مباريات القمة بين الأهلى والزمالك غالبا لا تخضع لمعايير ولا يمكن التنبؤ بنتيجتها حتى لو كان أحد الفريقين أفضل وأقوى من الآخر.. فهى تخضع للظروف التى يعيشها اللاعبون وقت المباراة وقبلها وكيفية الإعداد النفسى لهم وقدرة الجهاز الفنى لكل فريق فى خلق الدوافع لدى اللاعبين.. وكثيرا مايكون الفريق الأقل هو الذى يحقق النتيجة المرضية له إذا استطاع أن يعوض الفوارق الفنية بالجهد وروح الإصرار والتحدي.
ولا يمكن أن نغفل هنا التفاصيل الصغيرة التى تتحكم فى النتيجة مثل خطأ حارس أو مدافع.. أو ركلة ركنية أو حتى رمية أوت.. وفوق كل ذلك كله التوفيق أو الحظ والذى أؤمن بأنه لا يحالف إلا المجدين.. بمعنى أن الفريق الذى يملك الإصرار وروح التحدى يستطيع أن يعوض الفوارق الفنية والتى أرى أنها ليست بالكبيرة خاصة وأن الفريقين هما أكبر ناديين ويملكان الشعبية الأكبر فى مصر وأفريقيا والعالم العربى ويتمتعان بعراقة وتاريخ وإرث كروى كبير حافل بالبطولات والإنجازات المحلية والكروية.
فى الأهلى رغم أن الفريق مدجج بكتيبة من النجوم وفى مقدمتهم بن شرقى وإمام عاشور ووسام وجراديشار والشحات ومحمد الشناوى وغيرهم إلا أن الجمهور يتشاءم بعدم وجود مجدى أفشة صاحب القاضية ممكن وفى نفس الوقت يتفاءلون بعودة شيكابالا الذى غالبا يخسر الزمالك فى وجوده..فى المقابل فإن الجماهير تشاءمت بعد تأكدها من غياب هداف الفريق ناصر منسى الذى كان الورقة الرابحة فى آخر قمتين شارك فيها كبديل.. الأولى سجل فيها هدف التعادل وكان سببا فى حصول الزمالك على كأس السوبر الأفريقي.. والثانية صنع هدف التعادل أيضا لزميله عمر جابر وخطف الزمالك التعادل أيضا.. ولا تخفى غالبية جماهير الزمالك تشاؤمها من مشاركة شيكابالا فى القمة رغم أنه غالبا يسجل فيها ويربك دفاعات الأهلى لكن النتيجة فى النهاية تكون غالبا فى صالح المنافس التقليدي!!
فى رأيى أن مباراة القمة الليلة أهم للأهلى من الزمالك.. على اعتبار أن فرص الأهلى فى المنافسة على بطولة الدورى أكبر كثيرا من الزمالك.. فالفارق بين الأهلى وبيراميدز المتصدر ثلاث نقاط فقط يمكن تعويضها فى مباراة وخاصة فى المباراة التى ستجمعهما معا بعد العيد.. بينما الفارق بين بيراميدز والزمالك 10 نقاط كاملة وهو فارق كبير جدا يصعب تعويضه خاصة فى ظل المستوى الثابت الذى عليه الفريق السماوى وعدم تعرضه للهزيمة منذ خسارته المفاجئة من المصرى فى الأسابيع الأولى من الموسم..وفى ظل دورى قصير مكير لم تبق منه سوى ثمانية أسابيع فقط!!
لذلك فإن دوافع الأهلى أكبر وأقوى ويستطيع إن يحسم النتيجة لصالحه لو استوعب المدير الفنى السويسرى مارسيل كولر دروس القمم الأخيرة هذا الموسم والتى لم يتمكن خلالها من تحقيق أى فوز إلا بركلات الترجيح فى السوبر المحلي!!
وإذا أراد كولر أن يفوز.. فعليه أن يتخلص من جبنه و يهاجم الزمالك من الدقيقة الأولى ويفرض كلمته باختيار التشكيل الأمثل ويضع نجومه فى مراكزهم الأساسية دون فلسفة أو تأليف.
وأرى أن أية نتيجة غير الفوز لن تكون فى صالح الأهلى أو كولر نفسه !!
على الجانب الآخر فإن الزمالك يدرك تماما أن هذه القمة تمثل له الأمل الأخير فى المنافسة على البطولة حتى لو كان هذا الإمل ضعيفا.. وليس أمام بيسيرو واللاعبين سوى الفوز لأن التعادل الذى فرحوا به فى مباراة المرحلة الأولى لن يفيده بل سيقضى على آماله حتى فى المنافسة على المركز الثانى الذى يؤهله لدورى الأبطال المحروم منه والذى انتزعه منه بيراميدز فى السنوات الأخيرة.
فالفوز يقلل الفارق بينه وبين الأهلى إلى أربع نقاط وهو فارق يمنحه بعض الأمل فى انتزاع المركز الثانى على الأقل أو يبعد غريمه التقليدى عن المنافسة أكثر ويحرمه من الإحتفاظ بدرع الدورى وهو هدف منشود إذا خسر الزمالك كل شئ !!