قبل بضعة أيام مرت علينا ذكرى نعتز ونفخر بها جميعاً ألا وهى نصر أكتوبر 1973 الذى وافق وقتها 10 رمضان.. لذا اقترن هذا النصر العظيم بهما وصرنا نحتفل بهما كل على حدة إلى أن يعود الزمن ليكون فى نفس الوقت الذى حدثت تلك الملحمة وربما سيكون من نصيب الأحفاد ليعايشوا هذا الانتصار العظيم الذى فيه عبر المصريون القناة إلى سيناء بعد اقتحام خط بارليف المنيع ودمروه فى 6 ساعات ولقنوا الإسرائيليين درساً لم ولن يتم نسيانه لأنه قضى على أسطورة الجيش الذى لا يقهر.. ولكن بقوة وبسالة الجندى المصرى تم العبور وتحرير أرض سيناء الحبيبة من براثن الاحتلال غير عابئ بالصيام ولم يشعر بجوع أو عطش شأن من سبقوه من أجدادنا الذين ما خاضوا حرباً أو غزوة فى رمضان إلا وانتصروا فيها بالعزيمة والصبر وببركة هذا الشهر الفضيل.. وإليك الدليل.
فقد وقعت فى شهر رمضان عدة غزوات ومعارك منها غزوة بدر والتى كانت فى 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة وانتصر فيها المسلمون نصراً مؤزراً أذل كفار مكة، ومنها أيضا فتح مكة وكان ذلك فى 10 رمضان من السنة الثامنة للهجرة الذى يوافق انتصارنا على الإسرائيليين وعبور القناة ليكون بمثابة الفتح لدخول سيناء وتحريرها من الإسرائيليين، وهناك أيضا معركة القادسية والتى كانت فى السنة الـ 15 للهجرة بقيادة سعد بن أبى وقاص وهى من المعارك الفاصلة بين المسلمين والفرس والسبب فى قرب زوال دولتهم، وأيضا معركة عين جالوت فى 25 رمضان سنة 685 هجرية بقيادة السلطان قطز وانتصر فيها المسلمون على المغول انتصاراً عظيماً كسر شوكة المغول وكانت سبباً فيما بعد فى زوال ملكهم بعدما عاثوا فى الأرض فساداً ودماراً وتقتيلاً دون رحمة أو شفقة فى العراق والشام.
وفى شهر رمضان الكريم حقق المسلمون انتصارات عظيمة منها المعركة الفاصلة «حطين» بين المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبى والصليبيين سنة 584 هجرية وكانت بالقرب من القاهرة وبحيرة طبرية فى فلسطين ونتج عنها تحرير القدس من براثن الصليبيين واستعادة كافة الأراضى التى استولوا عليها، وأيضا معركة «الزلاقة» جنوب الأندلس إسبانيا حاليا سنة 478 هجرية ومعركة بلاط الشهداء سنة 114 هـ والتى كانت بقيادة موسى بن نصير وسبقها فتح بلاد الاندلس نفسها سنة 92 هجرية بقيادة طارق بن زياد وغيرها من الانتصارات التى تحققت فى هذا الشهر الذى لم يكن عائقاً فى خوض الحروب لأنه مبارك يعين فيه الله سبحانه عباده المؤمنين على أعدائهم دون تفريق بين الأيام العادية أو شهر رمضان.. فكلها سواء طالما جهاد فى سبيل الله أو دفاع عن الأرض والعرض، مع جواز الإفطار خلال الحرب فى رمضان ولكن الكثير يفضل أن يلقى وجه ربه وهو صائم فما بال الاستشهاد فى سبيله.
الحقيقة أن الانتصارات التى تحققت خلال شهر رمضان منذ بدء الرسالة المحمدية وللأن هى نتيجة القوة الإيمانية والتربية الروحية والسلوكية التى يتعلمها المسلم ويتدرب عليها فى العبادة مما يهيئ أسباب النصر لذا كان الانتصارات حليفة المسلمين فى كافة حروبهم وربما كان سببا من اختيار الزعيم الراحل أنور السادات إلى اختيار شهر رمضان لخوض معركة مصيرية انتظرناها جميعاً، فقد راهن على رباطة الجأش للجندى المصرى والصبر وقوة الاحتمال ونجح فى ذلك محملاً بقدسية هذا الشهر وفضله وكرمه، اختار السادات رمضان لقناعته بأن الله ناصره على عدوه إقتداء بمن سبقوه، وبالفعل تحقق النصر للمصريين بطريقة أذهلت العالم بعدما شاهدوا جسارة الجندى المصرى وبطولته وتدميره لخط بارليف الذى راهن الإسرائيليون بأنه لا يمكن اقتحامه وأنه أقوى تحصينا من خط «ماجنو» فى الحرب العالمية الثانية.
وعموما من يتصفح كتب التاريخ الإسلامى يجد نفسه أمام صفحات مشرفة فى هذا الشهر من البطولات التى تحققت وقدرها البعض بأنها 12 معركة وغزوة تكللت بانتصار العاشر من رمضان الذى احتفلنا بذكراه قبل بضعة أيام، علينا أن نعلم أولادنا بأن شهر رمضان فيه أعظم الانتصارات للمسلمين عبر التاريخ الإسلامى وعليهم أن يفخروا بما أنجزه السابقون وبما أنجزه المصريون البواسل فى حرب العاشر من رمضان أو حرب 6 أكتوبر.
.. وأخيراً:
> صوموا تصحوا.. وتحل عليكم بركة الشهر الكريم.
> افتتاح حديقتى الحيوان والأورمان سبتمبر القادم ـ إنا منتظرون.
> إحلال وتجديد وصيانة فواصل كوبرى أكتوبر ـ برافو.
> دعم دولى كبير للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
> لا.. لتهجير أهالى غزة.. ثوابت مصرية.