كملى الشهر بسلام
باتت الميزانية الرمضانية معادلة صعبة تدفع الاسر إلى البحث عن حلول ذكية تحافظ على روح الشهر الكريم وبعيداً عن الاطباق التقليدية المكلفة، الأم المصرية الشاطرة تعيد ترتيب أولوياتها وتستبدل المكونات الباهظة بأخرى أقل تكلفة مثل استخدام البروتين النباتى من البقوليات كبديل للبروتين الحيوانى أو الاعتماد على الخضروات الموسمية وشراء البلح والفول السودانى والزبيب بديلاً عن المكسرات وتناول المشروبات من العصائر الطبيعية مثل الكركدية والتمر هندى والسوبيا على الافطار والاستغناء عن الخشاف والياميش وابتكار وصفات شهية ومفيدة فى حدود الامكانيات المتاحة وتكمن بركة الشهر الفضيل فى قدرة المجتمع على الابتكار والتضامن فى مواجهة الضغوط الاقتصادية وقد طالب خبراء الاقتصاد والتغذية بضرورة نشر التوعية الاقتصادية والصحية والابتعاد عن السفه الاستهلاكى الذى يرتبط بشهر رمضان وان الاقبال على الشراء فى رمضان ثقافة خاطئة تستنزف كل مدخرات الاسرة على ولائم الافطار والتى تحتوى على العديد من أصناف الطعام التى لايؤكل منها سوى القليل وضرورة ترشيد الاستهلاك وان كفاءة ادارة الاسرة لميزانيتها لها دور كبير فى المحافظة على قدر كبير من جودة الحياة والمعيشة فى رمضان وبشكل دائم.
يقول الدكتور أحمد حنفى الخبير الاقتصادى يجب على ربة المنزل توفير احتياجاتها الضرورية وتجنب الرفاهيات التى ترهق الميزانية وعند زيادة اسعار السلع ينبغى التخلى عنها والبحث عن البديل مع الحرص على الشراء من المنافذ الحكومية كالمعارض والمجمعات الاستهلاكية وأسواق الجملة وتجنب الشراء أون لاين للتوفير والبحث عن البدائل الأرخص، كما يجب نشر الوعى استهلاكى وثقافة الشراء بالقدر الحقيقى وتوفير الاحتياجات الغذائية بشكل يومى أو أسبوعى حتى لا يزداد الطلب على السلع ومن ثم يستغل بعض التجار الوضع ويبالغون فى السعر كما يحدث فى كل موسم رمضان وجميعنا يلمس زيادات كبيرة فى الأسعار وبعد مضى أول عشرة ايام من الشهرالكريم يحدث تراجع فى أسعار المنتجات الغذائية حيث أن زيادة الطلب على السلع تؤدى لزيادة أسعارها وهذه ثقافة خاطئة متوارثة عبر الأجيال وهناك من تعود على البذخ والإسراف فى شراء السلع وتخزينها استعدادا لشهر رمضان وفى كثير من الاحيان يشترون أكثر من احتياجاتهم ومع الأزمات التى يشهدها الاقتصاد العالمى وتراجع مؤشرات الغذاء للعديد من الدول وارتفاع مستويات الفقر والجوع فى العالم لابديل عن إعادة النظر فى سياسات الشراء والاستهلاك للمجتمع.
ويقول الدكتور عادل عامر – مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والإقتصادية إن الإدارة المنزلية الجيدة للموارد المالية لمؤسسة الأسرة تعتبر وسيلة فعّالة لتجاوز الأزمات الاقتصادية حيث إن كفاءة إدارة الأسرة لميزانيتها دوراً كبيراً فى المحافظة على قدر كبير من جودة المعيشة، والأسرة الحكيمة فى تصريف احوالها المعيشية تستطيع مواجهة الظروف الاقتصادية القاسية التى تواجهها بعكس الأسر التى لا تتفهّم أهمية الترشيد فى الاستهلاك الأسري، ورمضان الشهر الكريم هل يليق بنا أن نحوله إلى موسم سنوى لزيادة الاستهلاك والسفه فى التعامل مع الطعام والشراب، وما يفعله الكثيرون من التجول بين الأسواق والمتاجر لجمع مختلف صنوف الطعام والشراب لتخزينها، يجب أن تتغير السلوكيات فى رمضان وغيره ووضع خطة ودراسة للدخل بطريقة عملية من ناحية الامكانيات والاحتياجات وترتيب إشباعها حسب الأولوية مع تجنب الإسراف الذى يؤدى إلى تبديد الموارد وإضاعة الثروات فى ما لا يفيد، وقد سجلت دراسات كثيرة أن المواطن العربى ينفق معظم دخله على الطعام والشراب ووسائل الترفيه ما يعنى تراجع معدلات الادخار وربما الاستدانة فى بعض الأحيان للوفاء بالالتزامات الحياتية ومعظمها استهلاكية، والمحدد الأهم لمن يدير الأسرة هوالعقلانية والسلوك الشرائى الاقتصادى والانضباط فى المصروفات والادخار فإذا كانت الزوجة تتميّز على الزوج فى هذه الناحية فإنها الأجدر بإدارة الميزانية، كما أنه من الضرورى على الأسرة تربية النشء للتأقلم مع الظروف الاقتصادية وإطّلاع الأبناء على طبيعة الوضع الاقتصادى للأسرة من أجل التعاون وكسب الدعم لتخطّى المرحلة، وعلى الأبناء التعايش مع الأزمة من خلال ضرورة التوفير وترشيد الأنفاق وتتبع المصروفات والبحث عن البدائل والعيش فى حدود الإمكانيات المتوفرة حيث أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية و المستلزمات الضرورية، دفع الكثير من الأسر إلى اعتماد سياسة ترشيد الإنفاق لاجتياز هذه الأزمة والزوجة الرشيدة هى التى تضبط سلوكها الإنفاقى فى رمضان، وتستطيع كل ربة أسرة أن تشكل وتنوع فى مائدة رمضان فى حدود حاجة الأسرة، الفرد فى رمضان لن يأكل أكثر من طاقته، ولو أكل أكثر من حاجته سيمرض ولن يستطيع إكمال ما عليه من واجبات حياتية وعبادات وطاعات اختص الله بها الشهر الكريم.. ولذلك يجب ألا نصنع من الطعام أكثر من الحاجة ونقدم لأفراد الأسرة احتياجاتهم الغذائية بشكل جيد دون إسراف، وما يتبقى من الطعام تستطيع ربة الأسرة أن تحفظه بطريقتها وتقدمه فى اليوم أو الأيام التالية بشكل مختلف، والابتعاد عن غير الضروريات فلا تطلب طعاماً من خارج البيت إلا عند الطواريء وتصنع هى بنفسها ما يحتاجه أفراد اسرتها حيث أن إعداد الطعام فى المنزل يوفر أكثر عما ندفعه فيه خارج المنزل.
وتؤكد الدكتورة هالة عسكر – استشارى التغذية العلاجية يجب أن تحتوى وجبة الإفطار فى رمضان على الكثير من الخضراوات التى تمد الجسم بالفيتامينات واختيار الحبوب الكاملة التى تحتوى ألياف غذائية وتناول بروتين نباتى من البقوليات والتنويع فيها وعمل أصناف مختلفة، وتستطيع ربة المنزل تقسيم الأسبوع ما بين البروتين الحيوانى من اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والبروتين النباتى من اللوبيا والفاصوليا والعدس الأصفر والبنى والحمص وعمل وجبات غذائية غير مكلفة بما يناسب ميزانيتها ولا يرهقها فى ظل ارتفاع الأسعار كما يجب أن تبتعد قدر الإمكان عن الأطعمة المقلية التى تؤدى إلى العديد من المشاكل الصحية مثل اضطرابات الجهاز الهضمى وزيادة الوزن واستبدال المقلى بالطهى فى الفرن أو المسلوق أو المشوى كإعداد صنية تحتوى على خضروات مشكلة وبداخلها القليل من اللحم وبجانبها طبق سلطة خضراء ونوع من الشوربة، وتحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن الأكلات الجاهزة فهى مرتفعة السعر ومكلفة وقيمتها الغذائية منخفضة بعكس التى يتم تحضيرها منزليا، كما تستطيع التوفير فى الميزانية من خلال الاعتماد على الطعام البيتى مثل إعداد قدرة فول مدمس للسحور، وإعداد الزبادى البيتي، والجبنة القريش فتحضيرها بالمنزل سوف يوفر الكثير فى الميزانية، كما يجب التقليل من تناول الحلويات الشرقية بحيث لا تزيد عن 3 مرات أسبوعيا، وتناول الفاكهة التى تحتوى على نسبة من الماء وتمد الجسم بالفيتامينات والمعادن واستبدال الياميش بمنتجات رخيصة السعر من الفول السودانى والزبيب وجوز الهند والبلح والتمر جميعها تحتوى على فوائد غذائية مرتفعة وفى متناول الكثير وأن يحرصوا على أن تكون طازجة غير مخزنة حتى تكون صحية حيث أن المكسرات القديمة والمخزنة تشكل خطر على الصحة، وشراء المحمص منها والبعد عن النيء، والاعتماد على المشروبات الباردة الطبيعية من الكركدية، والسوبيا، والتمر هندي، والفراولة والبرتقال بالجزر جميعها تحتوى على قيمة غذائية عالية.