فوائد الصوم الروحية والنفسية والجسدية ملموسة ومعروفة بحكم الفطرة حيث لكل الكائنات طريقها الذى حدده الله سبحانه وتعالى لها للقيام به.. وبالطبع بالنسبة للإنسان بما جاءت به الأديان السماوية من تكليف إلهى يحدد ملامح وشروط الأداء.. يضاف إليها ما توصل إليه العلماء من حقائق دامغة تؤكد فضائل وفوائد نبيلة وكريمة ومؤثرة تنظم حياة الانسان وتجعله أكثر سعادة داخل النفس والعقل والقلب يستقبل بها رمضان المبارك.. شهر الصوم فى وقت محدد كل عام أثناء مشوار حياته ويسلم الأمانة للأجيال.. ناصحا سعيدا مطمئنا بأداء رسالة خير مهمة نافعة للإنسان والأوطان.
نعم فى الصوم مشقة منحنا الله سبحانه وتعالى رخصة الافطار المؤقت ثم التعويض إذا كان المرء مريضا أو على سفر وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون.. بشكل رئيسى تتغير حياة الصائم اليومية.. ويعرف الالتزام بمواعيد محددة للوفاء بهذا الركن الأساسى من أركان الإسلام.. ومعها جدول لأداء الصلوات ناهيك عن أداء ما يستطيع على طريق البر والخير والعلاقات ومساعدة الفقراء والمحتاجين.. بالإضافة إلى احياء صلات الرحم والتوهج المحب لمشاعر السعادة والفرح بعين الأسرة التى تجتمع كاملة غالبا فى رمضان بسبب مشاغل الحياة ما بقى من أيام.
ناهيك عن جهاد النفس الشاق للابتعاد عن اللغو واللهو وما يفتح الطريق لوساوس الشيطان.. وهى مهمة صعبة بكل المقاييس لكن من الملاحظات السلبية التى تستخدم متناثرة خلال الصوم.. التفسير الخاطئ للعبارة الحكيمة «اللهم انى صائم» والمقصود بها الترفع عن الصغائر والشهوات.. حيث يستخدمها هؤلاء ذريعة للوقوع فى الخطأ.. أو التكاسل فى أداء العمل والواجبات.. غيرهم للأسف يذهبون لأعمالهم كسالى.. خامدين.. تطل فى أعينهم سحب النوم وتعبر أجسادهم عن كسل مرفوض.. يتجاهلون للأسف المعنى الحقيقى للصوم.. جهاد شامل يجدد النفس والتعب والعقل ويفتح الآفاق لمزيد من الانجاز بصفاء مشمول بالبركة والنجاح بإذن الله.
ونذكر هؤلاء بأن شهر رمضان تمتد مكانته فى تاريخ أمتنا مقرونا بالانتصارات.. تحقق ذلك من غزوات النبى محمد صلى الله عليه وسلم المظفرة.. وحتى الانتصار العظيم فى العاشر من رمضان وعبور جنودنا البواسل القناة إلى سيناء وهم صائمون.. أما بالنسبة للأعمال من المؤكد ان استغراق الصائم فى عمله بكل جد واجتهاد يصحبه قوة الايمان والقدرة على الصبر والتحمل والتركيز بأذهان صافية ليعود بحق شهرا للعبادة الحقة وزيادة الإنتاج.