اسمحوا لى أن أبدأ هذا المقال بتوجيه سؤال محدد أطالبكم جميعا بالإجابة عنه لاسيما أننا كلنا معايشون الأحداث التى انبثق عنها الجمع والذين يتعاملون مع بعضهم البعض بتقدير واحترام بالغين.
السؤال يقول: هل تختلف عمليات العدوان ضد فلسطينيى غزة والضفة الغربية عما حدث ويحدث فى الساحل السورى منذ عدة أيام فقط؟
أنا شخصيا أقول إن العنف عنف وإشعال النار لابد وأن يستمر طالما خفتت أصوات الحق والعدل والخير وحل محلها تهديدات وأعمال العنف والعنف المضاد وانصرف الجميع إلى تصفية الخلافات التى طالما تمنى السوريون أو المقربون منهم اختفاءها من فوق منصات الأمل والتفاؤل والتى لم يقدر لها أن تترسخ قواعدها أو أن تظل صامدة.. ومتأهبة للعودة على كل من يصرون على تحويل الشرق الأوسط إلى غنائم يتقاسمونها.
>>>
إن ما حدث ويحدث فى منطقة الساحل السورى جرائم يندى لها الجبين،إ ذ يعنى إيه أن تقطع الرءوس ويطوف بها ولدان النظام الجديد الشوارع والحوارى وسط أهازيج النصر وأناشيد إسقاط نظام الأسد؟!
أبداً.. أبداً ليس هذا انتصاراً ولا يعكس أية صورة من صور التعافى الذى يفترض فيه حياة الأسير ومنع إجراءات القتل بشتى السبل والوسائل.
وقد يقول من يقول إن الحكام الجدد لهم سماتهم التى تحكمهم سواء قبل الانتصار على النظام السابق أو بعد هذا الانتصار الذى لابد وأن يخفى وراء مظاهره كثيرا من الأبعاد والأسرار والخطايا التى لم تظهر للعيان حتى أمس.
على الجانب المقابل يجب أن يعى ورثة نظام الأسد وأعوانه وأصهاره ومريدوه ومنتفعوه أنه يجب أن يعترفوا بينهم وبين أنفسهم بأن النظام الذى تهاوى بين طرفة عين وانتباهتها كان يتمتع بكراهية شديدة لا مثيل لها.
ومع ذلك فإن تعرضهم لعمليات الإعدام الجماعى سوف يظل سُبة فى جبين الحكام الجدد الذين سوف تطاردهم سمعتهم حتى أقصى فترة زمنية طويلة.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
لقد أثبتت كافة التجارب الإنسانية أن الوصول إلى الصعب يحتاج مقومات وإمكانات وملكات لا يحتاجها من يضع السهل داخل دائرة اهتمامه وبالتالى نرجو ونرجو ونتمنى أن تعود الأفكار المجنونة إلى العقول السوية والتى تبغى الخير بما ينطوى عليه من تعمير وبناء وتجديد لا تدمير أو نسف أو إشعال نيران قد تظل تحرق ضحاياها حتى يوم الدين.
>>>
و..و..شكراً