وفى تاريخ مصر أيام لا تنسى، منها العاشر من رمضان 1393 هـ السادس من أكتوبر «1973» الذى تمكنت فيه القوات المصرية الباسلة من عبور قناة السويس التى كانت توصف بأنها أصعب مانع مائى فى العالم وتحطيم أكبر ساتر ترابى خط بارليف الحصين ــ الذى كان يمتد بطول 160 كم طول قناة السويس ناهيك عن تلغيم الخط بالقنابل حتى لا يتمكن أحد كائنا من كان الوصول إليها بطريقة أو بأخرى.. ولكن إرادة وعزيمة وبسالة الجيش المصرى العظيم ورباطه فى سبيل الله من أجل تحرير تراب مصر المحتل من الصهاينة والدفاع عن العرض إن تحطيم جيشنا العظيم لهذه الأسطورة التى حكى عنها التاريخ وسيظل يروى للأجيال القادمة سيرة الابطال الذى رفعوا العلم على أرض سيناء واعادوا للمصريين كرامتهم بعد طول غياب.
كيف لا ينتصر جيش كانت له إرادة قوية وعزيمة جبارة له علاقة إيمانية بخالقه سبحانه وتعالى.. إنه الجيش الذى عبر القناة وتحدوه صيحة «الله أكبر» لقد عبر المقاتل المصرى وهو صائم رغم وعورة الصحراء وحرارة الشمس إلا أنه استطاع بإرادته وعقيدته الراسخة أن يعبر ويحطم ويستعيد أرضه المحتلة ويكسر شوكة وإرادة جيش العدو الذى زعم أنه لا يقهر.
عبر المقاتل المصرى وهو يدعو الله تعالى يقينا منه أن دعوة الصائم لا ترد بل كان يحدوه الأمل فى نصر الله تعالى لعباده المؤمنين كما نصر المسلمين يوم بدر العظيم وغيره من أيام عظيمة فى تاريخ الإسلام والمسلمين كيوم فتح مكة والقادسية وحطين وفتح بلاد الأندلس.
ـ سيظل العاشر من رمضان يوماً خالداً فى التاريخ المصرى والإسلامى معاً ويوماً مجيداً فى تاريخ الشعب المصرى الأبى لانه كان رمزاً للكرامة واسترداد للتراب الذى روى بدماء الشهداء أرض الفيروز الأرض المقدسة أرض النبوات والرسالات لقد صدق الله وعده بقوله «وكان حقاً علينا نصر المؤمنين» .. إن العاشر من رمضان سنذكره مدًّ التاريخ تارة ولا نخشى من الله العتاد وستروى الاجيال الحالية والقادمة بطولاته جيلاً بعد جيل.
ــ حقا إن الجندى المصرى فى 1973 هو نفس الجندى فى 1967 من حيث الشكل والمظهر ولكن الباطن والجوهر كان مختلفاً اختلافاً كلياً فالإنسان بطبعه يتغير من داخله لا من خارجه.. إنه الايمان بالله والعقيدة الراسخة انه الجهاد والمرابطة فى سبيل الله عملاً بقوله تعالى:»إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة» لقد جعل كل جندى روحه فداءً لوطنه الغالى ولترابه وشعبه الأصيل.
لقد انهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الذى لا يقهر، بل كانت بداية للانكسار العسكرية الإسرائيلية .. تحية لجيشنا العظيم صاحب الملحمة البطولية الذى أخذ بثأر أطفال مدرسة بحر البقر وغيرهم لقد رد جيشنا بقوة لتعود العزة والكرامة.
إذا كنا قد انتصرنا على إسرائيل فذلك بفضل الله.. لقد حررنا سيناء.. وحطمنا بارليف وعادت الملاحة إلى القناة أفضل مما كانت عليه من قبل.. علينا فى المرحلة الحالية أن نتفرغ للبناء لنجعله شعاراً للمصريين يجب أن نعمل بروح العاشر من رمضان فى بناء المصانع واستصلاح الأراضى ومد الجسور وشق الترع والمصارف وانشاء خطوط السكك الحديدية واقامة المدن الجديدة العمرانية لايجاد فرص للشباب.. نحن بحاجة لروح رمضان فى التعليم والصحة وفى كل موقع من المواقع من أجل مصر الحبيبة.. أرض الكنانة.