لقد خرج رسول الله صلى الله علية من مكة والدموع تنساب على وجنتيه فهى أحب بلاد الله إلى نفسه ولد فيها وتربى وترعرع وفيها ذكريات الشباب والصبا.. كان الأمر قاسيا على نفسة وكان الأمر بالهجرة فربما وجد أرضية خصبة ينشر فيها دين الله بعيدا عن المطارادت والتنكيل بة واصحابه. يومها وقف على مشارفها والله أنك لأحب بلاد الله إلى نفسى ولولا أن القوم أخرجونى منك ماخرجت فالوطن لة مكانتة فى قلوب المخلصين ولم لا وهو يستعيد ذكرياتة التى لاتنسى فى دروب مكة العزيزة والمقربة الى قلبه. ثم يعود اليها فاتحا ومنتصرا ومعه عشرة آلاف من جند الله لو أمرهم لفعلوا بهم الأفاعيل الا أنه اراد أن يرسخ لقيمة كبرى وهى العفو والصفح.
آراد ان يرسخ لتناسى الماضى البغيض ومالحق بة من عنت وايذاء.. وبعد دخل الكعبة المشرفة وهدم الأصنام التى كانوا يعبدونها من دون الله قال لهم وهم خصوم الأمس القريب ماتظنون أنى فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وأبن اخ كريم فكانت قولته صلى الله عليه وسلم) لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين )وهكذا النبلاء فى كل زمان ومكان يعرفون قيمة كظم الغيظ) والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )كما رسخ رسول الانسانية أن الوطن هو الملاذ والملجأ وهو السياح الذى يجب علينا جميعا الحفاظ علية وحمايته مهما كان الثمن.
وهكذا دخل اهل مكة فى دين الله أفواجا جزاء وفاقا..