وسط كل الاحتفالات يبقى يوم الشهيد له طابع خاص لأنه يجسد معنى الوفاء والعرفان لمن قدموا أرواحهم فداء للوطن والدفاع عنه بأغلى ما يملكون، وتأكيد بأن مصر لا يمكن أن تنسى أبناءها المخلصين الذين ضحوا من أجلها ودافعوا عنها وقاتلوا في سبيلها ولتظل رايتها مرفوعة وقرارها مستقلا.
لمسة الوفاء التي استنها الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال الحرص على استمرار هذا الاحتفال السنوى لها رسائل عظيمة تستحق أن تتوقف أمامها ونفهم معناها وندرك أثرها ونعمل على تأكيدها.
- الرسالة الأولى: أن حق الشهيد واجب علينا جميعا، وعلينا، دولة ومجتمعا وشعبا أن نقدم له التحية في كل وقت لأنه بفضل تضحياته نعيش في أمان واستقرار ونجني ثمار ذلك في تنمية وبناء وعمران لم يكن ليحدث لو لم تكن الدولة مستقرة وأمنة.
- الرسالة الثانية: أنه إذا كان الشهيد قد غادرنا فإن تضحيته وما قدمه من عطاء لن يغيب بل سيظل خالدا في ذاكرة الوطن أبد الدهر.
- الرسالة الثالثة: لكل المصريين خاصة من الأجيال الجديدة ليعرفوا أن هناك من ضحى ودفع ثمنا غاليا لكى يحيا الوطن مستقرا، وأن ينعم شعبه بحياة آمنة ويروا الإنجازات تتحقق والبناء يتواصل.
- الرسالة الرابعة: إن أفضل رد للجميل لهؤلاء الأبطال هو أن نحافظ على الوطن الذي ضحوا من أجله وأن نستكمل مسيرة البناء، ولذلك وعد الرئيس أمس في احتفالية يوم الشهيد أن يستكمل العمل لتحقيق ما يتطلع إليه المصريون من تطوير وتنمية وما ضحى من أجله الأبطال.
- الرسالة الخامسة: إن أى إنسان يبحث عن قدوة لأبنائه فهؤلاء الأبطال هم القدوة والمثل الأفضل لكل شاب لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه وتفانوا في العطاء دون أن يريدوا جزاء ولا شكورا فقط يريدون أن يحموا مصر من السقوط أو الدخول في دوامة الفوضى التي دخلتها دول أخري.
- الرسالة السادسة: إن هذه التضحيات الغالية لا تأتي من فراغ بل من رجال صنعوا المستحيل ومن شعب صامد أبي كتب عليه ألا ينجب إلا الأبطال، ولهذا فكما أن الوفاء واجب للشهداء، فإن هذا الشعب الأصيل أيضا يستحق التحية لأنه كلمة السر في قوة وصلابة الدولة، فهو لم يتخل يوما عن وطنه، ولم يقصر فى مساندته في أشد المحن وأصعب التحديات ومن هذا الشعب الأبي جاء الجيش العظيم ورجاله الأشداء.
- الرسالة السابعة: أن عقيدة المصريين النصر أو الشهادة، تتوارثها الأجيال عبر الزمان حبا في هذا الوطن وإصرارا على استكمال مسيرة الدفاع عنه أيا كان الثمن.
- الرسالة الثامنة: أن شعب هذا إيمانه وعقيدته لن يهزم أبدا، ودولة هذا شعبها لن تسقط أبدا. بل ستظل قوية صلبة قادرة على مجابهة أصعب التحديات وأخطر الأزمات، وستنتصر بإرادة الله في كل معركة مهما كان العدو.
وتبقى في النهاية كلمة.. فعلى قدر ما جاءت احتفالية يوم الشهيد أمس معبرة عن رسالة وطن يعظم أبطاله الشهداء على قدر ما كان تميز إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة التي نجحت خلال الاحتفالية أن تقدم صورة رائعة تلخص حكاية هذا الشعب وبطولات رجال القوات المسلحة الذين حموا الوطن.
جاء الاحتفال متكاملا فى صورته ورسالته، وقدم لكل الشباب درسا تاريخيا مهما من خلال عمل فني رائع كتب بذكاء، وقدم بعبقرية تعكس احترافية الشئون المعنوية وقدرتها على تجسيد وترجمة رسالة الوطن.