عندما يتفوق الصحفى فى الإدارة الإعلامية
على مدار السنوات الطويلة الماضية برع الكثير من الصحفيين فى العمل بالقنوات التليفزيونية قبل أن تتحول إلى فضائيات فى عصر الدش والإنترنت.. ونجح الصحفيون فى مهنة تقديم البرامج أو الإعداد بفضل غزارة المعلومات أو العلاقات مع مختلف المصادر والشخصيات فى شتى المجالات.. وكانت البرامج تعتمد على شهرة الصحفى سواء فى عمل التحقيقات أو إجراء الحوارات أو كتابة المقالات.
مع السنوات القليلة الماضية شاهدنا نموذجاً جديداً من الصحفيين الذين تولوا إدارة قنوات فضائية.. وأحد أبرز هؤلاء الزميل عمرو الخياط الذى بدأ السلم الصحفى مثلنا جميعاً ثم صعد إلى المناصب المختلفة وما جعله مميزاً أنه جمع بين الجينات الصحفية نسبة إلى والده الكاتب الراحل رأفت الخياط وعمه الكاتب الصحفى الراحل محسن الخياط.. ثم اكتسب مهارة الإدارة الإعلامية من خلال توليه مدير عام البرامج بقناة صدى البلد وساهم فى تأسيسها.. ومع تغيير إدارة قناة المحور تولى «عمرو» مجلس إدارتها وقام بغربلتها من حيث البرامج والمحتوى والأشخاص ونجح خلال فترة قليلة فى استعادة القناة لمكانتها بين الفضائيات ثم تم دمجها ضمن مجموعة فضائيات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ذلك الكيان الإعلامى الوطنى الكبير على مستوى العالم العربى.. وتم اختياره عضواً فى تشكيل مجلس إدارة المتحدة الجديد.. وذلك كله بفضل تفوق «عمرو» فى الإدارة بأسلوب حديث.
من خلال متابعتى لقناة المحور ضمن ما نشاهده خلال شهر رمضان الحالى اكتشفت أن إدارة القناة قامت باختيار البرامج التى تتناسب مع الشهر الفضيل وكذلك التى تتناسب مع عادات الأسرة المصرية والمجتمع العربى.. وبالنسبة للمسلسلات وهى المادة الأكثر مشاهدة وجذباً للإعلانات فقد تم تشكيل لجنة لاختيار ما يتم عرضه على شاشاتها.. وبالفعل جذبت المحور نسبة مشاهدة جيدة قبل وبعد الإفطار بدون الاعتماد على أى اسم من كبار النجوم بل تعتمد على المحتوى الجذاب.. فى ظل المنافسة الشرسة والحامية المعتادة فى موسم رمضان مع الفضائيات الأخرى التى تعتمد على النجوم والنجمات فى برامجها أو مسلسلاتها.. وحتى الآن لم تصل شكوى واحدة مما يتم عرضه على شاشة المحور.. إذن الصحفى هو المهنى الذى يمكن إطلاق وصف «7 صنايع» عليه.