فى الإسكندرية وفى واحد من اجمل شوارعها يقبع هذا البناء الانيق الذى أطلق عليه الأثريون والمهتمون بالشأن الأثرى أيقونة المتاحف، وقد شيد القصر عام 1919 فى منطقة زيزينيا وهو تحفة معمارية على مساحة 4185 متراً مربعاً أسسته زينب هانم فهمى واكملت بناؤه لتقيم به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء عام 1923 والأميرة فاطمة الزهراء التى يحمل القصر اسمها من أميرات الاسرة العلوية، والدتها شقيقة المعمارى الشهير على فهمى الذى اشترك فى تصميم القصر . فقد بناه المهندس الايطالى انطونيو لاشباك على غرار القصور الاوروبية فى عهد النهضة بأسلوب الباروك والروكوكو . حيث كان لهما نصيب الأسد فى التأثير على عمارة وزخارف القصر . وقد ظهر التأثر بعصر النهضة متمثلاً فى اللوحات المصورة على الأسقف والجداريات فبعضها صور حياة النبلاء والبعض الآخر يصور حياة الريف الاوروبى ويظهر ذلك تحديداً فى تصميم اللوحات الجدارية لممرات جانبية وحتى دورات المياه جدرانها مغطاة بلوحات من القيشانى الايطالى المصنع الذى اعد خصيصاً له وتم رسمه يدوياً، وحتى الأرضيات مغطاة بالفسيفساء على شكل لوحات لرسومات نباتية وهندسية، اما القصر ككل فمستوحى سماته المعمارية من فن الباروك المتوج لنهايات القرن السادس عشر وبدايات القرن السابع عشر بتميزه بالزخارف والخطوط والتركيز على توظيف المناظر الطبيعية وقد زينت نوافذ القصر بلوحات فنية من الزجاج المعشق وغطيت جميع الأرضيات بخشب الورد والجوز التركى . ايقونة المتاحف يجسد تاريخ عشرات السنين من عائلة ملكية تضم أمراء وأميرات الاسرة العلوية التى حكمت مصر فى الفترة من 1805 حين تولى محمد على باشا حكم مصر وحتى عام 1952 عندما قامت ثورة يوليو ليصبح أثر الاسرة العلوية عبارة عن مطويات ملكية تحاكى حضرة افراد الاسرة المالكة فى الاسكندرية ويتحول المبنى لتحفة معمارية غاية فى الدقة والروعة الهندسية والابداع والجمال . وقد ظل هذا القصر مستخدماً للإقامة الصيفية للأميرة حتى تنازلت عنه للحكومة المصرية عام 1964 وتم استخدامه كإستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول إلى متحف بقرار جمهورى 1986 ويضم القصر جناحين الغربى الذى بنته الام وقد أضافت الأميرة فاطمة الزهراء جناحاً شرقياً وربطت بين الجناحين بممر . ويضم المتحف مجموعة من أروع المجوهرات الملكية والتى كان يرتديها ويتزين بها افراد الاسرة العلوية المالكة فى مصر ومنها مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجاته والأمراء والأميرات من العائلة المالكة ولذلك عرف باسم متحف المجوهرات الملكية . ويضم القصر فترينتى عرض رئيسيتين احداهما تعرض تاج الأميرة شويكار سليلة الاسرة العلوية والذى يضم 2159 ماسة والأخرى تعرض تاج مجموعة الزهور الخاصة بالملكة فريدة على شكل زهور عباد الشمس وهو مصنوع من الماس الأبيض والأصفر ويضم 1506 ماسات. ويضم المتحف ١١ ألفا و500 قطعة تخص الاسرة العلوية، وقد تم تقسيم القصر إلى عشر قاعات تضم مجموعات التحف والمجوهرات ومن اهمها مجموعة تخص مؤسس الاسرة العلوية محمد على باشا من بينها علبة نشوق من الذهب المموه بالمينا عليها اسم محمد علي، ومجموعة الأمير محمد على توفيق التى تشمل 12 ظرفا فنجان من البلاتين والذهب ونحو 2753 فصاً من البرنت والفلانى وحافظة نقود من الذهب المرصع بألماس بالإضافة إلى ساعة جيب خاصة بالسلاطين العثمانيين. ومن عصر الخديو سعيد باشا توجد مجموعة من اللواحات والساعات الذهبية والأوسمة والقلائد المصرية والتركية والأجنبية المرصعة بالمجوهرات والذهب. هذا بخلاف ما يقرب من أربعة آلاف من العملات الأثرية المتنوعة وساعات من الذهب وصور بالمينا الملونة الخديوى إسماعيل والخديو توفيق.. وتعتبر مجموعة مجوهرات الملك فؤاد من أهم ما يضم المتحف حيث تحتوى على مقبض من الذهب وميداليات ونياشين عليها صورته ومجموعة مجوهرات الملكة نازلى وشطرنج من الذهب المرصع بألماس خاص بالملك فاروق وعصا المارشلية من الأبنوس والذهب وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا بالإضافة لمجموعة الملكة فريدة والملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق .ومجموعة الأميرات فوزية أحمد فؤاد وفائزة أحمد فؤاد ومجموعات الأميرات سميحة وبدرية حسين كامل ومن اجمل المقتنيات قلم الملك فاروق المصنوع من الذهب والمصمم بشكل فريد ومميز على شكل جذع شجرة تلتف حوله حورية بحر عارية.
وفى عام 1999 سجل القصر فى عداد الآثار الإسلامية بالقرار رقم 3884 ثم يصدر له قرار حرم عام 2008 حيث يعتبر المتحف مؤسسة ثقافية سياحية ترويجية قومية.