لم تنته سوريا من احداث جرمانا الا واصطدمت باحداث الساحل السورى واللاذقية التى هى حدود الامن القومى العربى الذى سال فيه الدم السورى متفرقا بين الانتقام والقتل على الهوية وبين رغبة فى عودة ماض قريب وبين محاولة لتأسيس وضع لم تحدد ملامح مستقبله بعد ما يهمنا رصد التحركات والتصريحات الخارجة من الكيان الصهيونى ومخاطرها على الدولة السورية فامام الكينست كان تصريح رئيس لجنة الامن القومى لافتا حين قال يجب ان تكون سوريا تابعة لنا وبدون قدرات عسكرية وان دمشق يجب ان تكون تحت السيطرة الاسرائيليه لانها جسرنا للوصول الى الفرات وسوف نصل الى العراق وكردستان.
وخلال جلسة اقرار الموازنة فى الكنيست تزامنت هذة التصريحات مع زيارة قائد القيادة الشمالية للمنطقة العازلة جنوب سوريا وخطة حكومية لدعم الدروز والشركس بمبلغ يتجاوز مليار دولار وانشاء ادارة هجرة فى وزارة الامن وتخصيص مليارى شيكل لدعم البنية التحتية فى بلدات الدروز
سبق هذه التصريحات التوغل الاسرائيلى والتثبت داخل الاراضى السورية والبقاء وانشاء مواقع عسكرية فى القنيطرة. فضم الاراضى السورية هدف استراتيجى حيث جبل الشيخ ومصادر المياه والسهول الخصبة ووادى اليرموك حيث مثلث الحدود السورية الفلسطينية الاردنية.
ما يحدث اعاد للذاكرة افكار برجينسكى مستشار الامن القومى الامريكى حول تصحيح حدود سايكس بيكو باعادة تقسيم دول الشرق الاوسط بتنشيط الحروب بين ابناء كل دولة وبين الدول وبعضها من اجل تصحيح حدود اتفاقية سايكس بيكو.
بعد كلام برجينسكى بدا المؤرخ الصهيونى برنارد لويس بتكليف من البنتاحون بوضع مشروعه بتفكيك الوحدة الدستوية لمجموعة الدول العربية والاسلامية وتفتيتها الى مجموعة من الكونتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفيه وهناك خرائط للتقسيم يتسق مع المصالح الغربية والصهيونية بعد حصول مشروع لويس على موافقة الكونجرس بجلسة سرية ليصبح مدرجا فى ملفات السياسة الامريكية.
مشروع برنارد لويس يقسم سوريا الى اربعة اقاليم متمايزة عرقيا او دينيا او مذهبيا الاولى علوية شيعية على امتداد الشاطىء.. دولتان سنيتان فى حلب وحول دمشق مع وضع التباين بين الدولتين رغم انهما لمذهب واحد ودولة الدروز فى الجولان ولبنان اى الاراضى الجنوبية السورية وشرق الاردن والاراضى اللبنانية.
ما يريده الان الكيان الصهيونى فى سوريا انشاء مجال نفوذ استخباراتى يمتد لعمق 60 كيلومتر داخل سوريا يشمل دمشق ومطارها ليشكل حاجز امام اى تهديد تجاة الجولان المحتل تصطدم محاولات اسرائيل بمعارضة بعض الدول العربية والاقليمية «تركيا وايران « لان التقسيم لن يؤد سوى لتصعيد الازمة واطالة امد الصراع.. سعى اسرائيل لتعزيز نفوذها وتامين حدودها الشمالية ليبق مستقبل مشروعها فى سوريا رهن تطور المشهد السياسى والعسكرى ومدى قدرة القوى الاقليمية على فرض توازن يحافظ على وحدة سوريا ويمنع تقسيمها.