أواصل الحديث حول الإستراتيحية الوطنية للتصنيع التى تأتى ضمن المشروع الوطنى الموضوع للبلاد بعد ثورة 30 يونيو 2013.. والحديث اليوم عن الإهتمام بالهيدروجين الأخضر الذي تولى مصر اهتماماً كبيراً بصناعته. وذلك فى إطار جهودها للتحول نحو الاقتصاد الأخضر وتحقيق التنمية المستدامة. وتتمتع مصر بمقومات طبيعية واقتصادية تجعلها مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
أهمية الهيدروجين الأخضر لمصر ويساهم الهيدروجين الأخضر فى تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يعزز أمن الطاقة فى مصر ويساعد الهيدروجين الأخضر فى خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل الآثار السلبية لتغير المناخ. ويمكن لصناعة الهيدروجين الأخضر أن تخلق فرص عمل جديدة فى مختلف القطاعات، مثل الطاقة والصناعة. وتجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر، مما يعزز النمو الاقتصادي. ويمكن لمصر أن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، مما يعزز مكانتها فى مجال الطاقة المتجددة.
جهود مصر فى مجال الهيدروجين الأخضر:
وقد أطلقت مصر الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون، والتى تهدف إلى جعل مصر مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر. وتعمل مصر على تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى فى مجال الهيدروجين الأخضر، مثل مشروع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروع العين السخنة.
وتسعى مصر إلى إقامة شراكات دولية مع الشركات العالمية المتخصصة فى تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر. كما تعمل مصر على توفير البنية التحتية اللازمة لصناعة الهيدروجين الأخضر، مثل محطات الطاقة المتجددة وشبكات النقل والتوزيع.
وتواجه صناعة الهيدروجين الأخضر فى مصر تحديات كبيرة. ولا تزال تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر مرتفعة مقارنة بالوقود الأحفوري. تحتاج مصر إلى تطوير التكنولوجيا اللازمة لإنتاج وتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر، وتوفير التمويل اللازم للمشروعات الكبرى فى مجال الهيدروجين الأخضر.
كما تحتاج مصر إلى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية اللازمة لصناعة الهيدروجين الأخضر. وتتمتع مصر بموقع جغرافى متميز يربط بين قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، مما يجعلها مؤهلة لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى الأسواق العالمية. كما تمتلك مصر مصادر طاقة متجددة وفيرة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يجعلها قادرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة منخفضة. ويتزايد الطلب العالمى على الهيدروجين الأخضر، مما يفتح فرصاً كبيرة أمام مصر لتصدير هذا الوقود النظيف.
وتعتبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مركزاً واعداً لصناعة الهيدروجين الأخضر، حيث تتمتع ببنية تحتية متطورة وموقع إستراتيجي.
ويمكن القول إن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها فى مجال الهيدروجين الأخضر، وذلك من خلال تنفيذ المشروعات الكبرى وإقامة الشراكات الدولية وتوفير البنية التحتية اللازمة. ومع استمرار الجهود وتذليل التحديات، يمكن لمصر أن تصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، مما يعزز مكانتها فى مجال الطاقة المتجددة ويحقق التنمية المستدامة. ولذلك أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، الأهمية الكبيرة التى تحظى بها مشروعات إنتاج الوقود الأخضر فى مصر، تماشياً مع تنفيذ إستراتيجية قطاع الطاقة المصري، التى تستهدف تعزيز قدرات الدولة فى مجال استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وخفض الانبعاثات الكربونية من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. ويأتى طبقاً للتوجه العالمى لخفض الانبعاثات الكربونية، وتماشياً كذلك مع إستراتيجية مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بتكلفة تنافسية للاستخدام كوقود بديل، كما تم التنويه إلى عدد من الأهداف التى تسعى الدولة لتحقيقها من هذا المشروع، والتى تتمثل فى إتاحة إنتاج المشروع محلياً كوقود أخضر للسفن العابرة لقناة السويس وتصديره أيضاً للأسواق العالمية؛ وذلك لتمكين مصر من أن تكون مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة، خاصة فى وجود منافسة شديدة فى هذا المجال، ويشتمل المشروع على ثلاث مراحل متماثلة للتنفيذ .
وقال «مدبولي»: أن المشروع المقترح يعمل على تعميق الإنتاج المحلى من الأمونيا الخضراء، ويتماشى مع الجهود التى تبذلها الدولة لتحويل مصر إلى مركز للهيدروجين الأخضر، لاسيما فى ظل الحوافز والمزايا العديدة التى نجحت الدولة فى توفيرها، وما يتوافر لدينا من قدرات هائلة من الكهرباء المتولدة من مصادر الطاقة المتجددة الخالية تماما من أى انبعاثات كربونية، وهو ما يضعنا على الطريق الصحيح للوصول إلى مستويات الحياد الكربوني، بما يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الواعد.
وللحديث بقية