الشهداء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يولون الأدبار، ولا يهابون الموت، عقيدتهم النصر أو الشهادة، يعيشون سيفًا ودرعًا للوطن، ويموتون في سبيل العزة والكرامة، يضحون بالغالي والنفيس من أجل أن تبقى مصر حرة أبية.
ووراء كل شهيد حكاية وطن فعلى مر العصور وعبر صفحات التاريخ قدمت مصر العديد من الأبطال الذين ضحوا بالغالي والنفيس لتبقى راية الوطن مرفوعة وبين استشهاد الفريق عبد المنعم رياض «أيقونة النصر» والمنسي «الأسطورة» كان هناك العديد من رجال القوات المسلحة الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور في قائمة الشرف، فالشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وجنود القوات المسلحة حيث يتسابق أبطال جيشنا العظيم لنيل شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن البلاد.
ومع احتفال مصر بـ «يوم الشهيد» ترصد «الجمهورية» حكايات وبطولات من دفتر أحوال الوطن لرجال كتبوا بدمائهم الذكية تاريخ وطن عريق علم الإنسانية معنى السلام والحضارة.. تحية إلى روح كل شهيد وعاشت مصر آمنة مستقرة رايتها عالية خفاقة بتضحيات أبنائها المخلصين.
أيقونة النصر العظيم.. رمز التضحية والفداء
عبدالمنعم رياض.. الجنرال الذهبى
قدوة الجنود.. بين الصفوف فى السلم.. وأمامهم فى الحرب
الشهيد الفريق أول محمد عبدالمنعم محمد رياض عبدالله، رمز التضحية والفداء، ولد فى 22 أكتوبر 1919 بمحافظة الغربية، وسط عائلة عريقة فوالده محمد رياض من رعيل العسكريين المصريين القدامى الذين اشتهروا بالانضباط والأصالة، وتميز الشهيد عبدالمنعم رياض منذ صغره بالذكاء وحب الاستطلاع والاكتشاف، وحصل على الابتدائية عام 1931 من مدرسة الرمل بالإسكندرية وتوفى والده وهو فى الثانية عشرة من عمره وتولى مسئولية رعاية أسرته، وفى المرحلة الثانوية تشكلت شخصيته وحدد أهدافه، والتحق بالكلية الحربية فى 1936 حيث حقق حلمه وتفوق على ذاته حيث كان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم، وكان دائمًا صاحب فكر ورأى مؤثر فى الأحداث من حوله ولا يرضى بالظلم أو الإهانة واشتهر بعزة النفس والأدب والشجاعة.
تقلد الشهيد العديد من المناصب بالقوات المسلحة إلى أن وصل إلى رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة ثم رئيس أركان حرب القوات المسلحة، ويعتبر واحدًا من أشهر العسكريين العرب فى النصف الثانى من القرن العشرين؛ حيث شارك فى الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامى 1941 و1942، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثى عام 1956، وحرب 1967 وحرب الاستنزاف.
أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، وفى صبيحة يوم 8 مارس قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة وزيارة أكثر المواقع تقدماً ثم انهالت نيران القوات الإسرائيلية فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده وانفجرت إحدى دانات المدفعية بالقرب من الحفرة ليستشهد وسط جنوده متأثرا بجراحه نتيجة للشظايا القاتلة، وكان استشهاده بمثابة حافز للرجال فى التضحية والفداء حتى تحقق نصر أكتوبر.. وختم حياة مليئة بالانجازات والبطولات على الصعيد العسكرى والتى جعلت من أساتذة الأكاديمية العليا بالاتحاد السوفيتى يطلقون عليه الجنرال الذهبي.
وقام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتكريم عبدالمنعم رياض بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكرى فى مصر، وتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد فى مصر.
لاحق الهاربين من السجون فى ثورة يناير.. واغتاله الإرهابيون فى رفح
«عبد المتجلى».. لقى ربه صائمًا

كان يحلُم أن يكون ضابطاً بالقوات المسلحة منذ طفولته وبعد انتهاء المرحلة الثانوية تقدم للالتحاق بالكلية الحربية وكان طالباً متفوقاً فى الكلية وتخرج من أوائل الدفعة 93 حربية والتحقيق بسلاح المشاه برتبة ملازم أول وكانت أول خدمته بالسلوم وظل بها طوال خمس سنوات ثم انتقل إلى مركز تدريب دهشور وبعد زواجه بثلاثة أشهر رشحه قادته للالتحاق ببعثة قوات حفظ السلام بالسودان التابعة للأمم المتحدة نظرا لتفوقه فى العلوم العسكرية وإجادته اللغة الإنجليزية وبعد عودته من السودان عاد إلى مركز تدريب دهشور مرة أخري.
شارك الشهيد البطل عميد أ.ح محمد محمود محمد عبد المتجلى فى تأمين المنشآت الحيوية أثناء ثورة 25 يناير بمدينة 6 أكتوبر وعندما روع الهاربون من السجون أمن المواطنين وتحصنوا فى مدرسة توشكا أصر على ملاحقتهم والقبض عليهم وعودتهم للسجون، وأثناء الخدمة فيها رشح لفرقة أركان حرب وحصل عليها وقد طلب من قيادته الذهاب للخدمة فى سيناء وبالفعل تم نقله إلى الجيش الثانى الميدانى وتولى قائد كتيبة وظل فى سيناء ورفح وقد تدرج فى المناصب وتولى قائد قطاع تأمين قطاع رفح ولكفاءته ذاع صيته وسطع نجمه حتى تم رصده من قبل العناصر الإرهابية التكفيرية واغتالته يد الغدر والخيانة وتم استشهاده فى 2021 وفارقت روحه الجسد الطاهر وعادت الى بارئها وهو صائم.
قالت زوجة الشهيد سالى عبد الحميد إنها حظيت وأولادها أبناء الشهيد وأسرته بتكريم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى مرتين الاولى فى عيد الفطر والثانية فى عيد الشهيد وهى لمسة وفاء حانية من السيد الرئيس سعد بها أبناء الشهيد وستظل محفورة فى وجداننا، مشيرة الى رعاية القوات المسلحة لهم.
أضافت أنه بعد زواجى من الشهيد بثلاثة أشهر سافر إلى السودان للالتحاق بقوات حفظ السلام وكنت حامل فى ابنتى هاجر وأنجبتها قبل عودته من السودان بستة أشهر وبعد ذلك رزقنا بابنى محمود ثم ابنتى أنهار التى كانت قرة عين أبيها ، مشيرة الى أنه أثناء خدمة الشهيد برفح طلب من ضابط الإشارة أن يُدخل له النت كى يتمكن من رؤيتنا فيديو كول وفى مساء يوم استشهاده فى الساعة الثانية عشرة والنصف أجرى معنا مكالمة فيديو كول وأثناء المكالمة دخل عليه العسكرى بكوب زبادى فسألته لماذا أخرت العشاء لهذا الوقت فرد قائلاً إنه يتسحر فطلبت منه ألا يصوم فرفض قائلاً لى يجب أن أصعد إلى ربى صائماً وكأنه كان يعلم أنه سوف يُلاقى ربه فى صباح اليوم التالى فقد طلبها من الله بكل صدق ونال ما تمنى وبعد وفاته بثلاثة أيام علمت أنى حامل ولم أكن أعلم بذلك من قبل ورزقنا الله بابنى محمد وقد سميته على اسم أبيه ليكون امتداداً له وأتمنى من الله أن يكون مثل أبيه الشهيد البطل.
حفر اسمه فى «قائمة الشرف»
«الشاذلى».. ضحى بنفسه ليعيش زملاؤه
الملازم أول أحمد على الشاذلى ابن قرية الأشراف بالشرقية ضرب أروع أمثلة الفداء والتضحية ووضع اسمه فى قائمة الشرف والمجد والعزة والشهداء الأبرار.
طلب من قادته وأكد رغبته فى الالتحاق بكتائب الأبطال فى العريش ليضع اسمه فى قائمة الشرف والمجد والعزة وبالفعل فى الموعد والمكان، ركب المدرعة خارج بوابة الكتيبة فى وضع التأمين وإذ به يفاجأ بمجموعة من الجنود يدخلون الكتيبة احدهم يرتدى «صندلا» وزياً عسكرياً فلفت انتباهه وبلغ زملاءه للتحقق من هؤلاء وعندما شعر الخونة والمجرمون باكتشاف أمرهم حاولوا الهرب إلا انه تعامل معهم وقتل أحدهم وأصاب الآخر فى ركبته وظل المصاب يزحف محاولا الاقتراب من مبيت الجنود لتحقيق هدفه وتفجير نفسه، هنا قفز البطل من على المدرعة مسرعا نحوه وأصابه بطلقة ففجر الخائن نفسه فأصابت الشهيد شظية استقرت بالمخ أسفرت عن تهتك بالمخ ففاضت روحه إلى بارئها على إثر ذلك، ليزفه أهالى القرية والبلاد المجاورة ملفوفا بعلم مصر فى مشهد مهيب إلى مثواه الأخير وزوجاته من الحور العين بدلا من عروس الدنيا.
قال والد الشهيد موجها حديثه لأبطال القوات المسلحة: انتم على الحق وتدافعون عن الحق وهم على باطل، هؤلاء الفجار يقاتلون فى سبيل الشيطان وأنتم فى سبيل الله والوطن وأوصيكم أن تثبتوا للعالم أن هذا الإرهاب الغاشم ستكون نهايته على أيدى أبناء مصر الأبطال وتثأرون لزملائكم الذين ضحوا واستشهدوا فى سبيل الدفاع عن هذا الوطن وسيناء الغالية، مؤكدًا أنتم على الحق، واسأل هؤلاء التكفيريين انتم تقتلون أبناءنا على أى مذهب وأى دين وأى ملة؟ أنتم تقاتلون فى سبيل الشيطان: ان ابنى وزملاءه من الشهداء سوف يأتون يوم القيامة ويقولون يارب سل هذا لم قتلني؟.. فشهداؤنا فى الجنة وقتلاكم فى النار بإذن الله.
قالت أم الشهيد فى تصريحات لها، «الحمد لله ابنى شرفنى فى الدنيا وهيشرفنى فى الآخرة، انا فخوره بيك يا أحمد، ابنى استشهد وهو مقبل على الموت ولم يخاف أو يهاب الموت.
من أقوال البطل الأخيرة قبل استشهاده من أرض المعركة: يا رب اكتب لى الشهادة كما كتبتها للأبطال، سينا أبطالك معاكى لآخر نفس مش هيسبوكي، أتمنى من الله أن يعجل موعد لقائه فللحبيب اشتياق وللجنة مذاق فعندما يحين الموعد فإن الأقدار ستوقف حتى يكتب ذلك الشهادة.. رحم الله شهداء الوطن وعاشت مصر حرة أبية.
تغنى فى قصيدته: الله أكبر أنشودتى والشهادة لى عين الرضا
أحمد المنسى .. «الأسطورة»
طراز فريد يعشق تراب مصر.. ضحى بنفسه من أجل رفعة الوطن وحماية أراضيه.. عاش «بطلا» سيفًا ودرعًا لبلده الحبيبة ومات شهيد العزة والكرامة.. علم أنه مستهدف من الجماعات الإرهابية.. ولكنه لم يعبأ بالتهديدات ولم يفكر يوما فى العودة لأهله وبلده.. واستشهد أثناء الاشتباك مع العناصر التكفيرية فى هجوم إرهابى جنوب رفح.. إنه الشهيد البطل العقيد أحمد صابر محمد على المنسي.. أحد أبناء القوات المسلحة الأوفياء الذين صدقوا العهد والوعد.
وُلد المنسى فى مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1977م والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة «92» حربية ضابطاً بوحدات الصاعقة، وخدم لفترة طويلة فى أحد وحدات العمليات الخاصة للصاعقة بالقوات المسلحة، والتحق بأول دورة للقوات الخاصة الاستكشافية المعروفة باسم «seal» عام 2001 م ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006م، ويُعد أحد أشجع وأكفأ ضباط وحدات الصاعقة والقوات الخاصة.
كان أحد أبناء القوات المسلحة الأبرار المخلصين العاشقين لتراب الوطن فتغنى بمصر فى قصائده قائلًا «شجرة أنت يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنك فانية، ولكنك ستبقين حتى يفنى التاريخ» مؤكدا أن مصرنا باقية مهما كره الحاقدون، ومكر المتآمرون.. وقال «شهيد أنا بجيش الفدا، أصد الكيد وأمنع العدا، الله اكبر أنشودتي، والشهادة لى عين الرضا».. كما بكى عندما شاهد قتلى تفجير إحدى الكنائس فكتب «ده دينك ياللى ماتعرفش دين» ليؤكد أن مصر نسيج واحد أهلها فى عماد إلى يوم الدين.
ووجه المنسى قبل استشهاده رسالة قوية إلى الجماعات الإرهابية قائلا فى إحدى قصائده «مالكمش عيش فيها طول ما احنا فيها» فى إشارة لأبناء جيش مصر العظيم.
منار سليم زوجة الشهيد «المنسي» قالت: كان نعم الزوج وبمثابة الأب والأخ والإنسان، وأنه كان على خلق ومتدين ومحبوب يعشق بلده وجيشه وقد كان دائم الحديث عن الشهادة واستعداده للتضحية بنفسه والثأر لزملائه الذين استشهدوا جراء العمليات الإرهابية، مؤكدة ثقتها فى أبطال القوات المسلحة والشرطة الذين يكملون المشوار فى الحفاظ على الأرض والعرض والثأر للشهداء مشيرة إلى أنها عقيدة أبطال القوات المسلحة النصر أو الشهادة فهم يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن لكى يعيش المصريون آمنين سالمين، بالإضافة لعمليات البناء والتعمير، وأن أهالى الشهداء يثقون تمامًا فى الجيش والشرطة وقدراتهم عَلى دحر الإرهاب والأخذ بالثأر للشهداء الأبرار فرجال القوات المسلحة أبطال يتركون من خلفهم رجالًا لاستكمال المسيرة للحفاظ على مصر وسيناء الغالية، وكانت تتمنى أن يكون باقيًا ليرى ماذا يقدم زملاؤه الأبطال على أرض مصر بأكملها.
صائد الإرهابيين.. أمان الضعفاء والمساكين
خالد مغربى.. «الدبابة البشرية»

جريئًا.. شجاعًا.. يعشق تراب بلده.. لا يهاب الموت.. رياضيًا.. مفتول العضلات.. طيب القلب.. كريمًا.. جابرًا للخواطر.. تخرج فى الكلية الحربية بسلاح الصاعقة دفعة 2014، والتحق للعمل فى شمال سيناء، واجه الجماعات الإرهابية والتكفيريين بكل بسالة حتى أطلقوا عليه لفظ «دبابة»، وكما كان مرعباً للارهابيين كان مصدر أمان للضعفاء والمساكين إنه الشهيد البطل نقيب خالد مغربي.
ولد الشهيد فى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، عام 1992، وتخرج فى الكلية الحربية بسلاح الصاعقة دفعة 2014، أمضى بعد تخرجه 3 سنوات فى سيناء، واستشهد فى يوليو 2017 جنوب رفح بشمال سيناء بعد زواجه بـ 4 أشهر فقط حيث كانت زوجته حامل فى الشهور الأولي.
تعلق قلبه بالكليات العسكرية وحقق حلمه والتحق بالكلية الحربية عام 2011، سلاح الصاعقة وتخرج فى عام 2014 وفور تخرجه انضم لإحدى كتائب سيناء، وظل بها 3 سنوات ثم اختاره الله عز وجل لينال منزلة الشهداء.
كان شديد التواضع قريبا من الله بحبه للخير وقضاء حوائج الناس ومساعدة الغلابة والمحتاجين ..كان يخطف قلوب الجميع بأخلاقه والتزامه، وكان حكيمًا قويًا فى نصرة الحق، مشيرة إلى أنه كان على يقين أنه سيموت شهيداً حيث كان يطالبها بأن تدعو له بأن ينال الشهادة.
واجه البطل التكفيريين فى سيناء بكل شراسة وبسالة حتى أطلقوا عليه لفظ «دبابة»، وسمعهم رجال الجيش على شبكات الإتصال وهم يحذرون بعضهم عند أى عملية للجيش بقولهم احذروا من خالد دبابة» لافتة إلى ان ذكر ابنها على لسان ملايين المصريين الذين رددوا نشيد الصاعقة «قالوا إيه» كان يثلج صدرها ويريح قلبها.
قالت شقيقة الشهيد إن «خالد» كان يتمنى الشهادة بفارغ الصبر، مشيرة إلى أن الله تقبل دعوته واستشهد فى يوليو 2017 ، وهو يحمى أفراد الكتيبة من هجوم إرهابى غادر، جاء ذلك بعد 3 أشهر من زواجه وكانت زوجته حامل فى الأشهر الأولي، فبكل رضا بالقدر وارادة الله احتسبناه عند الله شهيداً، ورغم قسوة الفراق والحزن والألم على فقدانه لكن نفخر به وهو فدى مصر، ووجود ابنه يبرد قلوبنا كما أن الله رحيم بنا وأنزل علينا رحمته وأثلج صدورنا بسيرته الجميلة وحب الناس له واحتشادهم خلال تشييع جثمانه فى جنازة مهيبة شارك فيها الآلاف من أهالى البلد والاقارب والاصدقاء والناس الغلابة الذين كانوا مكفولين برعايته.
وتوضح أن شقيقها كان يجمع بين الهيبة والقوة والشجاعة والحنان والتواضع ورقة المشاعر، كان اصدقاؤه الضابط والمستشار وايضاً الخفير والعامل البسيط ،عُرف بين الناس بـ»جابر الخواطر» حيث كان يبادر بالصلح بين المتخاصمين، لافتة إلى أنه اعتاد العيش بدعاء البسطاء وكما كان مرعباً للارهابيين والتكفيريين كان أيضاً مصدر أمان للضعفاء والمساكين.
ملاك على الأرض.. شهيد فى السماء
محمد صلاح.. قناص المدفعية
الشهيد الرائد محمد صلاح إسماعيل هو أحد أبطال الصاعقة، لُقب بقناص المدفعية لشدة تميزه ودقته.. احتضن الموت وضحى بحياته وسالت دماؤه الطاهرة على أرض سيناء الغالية حفاظاً على أمن واستقرار الوطن.
ولد الشهيد فى محافظة أسيوط فى 13 نوفمبر عام 1987، والتحق بالكلية الحربية فى أكتوبر 2004، وتخرج فى 20 يوليو 2007 برتبة ملازم بعد حصوله على بكالوريوس العلوم العسكرية وانضم لسلاح المدفعية، وبدأ خدمته بحلايب وشلاتين، ثم تم نقله إلى الإسماعيلية وهناك تم ترشيحه لعدة بعثات إلى روسيا والصين والولايات المتحدة والكونغو لتفوقه.
مثالاً للانضباط والالتزام، منظم ومنمق ونظيف، محبوب بين قادته وزملائه، لأدبه وأخلاقه الطيبة، يؤدى الصلاة فى أوقاتها، يقرأ القرآن يوميًا ويختمه فى رمضان.. يساعد الفقراء والمحتاجين والغارمين فى الخفاء دون أن يشعر به أحد، فضلاً عن تواضعه الجم فحظى بحب واحترام الجميع.
محمد كان الابن الأكبر لوالديه وكان متفوقًا منذ الصغر، وتنبأ له المدرسون بمستقبل متميز من شدة اجتهاده والتزامه وإصراره على النجاح، فقد عاش ومات كالنسمة، فلم يثقل عليهم فى أى شيء وكان رجلاً فى أخلاقه وتعاملاته مع الصغير قبل الكبير وكان على قدر المسئولية يعرف ما له وما عليه.
كان حريصاً على أداء عمله على أكمل وجه وفى سرية تامة لدرجة أنه أخفى على أهله خدمته فى سيناء مراعاة لمشاعرهم.. وبدلا من أن تراه والدته عريساً وفته شهيداً إلى السماء.
قال شقيق الشهيد الأصغر المهندس إسلام صلاح تخرج شقيقى فى الكلية الحربية عام 2007، والتحق بسلاح المدفعية ضمن اللواء 60 مدفعية متوسطة بالجيش الثالث الميدانى ثم نقل إلى منطقة حلايب بالمنطقة الجنوبية العسكرية عام 2009، بعدها تم نقله إلى أحد الفرق بالجيش الثانى الميدانى عام 2015، كما أنه شارك فى العديد من عمليات التطهير والقضاء على الإرهاب فى سيناء مشيرًا إلى حصوله على تقدير امتياز فى دورة رؤساء الاستطلاع رقم 45 وتقدير إمتياز فى فرقة قادة سرايا وتم تكريمه من القوات المسلحة لتفوقه وتم ترشيحه ليكون واحدا من صفوة المقاتلين على أرض سيناء الحبيبة أرض البطولات والأبطال وهناك عمل فى كل الأماكن وهو برتبة النقيب لمدة عامين، ثم تم تعيينه رئيسا لعمليات احد أهم اللواءات بالإسماعيلية والذى لا يشغل هذا المنصب فى هذا المكان تحديداً إلا ضابطا متميزا جداً.
تابع: استشهد «محمد» يوم 7 يوليه 2017 فى أحداث كمين البرث وعمره لم يتجاوز الـ 29 عاماً وكان ضابط إدارة نيران المدفعية فى هذه المعركة مع العقيد أحمد المنسى القائد الأسبق للكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء وكان شقيقى آخر شهيد فى هذه المعركة إثر تصديهم لهجوم مجموعة من الإرهابيين على الكمين.
يضيف: محمد خلق من أجل الجنة.. حزين لأننا كنا ننتظر يوم فرحه وزفافه بفارغ الصبر لكن عزائنا أنه شهيد وفى المكان الذى كان يتمناه من الله.
مهندس هدم الأنفاق.. اغتالته يد الغدر والخيانة
عادل رجائى.. رجل المهام المستحيلة
العميد أركان حرب عادل رجائى إسماعيل، هو أحد أبطال سيناء.. مهندس هدم الأنفاق على الحدود.. اشتهر بعشقه لعمله وإخلاصه لوطنه وللقوات المسلحة، ولقب بـ «رجل المهام الصعبة لنجاحه فى اتمام العديد من الإنجازات المستحيلة.. طلب الشهادة أمام الكعبة أثناء أدائه العمرة.. ونالها ليجاور ربه فى جنات النعيم.. هو محبوب القادة والضباط والجنود.. عرف بدماثة الخلق والشجاعة.. عمل لفترة كبيرة فى شمال سيناء.. ورفض النزول منها رغم التهديدات والمخاطر التى كان يتعرض لها.
ولد الشهيد بمحافظة القاهرة والتحق بالكلية الحربية، وتدرج فى المناصب العسكرية، حتى وصل لمنصب قائد الفرقة التاسعة المدرعة.. هو قائد الفرقة 19 المدرعة بالقوات المسلحة، اغتالته يد الغدر والخيانة فى أكتوبر 2016 أمام منزله بمدينة العبور استهدفه عدد من الإرهابيين بوابل من الرصاص، وتلقى جسده الطاهر 12 رصاصة، كما استشهد مجندان من طاقم حراسته، وأصيب سائقه الخاص وتم نقله للمستشفى وأعلنت وقتها الجماعة الإرهابية «لواء الثورة» التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى مسئوليتها عن اغتياله، كما أعلنت أجهزة الأمن فى ديسمبر من نفس العام مقتل منفذى حادث الاغتيال.. وتقديرا لدوره فى خدمة الوطن ومواجهة الإرهاب الأسود تم ترقية الشهيد رجائى للرتبة الأعلى وأطلق اسمه على الشارع الذى كان يسكن به وميدان آخر بالعبور تخليداً لذكراه.