سيناء أرض البطولات والأمجاد، والشهداء سطر على رمالها المصريون، ملاحم أسطورية من أجل الحفاظ على هذه البقعة الطيبة من أرض هذا الوطن.. فهى الأرض المقدسة التى اختارها الله ليتجلى عليها، وهى أيضا بوابة مصر الشرقية مطمع الغزاة والمستعمرين، لذلك فأنها جزء عظيم من تاريخ مصر تجسد عظمة هذا الشعب وصلابته، وتشاء الأقدار أن نحتفل بمناسبتين عزيزتين على قلب كل مواطن مصرى الأول عيد الشهيد الذى وافق التاسع من مارس ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض الجنرال الذهبى، الذى ضرب المثل فى الشجاعة، فقد آثر أن يكون وسط ضباطه وجنوده البواسل، يتفقد مواقع عسكرية لكن خسة العدو، استهدفته، فسقط شهيدًا، لكن شجاعة هذا البطل ظلت محفورة فى تاريخ هذا الوطن، ليؤكد للجميع أن هذه الأمة أبداً لن تموت طالما أن فيها رجالاً لا يخافون ولا يهابون الموت ثم نحتفل اليوم بذكرى العاشر من رمضان ملحمة التحرير فى أكتوبر 1973، أسطورة العسكرية المصرية والزلزال العسكرى الذى أصاب العدو بالصدمة والذهول من فرط شجاعة أبطال مصر البواسل، وقهرهم للمستحيل، بعد أن ظن العدو الصهيونى أنه حلم بعيد المنال، فقد تغنى بخطوطه وحصونه المنيعة، لكن كل ذلك تحطم تحت اقدام أبطال جيش مصر العظيم، فى ملحمة جسدت عبقرية الإنسان المصرى وقدرته الفائقة فى تحويل الانكسار إلى أعظم انتصار وأن يكون المقاتل المصرى الصلب هو من يصنع الفارق وليس السلاح المتطور الذى كان فى حوزة عدو رسم لنفسه هالة مزيفة وشجاعة زائفة، وقوة لا تقهر ويدًا طولى، لا تقطع إلا أن الجيش المصرى العظيم، قرر أن يدخل المعركة بما لديه من سلاح متاح إلا أن عبقرية الإعداد والتخطيط والتنفيذ وشجاعة المقاتل حطمت كل مصادر التفوق لدى العدو، ولذلك يظل نصر أكتوبر العظيم، هو أعظم انتصارات العسكرية وتجسيدًا لقدرتها على تحدى التحدى، وأن النصر لا تصنعه الأسلحة المتطورة فحسب، ولكن المقاتل الشجاع.
سيناء اليوم، تعيش بين التحرير والتطهير والتعمير، والتصدى بحسم للتهجير، تحديات جسام، ومعارك ستظل خالدة انتصرت فيها الإرادة المصرية، وتثبت الأقدار أن يكون للقيادة السياسية النصيب الأكبر فى هذه المعانى، خاصة التطهير والتعمير واجهاض التهجير، وافشال المخطط الذى حاولوا تنفيذه على حساب الأمن القومى المصرى، وتصفية للقضية الفلسطينية.
.فى ملحمة العبور، سقطت جميع النظريات وما هو مستقر فى العلم العسكرى، نحن أمام مدرسة عسكرية مصرية، تسطر علمًا جديدًا فى اختيار الزمن والتوقيت واليوم والساعة، وأساطير الحواجز والموانع الترابية، خط بارليف، ونقاطه الحصينة ظن العدو أنها سوف تعصمه من عقاب المصريين، تهاوى كل ذلك فى سرعة البرق، بين البكاء والعويل والصراخ والندب والهلع.. خيمت أجواء الرعب فى إسرائيل، لسان حالهم المفزوع، للأمريكان اغثيونا، المصريون قادمون إلى تل أبيب، تحقق النصر المبين، فى معركة لم تكن متكافئة من حيث السلاح، لكن صنع المقاتل المصرى الجسور الفارق، وتغلب على كل امكانيات وقدرات وتكنولوجيا العصر، فى تخطيط مذهل، وإداء أسطورى، ولعل وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن السيارة «السيات» محدودة الامكانيات، سبقت وتقدمت وهزمت السيارة «المرسيدس»، فى علم العسكرية فإن المقارنة بين قدرات جيش مصر العظيم، والإسرائيلى لم تكن فى صالح مصر، لكن الجيش المصرى كما قال الرئيس السيسى قرر الحرب بما متاح بعقيدة النصر أو الشهادة لذلك فإن حرب أكتوبر، هى منظومة الردع المصرية التى مازالت تخيف أعداء هذا الوطن، فالجيش الذى يصنع هذه المعجزة العسكرية لهو قادر على الفوز فى كل مرة، وقالها الرئيس السيسى إذا الجيش المصرى عملها مرة فهو قادر يعملها كل مرة.
وتبدأ مرحلة جديدة التى تمثل قمة الشموخ والتحدى والسيادة المصرية، قرار تاريخى هو تعمير وتنمية سيناء الحلم الذى طال سنوات وعقودًا طويلة لتحقيقه، لكنه رأى الواقع فى عهد قائد عظيم جسور لا يخاف فى وطنه لومة لائم، ولا يقبل المساس بالقرار المصرى والإرادة الوطنية تلك هى خطوط حمراء لذلك شهدت سيناء ملحمة ومعجزة تنموية فى جميع المجالات والقطاعات لتدخل عصرًا جديدًا وتتحصن بمعادلة القوة والقدرة الشاملة، ما بين القوة العسكرية الرادعة والأمنية، وأيضا القدرة التنموية والاقتصادية وليحيا أهلها من المصريين الحياة الكريمة فهم يستحقون عن جدارة مواقف وطنية شريفة، تضحيات جسام، بطولات عظيمة، وانحياز كامل للدولة الوطنية المصرية، لم يفرطوا يومًا فى العهد، وهم على درب الأجداد والآباء انفقت الدولة المصرية بسخاء على ملحمة البناء والتنمية وصلت إلى تريليون جنيه قبل ارتفاع الأسعار العالمية لتشهد سيناء نهضة زراعية وعمرانية وتطوير موانيها ومطاراتها، وتحسين جودة حياة أبنائها من المصريين، وتوفير كافة الخدمات من مياه نظيفة وصرف صحى، ومستشفيات ومدارس وجامعات، وبنية تحتية وشبكة طرق وربط سيناء بمدن ومحافظات الجمهورية بعد إنشاء خمسة انفاق جديدة أسفل قناة السويس، تنمية غير مسبوقة، وأهداف طموحة فى تحويل سيناء إلى مركز اقتصادى وصناعى وزراعى واستثمارى عالمى، ما حدث فى العقود الماضية لن يتكرر مرة أخرى لن تكون سيناء مرة أخرى عرضة للاهمال والتجاهل، لأنها الهدف الذى تسعى قوى الشر للسيطرة عليه، وفشلت الجماعة الإرهابية الإخوان المجرمين واذنابهم فى تحقيق أهداف المخطط الصهيو ــ أمريكى، لأن مصر فيها قائد وطنى شريف، وحيش عظيم، وشرطة وطنية وشعب على قلب رجل واحد.. لتكشف الأيام بعد سنوات للمصريين الأهداف الحقيقية لإثارة التوترات والإرهاب فى سيناء أنه مخطط التهجير والتوطين، يبدأ من تصفية القضية الفلسطينية واجبار الفلسطينيين إلى النزوح إلى الحدود المصرية تحت وقع حرب الإبادة والقصف المتواصل ودخول الأراضى المصرية لتوطنيهم فى سيناء هكذا خطط الصهيونى، لكن هى أضغاث أحلام حتى لو جاء بأقوى دول العالم، تصدت مصر لمخطط الشيطان.. رفضت التصفية، وتهجير الفلسطينيين، سواء على حساب الأراضى المصرية، أو بشكل عام فتلك قضية ومبدأ أخلاقى، وظلم مصر لا تشارك فيه بل تجهضه، بكافة الوسائل، وتفسد ما صنعوه من دمار فى قطاع غزة ليتذرعوا بعد ذلك بأن غزة لا تصلح للحياة، لذلك قدمت مصر رؤية عبقرية تعمير بلا تهجير حظيت بموافقة عربية شاملة ودولية كاسحة، لذلك تظل سيناء هى القلب فى الجسد المصرى.. الأرض الأغلى والاعز.. .