لا يوجد ما يؤكد بشكل قاطع أن الملكة (مريت نيث) الملكة المصرية، قد ولدت فى شهر مارس، لكن المؤكد أن الملكة ميريت هى أول ملكة تحكم فى تاريخ العالم إذ حكمت مصر وهى من الأسرة المصرية الأولى، وذلك فى القرن 30 قبل الميلاد، وحسب الدلائل الأثرية فقد ارتدت الملكة المصرية نعلين من الذهب الخالص فى الوقت الذى كانت تعانى فيه نساء بكافة أنحاء العالم من السبى والرق.
تثبت الدلائل التى لا تقبل الشك أن المرأة المصرية – فى العصر الحالى هى إحدى حفيدات تلك العظيمة (ميريت نيث) ولعلها ورثت العظمة من الجدة صاحبة الحكم.
فأصبحنا فى العصر الحديث نحتفل بيومهن فى السادس عشر من مارس، سنويا، تخليدا لذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار البريطانى وشجاعتها ومشاركتها فى ثورة 1919، عندما شاركت أكثر من 300 امرأة بقيادة هدى شعراوى، ورفعت النساء خلال مشاركتهن فى الثورة أعلاماً مطبوعاً عليها شعار الهلال مع الصليب، لتدل على وحدة المصريين ضد العدو، وسقطت مجموعة من الشهيدات المصريات مثل نعيمة عبدالحميد، وحميدة خليل. وشهد يوم 16 مارس العديد من الإنجازات لصالح المرأة، حيث أعلن عن تأسيس أول اتحاد نسائى فى مصر، فى 16 مارس 1923 وبعدها بأعوام وتحديداً فى 16 مارس من عام 1928، دخلت أول دفعة من الفتيات فى جامعة القاهرة.
وفى 21 مارس نحتفى بعيد الأم، ولتبقى المرأة المصرية نموذجا متفردا فى العطاء والنجاح، وأيقونة فى التحدى والصمود وإثبات الذات.
تحتفل مصر ودول العالم باليوم العالمى للمرأة، فى 8 مارس، وهو اليوم الذى أقرته الأمم المتحدة، ليتم فيه الاحتفاء بالمرأة فى جميع أنحاء العالم، ويقام للدلالة على الاحترام العام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وفى بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة فى هذا اليوم.
الاحتفال بهذه المناسبة جاء إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائى الديمقراطى العالمى فى باريس عام 1945.
بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمى للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التى حدثت فى الولايات المتحدة، وبعض الدول يتم التغاضى عن السمة السياسية التى تصحب يوم المرأة فيكون الاحتفال أشبه بخليط بيوم الأم، ويوم الحب.
لكن فى أماكن أخرى غالباً ما يصاحب الاحتفال سمة سياسية قوية وشعارات إنسانية من قبل الأمم المتحدة، للتوعية الاجتماعية بمناضلة المرأة عالمياً، بعض الأشخاص يحتفلون بهذا اليوم بلباس أشرطة وردية.
انه شهرهن الذى نحاول فيه تقديم جزء من حقهن على كل البشر، فهن مستمرات فى دعم الإنسانية وعلينا جميعا مساندتهن حتى يحصلن على المساواة الكاملة مع الرجال، لأنه استحقاق واجب.. فكل عام واحفاد الملكة بكل الخير.