البحث عن انطلاقة مثالية .. وبيراميدز يتابع من أجل الصدارة

مساء اليوم.. سهرة كروية خاصة .. فيها المتعة والآثارة.. والصراع الكروي الشريف.
القمة 130 بين الزمالك والأهلى.. فى سهرة رمضانية خاصة على استاد القاهرة الدولى ضمن مباريات الجولة الاولى لمجموعة البطولة فى نظام الدورى الجديد.
المباراة الليلة ليست مثل أى مباراة.. دائما ما تكون مباريات القمة ذات طابع خاص وآثاره كبيرة.. اللقاء هو مفترق طرق حقيقى فى مصير مسابقة الدورى وبطلها؛ حيث ان هذه المباراة بين صاحبى المركز الثانى والثالث فى مطاردتهما للمتصدر بيراميدز.
ولعل ما يزيد الامر من متعة واثارة انها قمة غير متوقعة سواء فى توقيتها او فى موقف الفريقين.. الجميع تفاجأ ان الأهلى والزمالك فى الجولة الاولى من مرحلة البطولة قبل أيام فقط.. وهى القمة التى اربكت حسابات فرق مجموعة البطولة؛ خاصة الأهلى الذى وجد نفسه يلاقى الزمالك ملاحقه فى الترتيب ومن بعدها سيلاقى بيراميدز منافسه المباشر على لقب الدوري.. وستكون لمباراة القمة ونتيجتها أثر كبير فى اللقاءات الـ7 بعد ذلك لكل فريق فى هذه المرحلة.
الأهلى يدخل المباراة فى المركز الثانى برصيد 39 نقطة خلف بيراميدز المتصدر بثلاث نقاط.. أما الزمالك فيحتل المركز الثالث خلف الأهلى بفارق سبع نقاط كاملة بعد ان جمع 32 نقطة.
انطلاقة إستراتيجية
الأهلى والزمالك طرفا القمة يعلمان تماما ان اى نتيجة سلبية ستؤثر بشكل سلبى على الفريق.. كما يعلم كل منهما ان الفوز سيشكل انطلاقة إستراتيجية جيدة للغاية من أجل مواصلة المشوار فى مجموعة البطولة فى نظام الدورى الجديد؛ الذى تم تقسيم فيه الفرق إلى نصفين.. تلعب ٩ فرق فى مجموعة البطولة التى تنافس على اللقب والتأهل لبطولتى دورى أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية.. والمجموعة الثانية هى مجموعة الهبوط التى يتنافس فيها 9 فرق من أجل تفادى الهبوط للدرجة الثانية.
الفوز يعيد الزمالك
الفوز يعيد الزمالك من جديد إلى المنافسة على لقب الدورى أو على أقل تقدير المنافسة على المركز الثانى لضمان التأهل الى دورى أبطال أفريقيا والعودة اليه من جديد.. الأمر أصبح معقدا للزمالك وجمهوره منذ فترة؛ حيث ابتعد الابيض عن المنافسة على اللقب بشكل واضح خاصة ان بيراميدز أصبح المنافس الأقوى للأهلى على لقب الدورى بل وانه الاقرب هذا الموسم لحسم اللقب.
البرتغالى بيسيرو المدير الفنى للزمالك يعلم جيدا موقف الفريق أيضا بالمطاردة التى تلحق به من فرق الدورى الطامعة فى الدخول فى المربع الذهبى المؤهل للكونفدرالية الأفريقية الا انه يسعى لبداية قوية لمرحلة البطولة للانقضاض على الأهلى وبيراميدز والضغط عليهما فى مطاردة شرسة على مركز يؤهل للابطال وربما اقتناص لقب والهروب به.
الأهلى يريد الضغط على السماوي
اما السويسرى مارسيل كولر فيعلم جيدا ان الفوز والفوز وحده يمنحه فرصة كبيرة فى مطاردته لبيراميدز من أجل الوصول الى اللقب المحبب لجمهور الأهلى وهو الدورى الممتاز.. ولكنه أيضا يعلم موقف الفريقين وحاجة كل فريق للفوز كما انه يعلم قيمة الزمالك.
دفعة معنوية والهزيمة خطر
الزمالك الذى يبحث بقوة عن فوز هام يجعله يعود للمنافسة من جديد هو نفسه الزمالك الذى يخشى التعرض لهزيمة؛ خاصه وانه لا يريد ان يخرج من هذا الموسم بدون حتى ضمان المركز الثالث أو الرابع المؤهل لبطولة الكونفدرالية الأفريقية.
ثلاثة فرق فى مطاردة على المركز الثالث والرابع بشكل واضح هى الزمالك والمصرى البورسعيدى والبنك الاهلي؛ اى فريق من الثلاثة سيتعثر بشكل أو بآخر سيمنح منافسه المباشر أفضلية فى البقاء أو الدخول فى المربع الذهبي؛ كما ان فرق النقاط الصغير الذى يصل الى ٨ او 10 نقاط مع الفرق أصحاب المراكز من السادس وصولا إلى التاسع أيضا يمنحهم فرصة للضغط والمنافسة من أجل المركز الرابع على أقل تقدير.
على الجانب الآخر فإن الأهلى يعلم أيضا ان الخسارة قد تبعده عن المنافسة على اللقب وقد تمنح بيراميدز أفضلية أكبر فى الابتعاد بالصدارة ولعل المباراة فى الجولة الثانية لمرحلة البطولة التى ستجمع بيراميدز والأهلى سيكون لها أيضا دور كبير فى حسم مسار المسابقة.
سقوط الأهلى اليوم أمام الغريم التقليدى الزمالك لن يعنى فقط انقضاض الزمالك ودخوله فى المنافسة بل أيضا يهدد مشاركة الأهلى فى دورى أبطال أفريقيا الموسم المقبل حيث ان نتيجة الهزيمة التى قد يتعرض لها قد تمنح الزمالك افضلية فى العودة مرة أخرى للدخول والوصول الى المركز الثانى وأيضا سيجعل بيراميدز يوسع الفارق فقد تكون الامور كلها كالطريق المسدود أمام الأهلى فى حال الخسارة.
بدون مقاييس
دائما ما نتحدث ونؤكد ان مباراة القمة ديربى القاهرة بين الأهلى والزمالك ليست لها أى مقاييس أو معايير كروية ولكن دائما ما تخضع للجهد المبذول والتكتيك والتوفيق خلال 90 دقيقه؛ ولعل أقرب مثال هو لقاء الفريقين فى الدور الاول لمسابقة الدورى يوم 22 فبراير الماضى منذ قرابة الأسبوعين والتى انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق رغم ان الترشيحات كلها كانت قبل المباراة تصب فى مصلحة الاهلي.
مباراة الدور الاول هى المثال الافضل بأن مباريات القمة لا تخضع للمقاييس؛ الجميع أكدوا ان الأهلى سيفوز بل ان الاكثرية أكدت ان الأهلى سيفوز بنتيجة كبيرة الا ان الزمالك قدم واحدة من أفضل مبارياته منذ سنوات أمام الأهلى بل فرض أسلوبه فى كثير من الأحيان وتمكن من التعادل رغم تأخره بهدف وخرج بنقطة كانت لها حلاوة الفوز.
كيف يفكر كولر؟
كولر بالتأكيد يبحث عن استمرار الانتصارات بعد الفوز على حرس الحدود وطلائع الجيش ومواصلة سلسلة الانتصارات والضغط على بيراميدز المتصدر.. المدرب السويسرى يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين وهناك الكثير من المتألقين فى الفترة الاخيرة مثل جراديشار وأشرف بن شرقى وإمام عاشور كما انه استعاد جهود المصابين مثل ياسر ابراهيم بعيدا عن الغيابات مثل يحيى عطية الله.. حيث إن الشغل الشاغل لكولر فى مباراة اليوم سيكون الظهير الايسر الذى ينال دائما انتقادات كبيرة من الجماهير حول اختياره فى هذا المركز خاصة فى مباراة الدور الأول الذى دفع بأحمد نبيل كوكا فى هذا المركز ونال الكثير من الانتقادات خاصة ان اللاعب تعرض للكثير من الضغط خلال المباراة ولم يقدم المستوى المنتظر منه.
الاقرب ان يشارك كريم الدبيس الا ان هناك اتجاها ايضا داخل الجهاز الفنى لاعطاء العش هذه الفرصة ليبدأ بشكل أساسى فى مركز الظهير الايسر.. الاختيار النهائى سيكون وفقا للرؤية الفنية والتكتيك الذى سيلعب به كولر خلال مباراة القمة.
كيف يفكر بيسيرو؟
كالعاده الزمالك غياباته أكبر وأمام البرتغالى بيسيرو مهمة أكبر خاصة انه رغم تحقيقه الفوز فى آخر مباراتين وخاصة المباراة الاخيرة فى كأس مصر أمام مودرن سبورت لم يقدم الأداء المقنع ولم يقدم الأداء القادر على تحقيق النتيجة التى ينتظرها العشاق أمام الغريم التقليدى الاهلي.
بيسيرو يتسلح بخبرات بعض اللاعبين مثل أحمد زيزو وعبدالله السعيد والمهاجم التونسى سيف الدين الجزيرى بجانب تألق المغربى محمود بنتايج.. كما يطبق خطة مميزة فى الدفاع بثلاثة لاعبين مدافعين وهو ما يعطى الزمالك أفضلية فى الملعب أمام أى منافس حيث يشكل كثافة كبيرة أثناء الدفاع كما يشكل تأمينا دفاعيا جيدا أثناء الهجوم.
كلنا ننتظر متابعة مباراة القمة دائما ما يكون لها أهميتها الخاصة داخل مصر وفى منطقة الشرق الأوسط فهى الاكبر والاقدم والاعرق.. كل جمهور يتمنى ويحلم ان فريقه يحقق الانتصار وان يخرج سعيدا فى ليلة رمضانية.. أما المتابع المحايد فينتظر ان يرى ويشاهد كرة قدم حقيقية بين كبيرى القارة الأفريقية.. الجميع يتمنى ان تخرج المباراة بروح رياضية جيدة تعكس الاجواء الرمضانية وما تمثله مصر من مكانة كبيرة.