مالك.. أداء ناضج لشخصية معقدة.. ودسوقى خطف قلوب المشاهدين
شادى عبدالسلام.. عين سينمائية رسمت المأساة ببراعة بصرية
بعد أسبوع من عرضه، استطاع مسلسل ولاد الشمس أن يلفت الأنظار ويثير الجدل، محققًا إشادات واسعة. يتناول العمل قضية اجتماعية شائكة، حيث يسلط الضوء على واقع الأيتام داخل دور الرعاية، وما قد يتعرضون له من استغلال وانتهاكات، فى حبكة درامية مشوّقة تجمع بين الإثارة والبعد الإنسانى.
ولاد الشمس ليس مجرد دراما تليفزيونية، بل رسالة إنسانية تعكس معاناة فئة مهمشة فى المجتمع. ومع التفاعل الكبير الذى حظى به منذ انطلاقه، يبدو أنه يسير بخطى ثابتة ليصبح أحد أبرز الأعمال الدرامية لهذا الموسم، بفضل قدرته على إثارة المشاعر وفتح نقاشات مجتمعية مهمة.
تدور أحداث المسلسل حول ولعة «أحمد مالك» ومفتاح «طه دسوقي»، وهما شابان نشآ فى دار أيتام وواجها ظروفاً قاسية، خاصة بعد تورط مدير الدار ماجد العيسوى «محمود حميدة» فى أعمال غير مشروعة. يطرح المسلسل أسئلة جوهرية حول مصير هؤلاء الأطفال، ومسئولية المجتمع تجاههم.
المسلسل يتميز بحبكة متماسكة تسير بإيقاع سريع مع التركيز على الجانب الإنساني، مما يجعله قريباً وحقيقياً الى حد كبير من وجدان المشاهد. كما أن السيناريو الذى كتبه مهاب طارق يتسم بالواقعية، وعرض العديد من القضايا الاجتماعية التى تخص هؤلاء الأطفال والمسئولين عنهم
واستطاع النجم أحمد مالك أن يثبت مرة أخرى قدرته على تجسيد الشخصيات المركبة، حيث قدّم شخصية ولعة بملامح مزيج من التمرد والضعف الإنسانى أما طه دسوقي، فقد نجح فى تقديم دور مفتاح بخفة دم طبيعية جعلته أقرب للجمهور. وبالطبع، لا يمكن تجاهل أداء محمود حميدة، الذى لعب دور ماجد العيسوى بإتقان شديد، مقدّمًا شخصية الشرير بطريقة هادئة لكنها مرعبة فى الوقت ذاته شخص صعب تتوقع مابداخله من شر وأذي
يجسد محمود حميدة شخصية ماجد العيسوي، الملقب بـ»بابا ماجد»، مدير دار الأيتام الذى يبدو فى البداية كأنه رجل حنون يقدم الرعاية للأطفال، لكنه سرعان ما يكشف عن وجهه الحقيقى كأحد المستغلين لهم فى أعمال غير مشروعة. حميدة يقدم هذه الشخصية ببراعة، حيث يجمع بين السلطة الهادئة والمكر القاتل، مما يجعل المشاهد يشعر بالرهبة من حضوره حتى فى أبسط المشاهد.
ما يميّز أداء حميدة فى ولاد الشمس هو طريقته فى نظراته وتعبيراته الغامضة والشريرة ونبرة الصوت المتغيرة. لم يعتمد على الشر الصريح والمبالغ فيه، بل لعب الدور بطريقة هادئة مخيفة، بدون حزق او رفع الصوت والعصبية، حيث تبدو كلماته محسوبة ونظراته تحمل تهديداً ضمنيا. هذان الوجهان الظاهر الودود والباطن القاسى جعل الشخصية أكثر واقعية ومخيفة فى آنٍ واحد.
وبلا شك، بابا ماجد او محمود حميدة هو واحد من أقوى ادوار البطولة الرجالية فى موسم دراما رمضان لما قدمه ببراعة تجعله من أفضل أدواره التليفزيونية الأخيرة. قدرته على تجسيد الشر المقنع دون اللجوء إلى مبالغات درامية، جعلت الشخصية أكثر إقناعاً.
واستطاع المخرج شادى عبدالسلام ان يعطى صورة بصرية قوية عن معاناة الشخصيات، ومدى معاناتهم النفسية والصراعات التى يكونون مضطرين فيها للتعامل فيها ويخرجون فى بعض المواقف اسوأ مافيهم لمواجهة الشر والحرمان الذى يعانوا منه داخل دار الأيتام لتعكس الصورة مشاهد كثيرة عن الإحساس بالاختناق والقهر.