فى لحظة فارقة من تاريخ الأمة العربية، يثبت الرئيس عبدالفتاح السيسى مجددًا أنه زعيم عربى حكيم يحمل على عاتقه هموم الأمة، ويقود مصر نحو دورها الريادى فى الدفاع عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.. فقد جاءت القمة العربية غير العادية، التى ترأسها الرئيس السيسى فى العاصمة الإدارية الجديدة، لتعكس موقفًا مصريًا صلبًا فى دعم الشعب الفلسطيني، والتصدى لمحاولات تهجيره، وإعادة إعمار غزة.
لم يكن ترؤس الرئيس السيسى لهذه القمة حدثًا بروتوكوليًا، بل كان تأكيدًا على أن مصر، التى لطالما حملت مسئولية القضية الفلسطينية، لا تزال فى مقدمة الصفوف، تدافع عنها سياسيًا وإنسانيًا.. لقد جاءت الخطة المصرية التى اعتمدتها القمة بالتنسيق مع دولة فلسطين والدول العربية كخارطة طريق واضحة نحو التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك وفق دراسات أجرتها مؤسسات دولية كالبنك الدولى والصندوق الإنمائى للأمم المتحدة.
هذه الخطة ليست مجرد ورقة عمل، بل هى التزام مصرى عربى تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وضمانة لاستمرار الدعم المادى والسياسى حتى يعود القطاع إلى الحياة مجددًا، رغم كل المحاولات الإسرائيلية لعزله وتجويعه.
ما صدر عن القمة العربية فى «بيان القاهرة» يؤكد أن الجهود المصرية لم تتوقف عند حد المساعدات، بل امتدت إلى حشد الدعم الدولى لضمان تنفيذ خطة إعادة الإعمار.. فقد دعت القمة المجتمع الدولى ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى الإسراع فى تقديم الدعم اللازم بالتوازى مع تدشين مسار سياسى شامل يحقق تطلعات الشعب الفلسطينى المشروعة فى إقامة دولته المستقلة.
.. وفى خطوة عملية، رحبت القمة بعقد مؤتمر دولى فى القاهرة فى أقرب وقت ممكن، من أجل التعافى وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، بهدف تسريع وتيرة إعادة الإعمار وإقامة صندوق ائتمانى يتولى إدارة التعهدات المالية المقدمة من الدول والمؤسسات المانحة.
لم تكن مواقف مصر فى القمة مجرد دعم تقليدي، بل جاءت حاسمة فى رفض أى محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، أو تغيير التركيبة السكانية للأرض الفلسطينية، فالرئيس السيسى أكد أن مصر لن تقبل بأى شكل من أشكال التهجير، معتبرًا ذلك جريمة ضد الإنسانية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
كما أدانت القمة بوضوح قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر، وهو ما يعكس استغلال الاحتلال للحصار كسلاح ضغط سياسي، وقد جاء الموقف المصرى والعربى فى القمة ليؤكد أن هذه السياسات الإسرائيلية لن تمر دون محاسبة، وأن المجتمع الدولى مطالب بوقف هذا العقاب الجماعى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
من وجهة نظرى أن هذه القمة أكدت ان مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى هى الحامى الحقيقى للقضية الفلسطينية، والضامن لاستمرار الدعم العربى لها، فوسط التحديات التى تواجهها المنطقة، تظل القاهرة القلعة الصلبة التى تقف أمام محاولات تصفية القضية أو الالتفاف على حقوق الفلسطينيين.