كانت ليلة 5/6 أكتوبر 73 من أخطر الليالى التى مرت على الذين خططوا لحرب أكتوبر العظيمة، فعلى الجانب المصرى كان توقع المسئولين ان تتمكن اسرائيل من كشف استعدادات العبور وقيام الطيران الاسرائيلى بمحاولة اجهاض العملية، اما على الجانب الاسرائيلى فقد بدأت أول عملية حقيقية فى حرب اكتوبر عندما غاصت مجموعة من الضفادع البشرية تحت مياه القناة فى ظلام الليل وعبرت الى الشاطئ الشرقى وقامت باستخدام الاسمنت سريع الشك فى سد فوهات خزانات المواد السائلة سريعة الاحتراق التى كانت حصون خط بارليف ستغرق بها صفحة القناة أمام أى محاولة عبور.. كانت هذه العملية الفدائية من اخطر العمليات فلو استطاع اى حصن من الحصون الـ 35 التى يتكون منها خط بارليف ان يكشف او يضبط افراد الضفادع المصرية وهم يقومون بعملية السد لانكشفت بالتالى خطة العبور خاصة أن شواهد عديدة قد بدأت تتجمع فى تلك الليلة أمام المخابرات الاسرائيلية ولكن لحسن الحظ انها لم تفسر هذه الشواهد بأنها تعنى الحرب.
وبنسبة نجاح مائة فى المائة استطاعت الضفادع البشرية المصرية ان تسد كل فوهات الجحيم التى كانت تنتظر قواتنا عند بداية عبورها القناة ، ويبدو ان أحد حصون خط بارليف قد اكتشف خللا فى تشغيل هذه الخزانات عند مراجعة دورية لها فى يوم 6 أكتوبر فأجرى اتصالا بمقر قيادته لإرسال مجموعة من المهندسين يتولون فحص نظام التشغيل، وكانت هذه المجموعة من المهندسين هى اول دفعة من القوات الاسرائيلية تأسرها قواتنا المصرية بعد نجاحها الكبير فى عبور القناة وتسلقها حائط الرمال المرتفع بطول 20 مترا الذى اقامته اسرائيل على طول القناة وقد تم تسلقه بسلالم من الحبال واندفعت قواتنا التى عبرت الى سيناء.
فى الوقت الذى كانت كل الاسلحة الاخرى تقوم بدورها المحدد فى توقيتها المحدد ، الطيران اولا وبعد خمس دقائق ضربات المدفعية المكثفة ، ثم القوارب المطاطية ثم مد المعديات والكبارى.. وعلى طول القناة كان هناك نحو 70 مكبرا للصوت ترتفع اصواتها الله اكبر.. الله واكبر.. ووراءهم زعيق 400 ألف جندى يرددون الصيحة التى ملأت نفوسهم بالايمان والقوة والتضحية.. واستطاعت قواتنا المصرية بدون قنبلة ذرية تحطيم خط بارليف الذى اقامته اسرائيل حصنا منيعا تبقى وراءه فى سيناء الى الابد، واستطاع مهندسونا المصريون بغير حاجة الى مهندس امريكى او سوفيتى واحد ان يفكوا كل الطلاسم التى اقامها الاسرائيليون ليمنعوا عبور قواتنا، واستطاعت قواتنا المسلحه ان تقضى على نظرية الأمن الاسرائيلى التى كانت تقوم علي مقولة انه فى عام 67 كان الوجود الاسرائيلى فى ارض غير آمنة ورغم ذلك حاربت 3 دول واكتسحتها، وبعد 67 اصبحت لاسرائيل حدود جديدة آمنة لا تستطيع قوة عربية ان تحركها منها.. سيناء فى مصر والضفة فى الأردن الجولان فى سوريا.. وتحطم خط بارليف وتحطمت نظرية الأمــن الاسرائيلى وكان يوم 6 أكتوبر الخالد لمصر.. لقواتها المسلحة.