يحل شهر رمضان المبارك كل عام محمّلاً بأجوائه الروحانية والعائلية، لكنه أيضاً يأتى مع تغيرات اقتصادية وسلوكية ملحوظة، ويظل التوازن بين التمسك بالعادات والتقاليد والاستجابة لإغراءات التسوق تحدياً يواجه الأفراد والمجتمعات، خاصة فى ظل التحولات الرقمية ونمو التجارة الإلكترونية، فرمضان هو أيضاً موسم تسويقى بامتياز حيث تزدهر الحملات الإعلانية وتنتشر التخفيضات الكبيرة على مختلف المنتجات استعداداً لعيد الفطر المبارك، ومع انتشار التجارة الإلكترونية والتطبيقات الذكية، بات من السهل التسوق من المنزل.
أحدث التحليلات التى اجريت حول العادات الرمضانية وسلوك التسوق خلال الشهر الكريم وشملت 3000 مشارك من 6 دول هى مصر والأردن، والكويت، ولبنان، والسعودية، والإمارات وهدف الاستطلاع إلى تقديم رؤية متعمقة حول أنماط الاستهلاك والتغيرات فى سلوك الأفراد خلال شهر رمضان، مع التركيز على العادات الشرائية، وأنواع المنتجات الأكثر طلباً، وتأثير الشهر الفضيل فى القرارات الاستهلاكية. كما يسعى إلى تحليل تأثير العوامل الثقافية والاقتصادية فى سلوك المستهلكين فى هذه الدول.
أوضح التحليل أن الجوهر الروحانى لشهر رمضان يظل الأكثر بروزاً، حيث يقدّر المشاركون فى الاستطلاع روحانية رمضان بشكل أساسى، يليها تجمعات الإفطار والعائلة، ورأى 87 ٪ من المشاركين فى الاستطلاع أن رمضان هو وقت للتأمل الروحانى وزيادة التدين، بينما أكد 84 ٪ أهمية المشاركة فى الأعمال الخيرية. أما فى مصر، فرأى 91 ٪ من السكان أن رمضان يمثل وقتاً للتأمل الروحانى العميق والتفرغ للعبادات، وركز 89 ٪ من المصريين على الأعمال الخيرية.
وأنه نتيجة مشاعر الحنين المشتركة لشهر رمضان، تظل الأسرة هى المحور الرئيس خلال الشهر الفضيل، حيث يُفضل 86 ٪ أن يقضوا وقتاً أطول مع العائلة مقارنة بالأصدقاء خلال شهر رمضان، وهى النسبة نفسها فى مصر، كما يشعر 76 ٪ من المشاركين أن شهر رمضان يثير فيهم شعوراً بالحنين إلى الماضى، ويعيدهم إلى الأوقات العائلية الفريدة.
واضاف التحليل أن 40 ٪ من الأشخاص يفضلون قضاء وقت أطول فى المنزل وتقليل خروجهم طوال شهر رمضان، مقابل 31 ٪ يختارون قضاء وقت أطول خارج المنزل، فى حين أعرب 52 ٪ من المصريين المشاركين فى الاستطلاع عن أنهم يفضلون قضاء وقت أطول خارج المنزل، مقابل 23 ٪ يرغبون فى قضاء وقت أقل فى الخارج.
علما بأن 75 ٪ من الأشخاص المشاركين فى استطلاع «إبسوس» يرون أن شهر رمضان فترة للوعى الصحى والتجديد الجسدى وفى إطار التركيز على الصحة، يفضل الناس طهى الطعام فى المنزل بدلاً من تناول الطعام خارج المنزل خلال شهر رمضان.
ووفقاً للتحليل يضع الكثيرون التخطيط المالى على رأس أولوياتهم خلال شهر رمضان والاستعداد للالتزامات الشخصية والجماعية، وتخصيص الأموال مقدماً للزيادات المتوقعة فى النفقات.
وتُعد مصر الدولة الأكثر تخطيطاً ماليًّا خلال شهر رمضان، حيث أشار 62 ٪ إلى أنهم يعطون الأولوية للتخطيط المالى خلال شهر رمضان، تليها السعودية بنسبة 57 ٪، والكويت 56 ٪ ولبنان 54٪ والإمارات 52 ٪، بينما تأتى الأردن الأقل بنسبة 48 ٪، فى حين تأتى لبنان فى مقدمة الدول الأكثر إنفاقاً، على الرغم من الجهود المبذولة للتخطيط والتوفير فيجد 79 ٪ من المشاركين فى لبنان أن متطلبات شهر رمضان تؤدى إلى زيادة الإنفاق، تليها مصر بنسبة 75 ٪، ثم السعودية بنسبة 60 ٪.