>> احتاج مجلس الأمن لأكثر من ٠٧١ يوماً سقط خلالها ما يزيد عن ٢٣ ألف شهيد و٠٧ ألف مصاب حتى يوافق على قرار إنسانى بوقف إطلاق النار فى غزة خلال شهر رمضان!!
قالوا انه قرار إنساني.. رغم أنه بعيد عن الإنسانية فكل دول العالم شاهدة على مقتل الأطفال والنساء والشيوخ كل يوم لأكثر من خمسة أشهر دون توقف فى حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى بمساعدة أمريكا والدول الغربية.. وحتى بعد صدور القرار.. لا ندرى حتى كتابة المقال «يوم الاثنين» متى ستتوقف الحرب؟.. وهل تستجيب إسرائيل لمجلس الأمن.. وماذا عن مستقبل غزة والفلسطينيين ودولتهم.. وكيف ستتم إعادة إعمار القطاع ومن الذى يتحمل التكاليف هل ستشارك أمريكا.. وهل يمكن إجبار إسرائيل على بناء ما هدمته.. والأهم لم يحدد القرار هل سيكون اطلاق سراح الرهائن مجاناً أم فى صفقة تبادل مع المحبوسين فى السجون الاسرائيلية؟!.
كالعادة جاءت صياغة القرار «مائعة» وغير ملزمة ولم تحدد موعداً لوقف القتال الوحشى ضد المدنيين العزل ولا نهاية للقصف العشوائى الذى حول قطاع غزة إلى أنقاض موحشة لا تصلح إلا أن تكون مقابر للضحايا ولا يمكن الحياة فيها بعد أن تهدمت كل مبانيها ومرافقها ومستشفياتها و……!!.
أين العالم.. وأين النظام الدولي؟.. اللذان تحولا إلى أسيرين للأكاذيب وللشائعات التى يطلقها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ويروجها له الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى أصبح تابعاً ينفذ رغبات حليفه الصهيونى وحكومته العنصرية اليمينية المتطرفة.. ورغم أن الجميع يعلمون أن المسئولين الإسرائيليين يكذبون كما يتنفسون منذ احتلالهم لفلسطين إلا أن أمريكا والغرب يُسخرون لهم وسائل الإعلام العالمية لنشر أكاذيبهم حتى يعتقد البعض أنها حقيقية.. كما روج الرئيس بايدن أن المقاومة الفلسطينية قتلت بوحشية وقطعت رؤوس الأطفال واغتصبت النساء فى ٧ أكتوبر الماضى أثناء عملية «طوفان الأقصي» ثم تراجع بعد ذلك.. ولكن بماذا يفيد التراجع أو حتى الاعتذار إذا كانت الرواية المغلوطة تسربت وتم تداولها فى كل وسائل الإعلام الدولية؟!.
مازلنا نعيش فى «حروب الأكاذيب» التى بدأتها أمريكا لتبرير غزوها للعراق بدعوى امتلاك صدام حسين لأسلحة نووية فتاكة.. ظلموا الرجل وقتلوه وغزوا بلاده وقتلوا شعبه ونهبوا ثرواتهم.. ومازال العراق ممزقاً.. وعندما ثبت كذبهم لم يعتذروا للعراقيين على تدمير بلدهم.. وهذا ما يفعله نتنياهو الآن فهو يواصل حرب الأكاذيب والشائعات ويستمر فى تدمير غزة بدعوى وجود أسلحة وصواريخ ومقاتلين لحماس فى كل مكان.. فى المستشفيات والمدارس وتحت الأرض.. وحتى الآن لم يجد شيئاً!!.
للأسف.. حول جو بايدن «الحلم الأمريكي» إلى كابوس بالتخلى عن الديمقراطية والعدالة والإنسانية.. وتحويله النموذج الغربى الذى كان يداعب الأحرار فى العالم إلى «رأسمالية صهيونية».. الديمقراطية عندهم تعنى أنها لهم فقط يطبقونها على أنفسهم وبينهم وعلى من معهم.. أما من يخالفهم أو يعادونه فلا تعامل معه بديمقراطية ولا أخلاق ولا حقوق إنسان.. بل على عدوهم أن ينصاع لهم بكل ديكتاتورية!!.
>>>>>
٠٦ عاماً مع إذاعة القرآن
>> تحتفل إذاعة القرآن الكريم هذه الأيام بمرور ٠٦ عاماً على انطلاقها كأول إذاعة ناطقة بالعربية تقدم صورة الإسلام الوسطى وتشرح صحيح الدين للمستمعين وتبث برامج متميزة عن التعريف بكتاب الله والسنة النبوية الشريفة.
بدأت إذاعة القرآن الكريم بث برامجها يوم ٥٢ مارس ٤٦٩١ وكان أول رئيس لها الشاعر محمود حسن إسماعيل مؤلف «النهر الخالد» التى غناها عبدالوهاب ثم جاء من بعده الدكتور كامل البوهى الذى يعتبر صاحب الفضل فى نشأتها وتطويرها حيث ظل من عام ٨٦٩١ حتى ١٨٩١ على رأس هذه الإذاعة الرائدة والتى تتزايد الحاجة لوجودها بشدة لمحاربة الفكر المتطرف وتدعيم منهج الوسطية ونشر رسالة الإسلام الحنيف.
.. بعد أيام قليلة على بداية بثها أصبحت إذاعة القرآن الكريم تنافس البرنامج العام وصوت العرب حيث ولدت الشرق الأوسط بعدها بأسابيع فى ٠٣ يونيو ٤٦٩١.. ثم أخذت فى اجتذاب انتباه وآذان المصريين واستحوذت على عقولهم وفى كل عام تضعها استفتاءات الجماهير كأفضل اختيار للمستمعين وتحوز على إعجابهم وتستحوذ على أوقاتهم.. بل وكان يسمعها معظم المواطنين من الخليج إلى المحيط.. والآن تصل لكل المسلمين فى أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وكل أنحاء المعمورة.
بدأت الإذاعة بالشيخ محمد رفعت كقاريء للقرآن الذى يعرفه الناس من الإذاعة المصرية وكذلك الشيخ مصطفى إسماعيل ومجموعة من القراء الكبار أمثال الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد والحصرى والمنشاوى والطبلاوى والبنا وشعيشع والطاروطى وصولاً إلى قراء الجيل الحالي.. وكان لها الفضل فى التعريف بأصوات قراء القرآن واكتسابهم الشهرة.. وأصبحت لديها مكتبة نادرة من التسجيلات حيث كانت أول من يسجل المصحف مرتلاً ومجوداً بأصوات كبار القراء وبمختلف القراءات.. ومكتبتها زاخرة بقراءة الرواد ومن جيلى الوسط والحالى وتضم تسجيلات لأصوات أكثر من ٥٦١ قارئاً.. كما قال رضا عبدالسلام رئيس إذاعة القرآن الكريم فى حديث تلفزيونى منذ أيام.. وهؤلاء ذاع صيتهم فى العالم الإسلامى وهم يمثلون أكبر مصدر لقوة مصر الناعمة.. ولا توجد دولة تُصدر قُراء القرآن الكريم إلا مصر التى هى بحق دولة التلاوة فى العالم.
رغم تراجع أعداد المستمعين للراديو.. إلا أنها وحدها استمرت فى الصدارة دون منافسة ولم تتأثر مثل باقى الإذاعات.. فمن الصعب أن تجد أى منزل أو شارع لا تسمع فيه برامجها.. ولا يوجد سائق تاكسى أو سيارة إلا ومؤشر الراديو على هذه المحطة يستمع من خلالها للقرآن أو للفتاوى التى تهم الأسرة بكل أفرادها من الطفل إلى الشباب والمرأة.. كما تقدم البرامج التعليمية لطلبة الأزهـر وتلقى الضوء على رسائل الدكتوراه والماجستير فى الشريعة والفقه.. وتغطى المناسبات والاحتفالات والمؤتمرات الدينية.. ولا غنى عنها فى كل الأوقات وبالأخص فى شهر رمضان حيث إن الكثير من الأسر تنتظر ما تقدمه إذاعة القرآن الكريم من مسابقات وجوائز للمستمعين.. كما تنقل صلاة التراويح ووقائع رؤية هلال الشهر ثم رؤية هلال العيد.. وإن كان دخول الإعلانات إليها قد سبب لجماهيرها قلقاً شديداً.. ومع إيماننا بأهمية الإعلان فى صناعة الإعلام إلا أنه على القائمين على الإذاعة مراعاة عدم قطع البرامج أو استرسال تقديم الفتاوى والعمل على تقليل فترات الإعلانات فى المرة الواحدة حتى لا يمل المتابع ويترك محطته المفضلة وتضيع جهود المعدين والمذيعين والمخرجين والهندسة الإذاعية!!.
وأعطت هذه الإذاعة المثل العملى وأكبر دليل على أن الإسلام ينصف المرأة ويهتم بتمكينها وذلك بتولى الدكتورة هاجر سعد الدين رئاستها كأول سيدة فى الفترة من ٧٩٩١ إلى ٦٠٠٢.. مما كان له أثر كبير فى تكريم المرأة العاملة المجتهدة فى مجالها وتقدمها للمناصب العليا حتى لو كان فى مجال الإعلام والدعوة الدينية.
وفرت هذه الإذاعة على الناس مصاريف إحضار المقرئين فى الكثير من الأحيان حيث إن أهالى القرى يستعيضون بإذاعة القرآن وتسجيلاتها عن إحضار المقرئين فى سرادقات العزاء وفى البيوت.. فتحية لهذه الإذاعة الرائدة ورئيسها الحالى رضا عبدالسلام وكافة العاملين بها الذين يرددون مع كل صباح «إذاعة القرآن الكريم من القاهرة»!!.
>>>>>
«الطواف الرأسي».. هل
ينهى الزحام حول الكعبة؟!
>> يزداد إقبال المعتمرين فى شهر رمضان المبارك وتتوافد الآلاف من الزائرين على الحرم المكى مما يسبب معانا لهم خلال أداء مناسك العمرة خاصة أثناء الطواف حول الكعبة.
لا تدخر السلطات السعودية جهداً لراحة المعتمرين وتقوم كل فترة بعمل توسعة جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة خاصة فى رمضان الذين يقارب عددهم من يحضرون فى موسم الحج وربما أكثر.. وإن كانت كل توسعة تؤدى إلى إجهاد من يطوفون خاصة كبار السن والمرضى لزيادة طول المسافة وزمن الطواف الذى أصبح يستغرق أربعة أضعاف الوقت فى الأشواط السبعة.. كما أن التوسعة لم تحل مشكلة التزاحم والتدافع ولا الاختلاط بين الرجال والنساء.
أرسل الدكتور صيدلى أحمد الباسل باقتراح للتخفيف على المعتمرين فى رمضان وموسم الحج يتلخص فى «الطواف متعدد الطوابق» على غرار ما قامت به السلطات السعودية أثناء أعمال التجديد والتطوير والتوسعة الأخيرة عندما شيدت حوامل رأسية للطواف المؤقت فلماذا لا تكون هذه الفكرة دائمة؟!.
.. ويقول القارئ أحمد الباسل الذى كان يعمل بإدارة الصيدلة بوزارة الصحة قبل الخروج على المعاش؛ إن التوسعة الرأسية لطواف من ثلاثة طوابق أمام الكعبة داخل الصحن كفيل بأن ينهى معاناة أصحاب الضغط والسكر والقلب ويقلل من الإصابة من الضربات الشمسية والإجهاد الحرارى كما أنه سيؤدى إلى تقليل زمن الطواف ويخفف من الزحام.. والأهم سيمنع التدافع ويبعد النساء عن الرجال.. فالاختلاط يؤدى أحياناً إلى إقامة الحد على البعض وربما يفسد العمرة.. حيث يقال إن السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت لجاريتها عندما علمت بقيامها بعمرة وهى تدافع الرجال «لا أجرك الله.. لا أجرك الله».. كما أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ضرب رجلاً بالدره عندما رآه يطوف وسط النساء.
يضرب الدكتور الباسل مثلاً على نجاح التوسعة الرأسية بما قامت به السلطات السعودية فى منى فى مكان رمى الجمرات.. ويقول إنه استشار مجموعة من علماء وشيوخ الأزهر ولم يلق اقتراحه هذا اعتراضاً شرعياً خاصة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما نزلت الآية «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي» أبعد حجر مقام إبراهيم الذى كان ملاصقاً للكعبة إلى مكانه الحالي.. والأهم أن الرسول قال «إن حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة».. فهل يمكن أن يحل هذا الاقتراح إذا لم يكن هناك أى مانع شرعى مشكلة الزحام فى الطواف حول الكعبة؟!.