يقول ربنا فى كتابه الكريم «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ»، والذين قتلوا فى زماننا وفق مفهوم الآية قتلهم صنفان من القتلة، الصنف الأول هم المحتلون والثانى هم المتأسلمون، أما أحقر أشكال الاحتلال فهو الاحتلال الصهيونى الذى دنس أرض سيناء الطاهرة وقتل اطهر أبنائنا فارتقوا شهداء زفتهم ملائكة السماء، حررنا الارض بدماء وارواح رجالنا البواسل، فحاول الأوغاد من المتأسلمين الخوارج الإفساد فى الارض فقتلوا وحرقوا وروعوا الآمنين وقد كان الاخوان هم أحقر أشكال التأسلم ، هنا يشترك الصهاينة والإخوان فى الدناءة والوضاعة والخسة والكراهية للحياة.
>>>
وفى هذه الأثناء نقف لنتذكر تجاوزا ما لم ننساه أبدا يقينا «أسيادنا الشهداء»
ولا أود أن أقع فى دائرة الكتابة الموسمية المكررة حول موضوع ما من الموضوعات، فأنا وعلى المستويين الشخصى والمهنى أمقت الروتين والبيروقراطية والتكرار وهى الطرق المؤدية الى الملل وما أدراك ما الملل، اليوم تحتفل مصر بيوم الشهيد الذى يوافق استشهاد أحد أهم القادة العسكريين وهو الفريق عبدالمنعم رياض على خط الجبهة، ورغم أننى ومنذ عقود طويلة تمثل سنى عمرى انتظر يوم الشهيد حتى أنعش ذاكرتى الوطنية بقصص وحكايات عن اسيادنا الشهداء، ومن واقع تفاصيل هذه الحكايات أجدد وضوئى الوطنى الذى نحتاجه بين الوقت والآخر،
>>>
وكلما غصت فى تفاصيل قصة من قصص هؤلاء الأسياد الشهداء اكتشفت أننى لا أعرف الكثير عن معنى التضحية والفداء، ودوما ما نسمع ونقول بأن هؤلاء ذهبوا من اجل أن نبقى نحن، من أجل أن تبقى مصر الدولة ومصر الأمة ومصر الرسالة ومصر المواقف، مصر باقية كالنخلة الباسقة فى أرض طيبة رويت بدماء الشهداء وعرق المخلصين وكانت التضحية هى المياه النقية التى تسقى تلك الأرض الطيبة، اليوم نعيش حالة عظيمة من الشعور الوطنى الممزوج بمشاعر التضحية والفداء فتتجدد المشاعر وترتفع الهامات وسط حزمة من التحديات غير المسبوقة اقليميا ودوليا ومحليا،
>>>
كلما مرت بنا أزمة من الأزمات وظهر أمامنا تحد من التحديات المتنوعة التى تنهك ارواحنا وتستنزف مشاعرنا أتذكر كل هؤلاء الشهداء الذين رحلوا عن عالمنا تاركين خلفهم قصة كفاحهم ونضالهم وإخلاصهم لتكون عبرة وعظة لنا نستلهم منها العبرة والعظة، اليوم لن اكرر ما كتبته من قبل ولن استحضر مفردات وعبارات مقولبة، اليوم فقط اذكر نفسى واياكم بأننا نعيش فى رحاب اسيادنا الشهداء، ومهما ضاقت علينا سبل العيش وحاصرتنا الأزمات فلابد ان نتذكر اولاً وقبل ان نشتكي، ابن وبنت وزوجة وأم وأب الشهيد، دمتم فى أمان الله .