الاهتمام بتفاصيل أعمال الدراما وأدوات القوة الناعمة الأخرى أمر فى غاية الأهمية لأنه يمس عصب بناء وتشكيل وعى المواطن، وأن التأكيد على المحتوى الإعلامى الذى يُبث عبر القنوات المختلفة بمافيها مجلة الحائط من أهم أولويات البنية التحتية لصناعة الإنسان، هذا المفهوم الدقيق والمهم يجب التركيز عليه فى المرحلة القادمة إذا كنا جادين فى الوصول لأجيال قادرة على البناء والتطوير والتوافق مع التنمية المستدامة والمتغيرات العالمية التى تستهدف السعى لمزيد من الابتكارات وتنمية المهارات.
فى الحقيقة.. إن الوصول لهذه المرحلة يمكننا من عدم الخوف على مصر من حروب الجيل الرابع والخامس، ويحاصر الشائعات والفتن التى يستخدمها الأعداء كسلاح من أسلحة انهيار الدول بأيادى أبنائها.
هذا السيناريو الهابط الذى استهدف مصر على مدار الثلاثة عقود الماضية للنيل من شبابها وأمنها القومى لم يغب عن عقل وبال الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه قيادة البلاد واستطاع خلال الفترة الوجيزة الماضية وضع بنية تحتية لبناء وصناعة الإنسان المصرى وفى مقدمتها أعمال الدراما والسيطرة على كل ما يبث أو يُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة بالدولة والتعامل معها بيقظة وحرص، كآلة خطيرة تفوق آلات الحروب العسكرية، وضع الرئيس ضوابط ومعايير خاصة لمحاصرة الممارسات الضارة من خلال تشريعات لتنظيم النشر بأنواعه المختلفة، وتنفيذ قرارات ولوائح تقود كل ما يدار عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وغيرها ما يحدث فى منصات ومنابر النوادى والمدارس ومؤسسات الدولة العديدة.
هذا التوجه المحمود بدأ يظهر بوضوح فى الدراما الرمضانية التى أصبحت تركز على رسائل عديدة أبرزها بناء الوعى وتشكيل المعرفة والوجدان خاصة الدراما الوطنية والدينية والاجتماعية التى تذاع حاليًا خلال الشهر الكريم.
فى الواقع.. نحن بدأنا بالفعل على الطريق السليم لفلترة المحتوى الإعلامى من دراما وبرامج وكل ما يُنشر للوصول إلى كل ما هو هادف وبناء فى تشكيل الوعى، لكن ما زال الطريق أمامنا طويلاً لحسم هذا الملف الخطير الذى يمثل علاجه طوق النجاة من مستنقع الفتن والشائعات.