفنانين، جنبًا إلى جنب مع المؤسسات الأمنية والعسكرية
أكدت فى كلمتى خلال الندوة أن الوعى المجتمعى هو جزء أساسى من الأمن القومى، فالتحديات لم تعد فقط فى صورة تهديدات عسكرية، بل أصبحت تمتد إلى الحرب الفكرية والمعلوماتية، والتى تستهدف التأثير على العقول وبث الفتن من خلال الشائعات والمعلومات المغلوطة.
المناقشات التى دارت بين الخبراء والمتخصصين فى الإعلام، والفنون، والتكنولوجيا، والإدارة العسكرية، كشفت عن ضرورة تطوير الخطاب الإعلامى، بما يواكب العصر ويعمل على مواجهة التضليل الإعلامى والتحديات التكنولوجية الحديثة، خاصة مع التطور الكبير فى الذكاء الاصطناعى الذى قد يكون سلاحًا ذا حدين.
كما تطرقت النقاشات إلى أهمية القوى الناعمة مثل الفن والثقافة والإعلام فى ترسيخ الهوية الوطنية، ودورها فى تعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالتاريخ الوطنى، وهو ما يتطلب استراتيجية متكاملة تستثمر فى هذه المجالات لتعزيز الاستقرار الوطنى.