نجحت القمة العربية فى تقديم صورة للعالم بموقف مصرى وعربى واحد صريح أمام المخطط الصهيونى بدعم أمريكا رفض «التهجير» لأبناء قطاع غزة أو أى مكان من الأراضى الفلسطينية..
وفشلت إسرائيل التى سبقت القمة بتصرفات تستهدف منها عرقلة الرؤية المصرية التى باتت اليوم رؤية عربية متكاملة الأركان وكان ردا بديلا لمن طالبوا العرب بخطة بديلة لما كان يفكر ويصرح به الرئيس الأمريكي.
رسالة القمة للعالم كانت واضحة الاعمار ومسار السلام وتأمين العمران الذى سيتم تنفيذه دوليا ودون تهجير مواطن واحد قسرى أو طوعي.. وسدت القمة «الخانة» الاسرائيلية التى تتحدث عنها اسرائيل وواشنطن وهو رؤية عربية لغزة مع الاعمار.. المجتمع الدولى الذى ترقب القمة والكلمات التى القيت تأكد لديه وسط حضور دولى للقمة يتمثل فى الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش الذى أكد وضوح الرؤية المصرية فى الحل ونفاذ المساعدات الإنسانية ورفض التهجير.. القمة قالت لا لـ «الدياسبورا» التى تريد اسرائيل تنفيذها فالمفارقة بين قمة العاصمة الإدارية الأخيرة فى مصر وبين قمة انشاص فى أربعينيات القرن الماضى ان الأولى كانت تطالب بوقف هجرة اليهود وتغيير الديموجرافيا للأراضى المحتلة بحسب قرار التقسيم وفى القمة الاستثنائية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة تطالب بمنع تهجير الفلسطينيين من أرضهم.. اليهود عندما جاءوا اغتصبوا أرضا ليست أرضهم.. واليوم يريد الارهابى نتنياهو و»الكابينيت الاسرائيلي» تهجير شعب من أرضه واقتلاعه من جذوره التى ولد عليها منذ حقب التاريخ السحيقة.. اسرائيل تريد تزوير التاريخ وتزييفه بعصابة تكونت من الـ«دياسبورا» حول العالم وأيضاً تريد تطبيق أمر واقع مستحيل تطبيقه.. فقد أكدت القمة ان مسار السلام والاعمار وإعادة ما دمرته الحرب خيار أساسى للاستقرار فى الشرق الأوسط.. لكن اسرائيل فى ظل حكومة نتنياهو لا تريد حلاً.. وكل ما تريده مماطلات عرقلة ما تم الاتفاق عليه فى الاتفاق الذى توصلت إليه مصر وقطر بمشاركة أمريكا بإيقاف الحرب وتبادل الأسرى والمسجونين.. ودائما اسرائيل تتناقض فى تعهداتها ولا تثبت على موقف واحد على مدى 77 عاما ويحميها «الفيتو الظالم» الأمريكى دائما فى كل مرة ولو احصينا عدد مرات الفيتو الأمريكى فى القضية الفلسطينية منذ القرار 181 والقرار 242 نجد انها دائما «ظالمة».
القمة الأخيرة جدار أساسى يمكن البناء عليه خاصة ان الدبلوماسية المصرية بـ «حكمة رئاسية» نجحت فى تكون رأى عام عالمى يساند الرؤية المصرية التى حملت ثوابت أساسية لا تهجير ولا حل على حساب دول أخرى والبحث عن مسارات جادة للسلام وانفاذ المساعدات الغذائية والانسانية.. ومصر تعمل ذلك من منظور تاريخى واستراتيجى باعتبارات الأمن القومى المصرى والعربى وان اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هو سبيل مهم للاستقرار وانه لن تشارك الدولة المصرية بتاريخها فى الصراع فى حرب 48 و56 و67 وحرب الاستنزاف وأكتوبر 1973 فى ظلم شعب يعيش تحت نير احتلال ظالم لا يصغى لصوت الحكمة أو السلام.. وجاء طوفان الأقصى ليكشف النية الاسرائيلية فى ابادة الشعب الفلسطينى الذى تجسده أرقام الشهداء والمصابين وتفجير المشافى وهدم المدارس على اللاجئين.. اسرائيل أمام العالم وهى الدولة العنصرية الوحيدة الآن على الكرة الأرضية بممارساتها فى الأرض المحتلة والتى تشتت الأنظار بالضرب فى الضفة الغربية متوعدة العودة إلى ضرب غزة مرة أخري.
البيان الختامى للقمة أكد على وحدة الموقف العربى فى الغرف المغلقة والقاعات المفتوحة ويوجد لغة واحدة عربية أمام التعنت الاسرائيلي.. وعلى العرب التيقن بأن الخطر من ممارسات اسرائيل لا يستهدف فلسطين فقط بل يستهدف وحدتنا ومصيرنا العربى المشترك الذى يحبط يد الخطر من كل جانب.. واليوم القمة خاطبت انسانية العالم «المفقودة» بأن يتم مساندة الرؤية المصرية «العربية الآن» فى إعادة الإعمار وإعادة مسار السلام والضغط على الكيان الغاصب الصهيونى بأن السلام الشامل والعادل هو الحل.. وما يثير الأمل ان الاخوان الفلسطينيين استوعبوا الدرس وان التوافق الفلسطينى – الفلسطينى خطوة مهمة لمواجهة عدو صهيونى يتلاعب بأوراق الفصائل عندما سيرى الاسرائيليون ان الفلسطينيين يتحدثون لغة واحدة فستكون الخطوة المهمة التى ترد على اسرائيل بأن المفاوض الفلسطينى جاهز ويتم استيعاب كل الفصائل فى لافتة واحدة اسمها «فلسطين» الدولة وعاصمتها القدس الشرقية ودولة قابلة للحياة والسيادة وسط محيط واسع عربى وشرق أوسط كبير.. هل تسمع اسرائيل صوت السلام وتعى رسالة القمة.. أشك!!