ليلة القدر هى ليلة خير من ألف شهر، فهى ليلة من الليالى العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهى غير محددة بليلة بعينها ولكن وجهنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالتمسها فى العشرة الأواخر من رمضان وخصوصاً الليالى الفردية، وهى ليلة مباركة فأجر العمل الصالح فيها أفضل من أجر العمل فى ألف شهر.
وعن أهمية تلك الليلة للمسلمين، فأن تلك الليلة لايدركها أى مسلم بل يدركها المسلم الذى يعمل العمل الصالح فى كل أيام رمضان فتأتى الجائزة الكبرى بأنه يستشعر ليلة القدر فيغفر له ما تقدم من ذنبه، فمن قام رمضان إيماناً وإحتساباً أدرك ليلة القدر.
إنها أعظم وأجل الليالى قدراً ومنزلة ونوراً عند الخالق تبارك وتعالى فهى ليلة الفرقان والعتق من النار، فتنتشر فى تلك الليلة الطمأنينة والسكينة والراحة، ويكون اليقين التام من المؤمن فى العتق والعفو من الخالق تبارك وتعالي، ومن أهمية تلك الليلة أنها أنزل فيها القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان فى سماء الأرض يسمى بيت العزة، ثم من بيت العزة صار ينزل به سيدنا/ جبريل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولذلك وزن الله سبحانه وتعالى تلك الليلة بألف شهر فى فضلها وثوابها.
فهل من الطبيعى أن نضيع تلك الليلة بالتكاتل على الدنيا، للأسف نجد من يشاهد البرامج التى تنقل الطاقة السلبية وتدور فيها المهازل وتشوه فيها الناس وتتداول الأخبار السيئة وأسرار وفضائح الأشخاص والخوض فيها، ولكن علينا أن نحرص على مشاهدة البرامج الهادفة التى تعطى طاقة إيجابية وتحثنا على أفعال الخير ولذلك يجب علينا أن نعلم أن شهر رمضان شهر عبادة فقط، فالحسنة فيه مضاعفة، فلنترك أى شئ يبعدنا عن العبادة، وكذا يجب أن نحضر أنفسنا لليلة القدر ونجهز قلوبنا وجوارحنا لاستقبال تلك الليلة بأن نذكر أنفسنا أنها ليلة العتق من النار وهذه أعظم غاية عند كل مسلم فلا يصح أن نضيعها فى أمور ليس لها قيمة فى حياتنا ويجب أن نبعد عن الفرقة والبغضاء والتشاحن المستمر واستحلال الخوض فى أعراض الناس، فيجب أن نحصن أنفسنا بالخلق الحسن.
فكما كان يفعل الرسول الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فى ليلة القدر فكان يجتهد فى العشر الأواخر من رمضان مالا يجتهد فى غيرها وبين لنا أفضل دعاء فى تلك الليلة وهو (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عنا).
وأخيراً يجب أن نترك كل ما يعكر صفو قلوبنا ويشغلنا عن إستحضار تلك الليلة، فلنجعل بيوتنا عامرة وفرحة فى تلك الليلة لما فيها من نجاة وعتق ورحمة، فعلينا أن نصلى بخشوع وعلينا بالذكر الدائم للمولى عزوجل وتلاوة القرآن بفهم وتمعن، والاستغفار والشكر لله على النعم الكثيرة ودفع زكاة الفطر ومساعدة الفقراء بالحرص على الصدقات ولنحرص دائماً على حسن استغلال الأوقات الثمينة التى سخرها لنا ربنا سبحانه وتعالى فى أيام معينة خلال السنة لنفوز بالعفو والمغفرة من الله عز وجل.