نواصل الحديث عن مؤتمر«جريدة الجمهورية 11عاما كفاح ونجاح ــ السيسى بناء وطن» الذى عقد قبل أسبوعين، وما أعقبه من أحداث تؤكد أن مصر تستحق أن تكون فى مكانة فوق عنان السماء وتجعل الشعب المصرى يتيقن أن إنجازات عقد واحد من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى تفوق ما شهدته مصر خلال خمسة عقود خاصة وأن هذه الإنجازات شملت كل شىء: القوات المسلحة والبنية التحتية والإصلاح الاقتصادى والمشروعات التنموية والتعليم والصحة وكافة المجالات، وقد نجح المشاركون فى مؤتمر «الجمهورية» من الوزراء والمسئولين فى الكشف عن هذه الجوانب بـ»الورقة والقلم» وبالأرقام وبالنتائج أيضا، وكان واضحا على كل الحضور بالمؤتمر الشعور بالقناعة والرضا على تلك الإنجازات، والشعور بالإمتنان للرئيس السيسى لقيادته الحكيمة للبلاد ونجاحه فى إنقاذ مصر والعبور بها إلى بر الأمان.
وإذا كانت مشاعر القناعة والرضا و«الإمتنان» هى أهم ما استشعره الحاضرون لمؤتمر «الجمهورية»، فإن نفس هذه المشاعر تسللت للمتابعين لمؤتمر القمة العربية التى عقدت فى العاصمة الإدارية ــ بعد مؤتمر «الجمهورية» ــ بأيام ، ونال الرئيس السيسى خلالها، إعجاب وإحترام كافة الشعوب العربية، لتمسكه بدفاع مصر عن أشقائها العرب وعن الأمن القومى العربى، وإصراره على منع تصفية القضية الفلسطينية ومنع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ثم ما بذله الرئيس من جهود جبارة للخروج بخطة إعادة إعمار القطاع، وهنا نتوقف عند ملاحظة مهمة وهى أن الرئيس السيسى لايعرف اليأس أبدا وأن هناك قواسم مشتركة بين أسلوب إدارته لشئون مصر الداخلية وبين إدارته لأزمة غزة الحالية، من بين هذه القواسم «الثقة والإصرار وعدم الإلتفات لآراء وافكار المتشائمين»، ثم هذا الإيمان العميق بقدرات مصر وشعبها والتى تمكنها من الحفاظ على مصالحها وسيادتها ومواجهة كل التحديات.
فى كلمته لطلاب الأكاديمية العسكرية يوم الجمعة الماضى وبعد تهنئته لهم بحلول شهر رمضان المبارك، حرص الرئيس السيسى على توضيح الأمور لأبنائه الطلاب مستعرضا فى ذلك الأوضاع الإقليمية و المحلية، وتناول الرئيس الجهود التى تبذلها مصرلاستعادة الهدوء والاستقرار بالمنطقة وبشكل خاص فى قطاع غزة والخطة العربية لاعادة الإعمار فى القطاع، أيضا حرص الرئيس على التأكيد على أن السلام هو خيار مصر والدول العربية ، كما حرص الرئيس على توجيه الشكر للشعب المصرى وعلى وحدته وإصطفافه بقوة خلف القيادة السياسية خاصة خلال الظروف الإستثنائية والتحديات الإقليمية الراهنة الأمر الذى يعكس قوة وصلابة الجبهة الداخلية ومدى مسئولية الشعب المصرى الأصيل وحسن تقديره للأمور، إضافة إلى التشديد على الدور المحورى الذى تقوم به القوات المسلحة المصرية فى حماية الوطن ومقدساته.
اللافت هنا أن مؤتمر «الجمهورية» الذى جسد بالفعل «حكاية وطن» وعبرت مشاعر حضوره عن القناعة والرضا على ما تبذله القيادة السياسية من جهود لتحقيق التنمية وللحفاظ على أمن واستقرارمصر وسط الظروف المعقدة التى تمر بها المنطقة، هو نفس الشىء الذى نلاحظه هذه الأيام من شعور بالمسئولية من الشعب المصرى، وغياب الشكاوى من بعض الأمور الاقتصادية ومن التفاف حقيقى حول القيادة السياسية وتأييدها فى كل خطوة تخطوها للتعامل مع الأزمات المحيطة ، الأمر نفسه لدى القيادة السياسية وتقديرها لموقف الشعب المصرى المؤيد والداعم لها فى مواجهة التحديات الراهنة، وهنا يجب نعترف أن مصر تعيش حاليا حالة مميزة من التوحد والتوافق الشعبى والرسمى، لم تحدث منذ مؤامرة 1967وصولا إلى نصر أكتوبر 1973م ــ العاشر من رمضان 1393هـ ووفق دراسات سياسية فإن حالة التوافق هذه هى أكثر ما تشغل أعداء مصر فى الوقت الحالى، لإدراكهم أن مصر فى مثل هذه الحالات تزداد قوة وتزداد جسارة فى مواجهة أية مخططات ومؤامرات.
لقد كانت الفترة ما بين 1967 و1973، نموذجا فى توحد الشعب خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة وأنموذجا فى العمل والإخلاص ما أدى إلى تحقيق نصر «أكتوبر ــ العاشر من رمضان» الذى نحتفى بذكراه العطرة هذه الأيام ، المفارقة أن يأتى إحتفال هذا العام متزامنا مع ذكرى استشهاد أحد أبطال القوات المسلحة وأحد صناع النصر وهو الشهيد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الذى فاز بالشهادة بين ضباطه وجنوده على الجبهة فى 9مارس 1969 ، فى مشهد كان حافزا وملهما لهم فى تحقيق النصر والعبور إلى الضفة الشرقية للقناة، وفى صورة عظيمة تكررت فى مضمونها من رجال الجيش فى حربهم ضد الفوضى والإرهاب عقب أحداث يناير 2011 وفى الإنحياز لثورة 30 يونيو، وإنهاء حقبة سوداء فى تاريخ مصر ثم المشاركة فى مشروع التنمية العملاق، والأهم الحفاظ على مصر وحدودها وكل ما نتمتع به من أمن واستقرار الآن.