لم تكن حرب العاشر من رمضان مجرد معركة وانتهت بين العرب وإسرائيل.. بل كانت نقطة فاصلة فى الصراع بين الطرفين.. خاصة بعد الهزيمة المنكرة التى منى بها جيش الحرب الإسرائيلى الذى زعم فى فترة من الفترات أنه جيش لا يُقهر فكان أن وضعها الرجال الأبطال فى الجبهتين المصرية والسورية.. وذلك بفضل التخطيط الإستراتيجى الرائع الذى تمثل فى خطة «المآذن العالية» التى قام بها رجال مصر الأبطال الذين كانوا عند حسن الظن بهم وفى اللحظة الحاسمة من ظهر السبت فى الثانية وخمس دقائق يوم العاشر من رمضان صدعت المآذن العالية ونجحت خطة الخداع الإستراتيجى وعبر أسود مصر أصعب مانع مائى فى تاريخ الحروب بل وحطموا خط بارليف الحصين الذى ادعت إسرائيل زوراً وعدواناً بأنه أقوى كثيراً من خط ماجينوف، ويحتاج عدة قنابل ذرية كى يتم تحطيمه.. ولكن هيهات هيهات لهذا الهراء الذى يصدر من قلب جيش الحرب الإسرائيلى الذى لم يستطع أن يقدر القوة الحقيقية لجيش القوة والعزة وجيل رمضان ــ أكتوبر العظيم الذى أعطى الصهاينة درساً قاسياً أعتقد أنهم حتى الآن لم يفيقوا منه وأحدث فى ذات الوقت دوياً عالميًاً للدرجة التى جعلت كل المؤسسات العسكرية والإستراتيجية على مستوى العالم تدرس الخطة العبقرية «المآذن العالية» التى جعلت من جيش إسرائيل أضحوكة بين العالمين.
إن كل مصرى وعربى دائماً ما يتيه فخراً وفرحاً كلما حلت هذه الذكرى الطيبة التى أعادت الكرامة والكبرياء لكل مصرى وعربى ومسلم.. ووضعت هذا العدو المتغطرس فى حجمه الطبيعي.. بعد جولات بيننا وبينه كانت أساليب الخداع والخيانة هى أسلوبه فى التعامل أثناء القتال فلم يكن جيش الحرب الإسرائيلى جيشاً شريفاً بل على العكس تماماً كان مخادعاً مناوراً حتى آخر حروبه الأخيرة فى قطاع غزة.
من هنا فإن أى مواجهة يدخل فيها الجيش المصرى البطل طرفاً فيها تكون مشاركته محسوبة بكل دقة من كل الجوانب فهو الجيش الأسطورة الشريف الذى يقف مدافعاً عن مقدرات شعبه رادعاً لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير فى العبث بحبة رمل واحدة من أرضه مصر لذا فإننا ونحن نحتفل فى هذه الأيام الطيبة الكريمة من شهر رمضان بذكرى هذا النصر هذا النصر العظيم نتذكر معاً الرجال الأبطال الذين كانوا وراء هذا الحدث الجلل بطل الحرب والسلام الرئيس الشهيد محمد أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة والمشير أحمد إسماعيل على قائد الجيش المصرى والفريق سعد الدين الشاذلى رئيس الأركان الذى كان له فضل التخطيط للمعركة وقادة القوات الجوية والبحرية والبرية والوحدات الخاصة من الصاعقة والمظلات علاوة على ضباط الصف والجنود الذين سطروا بدمائهم أروع ملحمة انتصار فى تاريخ الجيش المصري.
التحية واجبة للشهداء الأبرار الذين افتدوا الوطن بأرواحهم وكانت دماؤهم التى روت أرض المعركة هى الوقود الذى أشعل جذوة النصر فى صدور الأبطال.. عاشت مصر أرض الرجال وعاش جيشها حامياً لأرضها.