على مدى سنوات عديدة بعد أحداث يناير 2011 كنا نعانى من الصورة الذهنية السلبية عن مصر فى الخارج.. والناتجة عما كانت تنقله الفضائيات المختلفة عن الأحداث التى كانت تشهدها مصر.. ومؤخراً وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت الصورة الذهنية عن مصر تتغير.. ونجحنا فى محو الصورة الذهنية السلبية.. واستبدلت بصورة ذهنية إيجابية.. والتى أصبحت أهم وسائل الجذب السياحى.. ومع الافتتاح التجريبى للمتحف المصرى الكبير فى منتصف شهر أكتوبر الماضى بعد سنوات من الترويج له فى كل المؤتمرات والمعارض السياحية الدولية.. وإعلان شريف فتحى وزير السياحة والآثار عن الموعد الرسمى للافتتاح فى 3 يوليو القادم والذى يبدأ معه عرض مقتنيات توت عنخ آمون.. فإننا أصبحنا أمام نقطة تحول كبيرة فى الترويج لزيارة المتحف ولمنتج السياحة الثقافية بصفة عامة.. ومن المؤكد سيزداد الطلب على زيارة مصر بقوة من أسواق عديدة.. وسيساهم الافتتاح الرسمى للمتحف فى دفع أعداد كبيرة من السياح إلى مصر.. وستتحقق الطلبات التى تأجلت سنوات.. وفى مقدمة هذه الأسواق السوق اليابانى.. والتى من المؤكد مع وجود معرض رمسيس وذهب الفراعنة فى العاصمة اليابانية طوكيو.. والذى افتتحه يوم الجمعة الماضى شريف فتحى وزير السياحة والاثار وعمدة طوكيو، سيساهم فى الترويج للسياحة المصرية فى اليابان.. وزيادة ولع اليابانيين بالحضارة المصرية.. وفتح الطريق من جديد لعودة حركة السياحة اليابانية إلى مصر إلى طبيعتها.. مع العمل على زيادة الأعداد القادمة من هذا السوق المتميز.. خاصة مع تميز السائح اليابانى بأنه عالى الانفاق.. وقد نجح شريف فتحى وزير السياحة والآثار خلال تواجده فى اليابان فى عقد العديد من اللقاءات المهنية مع منظمى السياحة لدفع الحركة السياحية من جديد.. وسيساعد فى ذلك اللقاءات الإعلامية العديدة التى أجراها الوزير مع الفضائيات اليابانية المختلفة وعدد من الصحف الكبرى فى اليابان.. وقد احتلت صور افتتاح معرض رمسيس صدر الصفحات الأولى لكبرى الصحف اليابانية.. ولم يكتف الوزير بالحديث عن معرض رمسيس وذهب الفراعنة.. ولكنه تناول فى حديثه تنوع المنتج السياحى المصرى.. واعتقد انه بات من المؤكد زيادة الطلب على المنتج السياحى المصرى.. وانه على مصر للطيران ان تعمل على زيادة رحلاتها إلى العاصمة اليابانية لتصبح عدة رحلات أسبوعياً بدلاً من رحلة واحدة حالياً.. خاصة مع نسب الامتلاء المرتفعة على الرحلة الحالية.
إن نجاح الدولة خلال السنوات الماضية فى الخروج من الازمات المختلفة بسلام.. مع استمرار عمليات التطوير والتنمية المختلفة.. والنجاح فى القضاء على العشوائيات ونقل سكانها إلى أماكن حضارية تم بناؤها حديثا.. والنجاح فى تشييد العاصمة الإدارية الجديدة.. التى أصبحت فخراً لمصر فى زمن قياسى.. من المؤكد كل هذا ساهم بصورة مباشرة فى تغيير الصورة الذهنية لمصر فى الخارج.
وقد جاء اسهاما فى هذا أيضاً نجاح المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير السياحة على هامش رئاسته لوفد مصر المشارك فى بورصة برلين الدولية للسياحة.. والذى اعلن خلاله قرار الوزارة بدعم الطيران العارض إلى الاقصر وأسوان خلال موسم الصيف.. ليضيف إلى السوق الإسبانى العائد بقوة أسواقاً جديدة من عدة مدن أوروبية تتجه إلى صعيد مصر فى موسم الصيف.. وهو ما يشير إلى أن مصر مقبلة على موسم مميز سياحيا إن شاء الله.. وخيراً فعل الوزير بطرحه خلال المؤتمر الصحفى الفرص الاستثمارية المتاحة لزيادة الطاقة الفندقية فى مصر خلال السنوات القادمة.. وأتمنى أن يشمل الطرح فى المستقبل مبانى الوزارات فى وسط القاهرة التى تم نقلها للعاصمة الإدارية.. والتى يمكن ان تجذب استثمارات من مختلف دول العالم..
الإيثار
شاهدت على اليوتيوب شاباً مصرياً يعمل فى توصيل الطلبات بالدراجة الهوائية.. يستوقفه أحد مقدمى البرامج ويطلب منه التبرع لأهالينا فى غزة.. ودون تردد يوافق الشاب.. ويفتح الحقيبة التى يحملها على كتفه ويخرج منها خمسين جنيهاً وهى كل ما كان معه.. ويتبرع بها للمساهمة فى تقديم معونات لأهالينا فى غزة..
ويدور حوار بين الشاب ويدعى أشرف والمذيع لنعرف منه انه يتيم وتربى فى إحدى دور الأيتام.. وهو طالب فى السنة النهائية فى كلية نظم ومعلومات.. وقال إنه يعمل منذ ان كان فى الصف الثالث الاعدادى.. وعندما سأله المذيع لماذ تتبرع بخمسين جنيهاً وليس لديك غيرها.. فيرد أشرف أنا بشتغل وإن شاء الله اعوض.. وربنا بيرزق.. لنكون جميعاً أمام نموذج من الشباب المصرى يستحق كل التحية والتقدير.. والذى آثر ان يقدم الدعم لأهالينا فى غزة على الرغم من ضيق الحال.. فتحية لأشرف.. وإن شاء الله ربنا ينصرنا وتنجح خطة مصر فى إعادة إعمار غزة.. وتحيا مصر.