أعلنت د. إلهام شاهين أمين مساعد شئون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية أن واعظة الأزهرنجحت في إقناع المجتمع بأن وجودها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها بعدما عانت فترات من بعض التنمر المجتمعي ضدها.. موضحة في حوارها للجمهورية أن واعظات الأزهر قوة ناعمة داخليا حيث يقفن على ثغر من ثغور الوطن بهدف تحقيق الاستقرار المجتمعي.
أي عمل قد يقابله عراقيل، فهل هذا يواجه الواعظات أثناء تأدية عملهن وكيف تم التغلب عليها؟
واجهت الواعظات مشاكل خاصة في بداية عملهن، وأهمها عدم اقتناع الجمهور بأن هذه الفتيات يؤدين دور إمام المسجد في تعليم الناس أمور دينهم، وكان هناك بعض حالات التنمر في القرى بسبب ملابس الواعظات التي لم تكن تتميز بشكل معين، درجة أن بعض الأهالي طالب الواعظات أن يرتدين العمامة والكاكولا مثل مشايخ الأزهر، وتم التغلب على هاتين المشكلتين بمزيد من التوعية للمجتمع بأن الواعظة لها دور تؤديه مثل الشيخ تماما، وأن هناك بعض الأسئلة الخاصة بالنساء التي تجد حرجا في التصريح بها أو السؤال عنها للمشايخ لذا فإن وجود الواعظة يسهم في حل تلك المشكلة، واستطاعت الواعظة تثبيت قدمها بين الأهالي من خلال الثقافة التي تتمتع بها والفكر المستنير، وقمنا بتنمية مدارك الواعظات بتخصيص دورات تدريبية متوالية حتى في السلوك والتعامل مع المواقف التي تثير الغضب حتى لا تفقد الواعظة توازنها النفسي، واستعرضنا للواعظات القضايا المجتمعية التي يكثر السؤال عنها في المدن والريف والقرى مثل: ختان الإناث، وتنظيم النسل، واختيار الزوج، مع تنظيم دورات طبية واجتماعية ونفسية، وبعد فترة ليست طويلة أصبح الإقبال على الواعظات مذهلا سواء بالتواصل أون لاين عبر جروب الواتس آب أو الفيس بوك والمنصات الأخرى مثل زووم أو اللقاء المباشر.
ماهي آلية عمل الواعظة في شهر رمضان؟
شهر رمضان يعتبر الموسم الجاد للمؤسسات الدينية حيث تحرص كل مؤسسة على الإبداع في تقديم جرعات دينية مميزة تختلف عن عملها طوال العام، وهدف ذلك استغلال الحالة الروحية التي يعيشها الصائمون بهدف تنمية الفكر الإنساني الذى ينعكس مردوده على المجتمع في اتقان العمل وانتفاء السلبية الأخلاقية الممثلة في الغش والسرقة والاختلاس والرشوة والتزوير، ولذلك فإن الواعظة تعمل 6 أيام في الأسبوع، منها 4 أيام خطة ميدانية مع الجمهورإضافة إلى يومين تعمل وفق نظام «أون لاين» عبر منصات إلكترونية وتقديم دروس، ومقرأة تحفيظ للقرآن الكريم، بجانب قوافل للمحافظات الحدودية.
كيف تتعامل الواعظة مع بعض المجتمعات التي تسيطر عليها موروثات ثقافية وعادات اجتماعية معينة خاصة في القرى النائية؟
الدعوة ذكاء فليست الدعوة مجرد ترديد لمصطلحات تحمل الوعظ بما تشتمل عليه من أمر ونهي وترغيب وترهيب، بل إنها بمثابة دراسة للواقع والملابسات والظروف المحيطة بكل انسان، كما أن إدارة الوعظ بمجمع البحوث الإسلامية لديها دراسات عن كل «شبر» بمصر من الناحية الثقافية والعادات والتقاليد حتى يمكن للواعظة أن تكون على دراية كاملة بالثقافة المجتمعية للمنطقة التي يتم إرسالها إليها، كما اننا نحرص على أن تكون كل واعظة تمارس عملها في نطاق المحافظة التي تقيم بها حتى تكون على معرفة بما يفيدهم وينفعهم وما يحتاجون إليه، فنحن لا نصطدم بالموروثات، بل بالعكس نجد حالة من الإقبال والشغف المجتمعي خاصة في القضايا التي تخجل المرأة مناقشتها مع الرجال.
ما أكثر الفئات العمرية إقبالًا على دروس الواعظات؟
لا توجد فئات عمرية معينة خاصة أننا نستهدف الصغيرات في سن الطفولة بالمدارس، ودور الرعاية، كما نستهدف مدارس التمريض والمدارس الخاصة والحكومية لمخاطبة سن المراهقة ونقيم ندوات جماهيرية بالمحافظات نشرح خلالها أسباب التماسك المجتمعي وننصح مع النساء قضايا معاملة «الحموات»والتيسير في مطالب الزواج وعدم المغالاة وإحسان معاملة الزوج، وهناك ندوات يقبل عليها الرجال مع زوجاتهم خاصة في المجتمعات التي لها موروثات ثقافية معينة، فيتم تبادل وجهات النظر ويتم التقريب بينها للصالح العام بما لا يتعارض مع الحكم الديني.
هل يتعارض عمل واعظة الأزهر عن واعظة الأوقاف؟
لا يوجد تعارض في تأدية العمل سوى في مكان العمل حيث واعظة الأوقاف أساس عملها داخل المساجد فقط ويمكنها العمل في أكثر من مسجد.
هل هناك بعثات خارجية للواعظات؟
لا توجد بعثات خارجية للواعظات والقليل من الدول التي يطلب واعظات ويكون ذلك في المواسم الدينية مثل شهر رمضان والحج
ما أكثر الملفات التى تأخذ جهداً من الواعظات؟
القضايا الخاصة بالمرأة خاصة القضية السكانية تحتاج لجهد كبير من الواعظات خاصة أنها مرتبطة بمفاهيم مغلوطة ونحتاج لجهد كبير لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة وكذلك العنف ضد المرأة، وعند الأطفال، العنف الأسري بوجه عام، حق المرأة في الميراث، فالتحدث في العبادات أمر عادي مقبول لدى مجتمعات معينة أما القضايا المرتبطة بالموروثات والعادات المجتمعية، فهي قضايا شائكة تحتاج لجهد كبير من الواعظة، وفي النهاية هناك مرجعية دينية يجب العمل بها.
هل الواعظات على دراية بمستجدات قضايا التكنولوجيا؟
خلال آخر قافلة بالبحر الأحمر تم تناول قضية الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي، والتوعية بحسن استثمار أجهزة الانترنت والهواتف الذكية بالاستخدام الصحيح بما يتفق مع أمن المجتمع والدين والأخلاق، وكان هناك تجاوب ومناقشات حادة خاصة أنه أصبح إدماناً لدى الكثير، وكذلك الشائعات وهنا يتم تكثيف التوعية بالمدارس والجامعات لخطورة هذه القضايا على المجتمع والأمن القومي.
هل تعتبر واعظات الأزهر قوة ناعمة في مواجهة المفاهيم المغلوطة؟
واعظات الأزهر قوة ناعمة فعليا في تصحيح المفاهيم وإنقاذ المجتمع النسائي من المغالطات التي امتلأت بها أذهان المرأة فترة من الزمن على يد قنوات وبرامج الجماعات المتشددة التي كان يظهر بها أنصاف المتعلمين، لذلك فإن واعظات المجمع دخلن معركة شرسة مع الفكر المترسخ لدى النساء على يد تلك التيارات، واستطاعت الواعظات تحقيق انتصارات متواصلة في تلك المعارك بفضل الدعم الفقهي والفكري الوسطي المعتدل ضمن منظومة التعليم الأزهري، وهذا صميم عمل الواعظات تصحيح المفاهيم المغلوطة وزرع التدين الصحيح في نفوس الأطفال وتعليم السيدات والفتيات مبادئ الدين الوسطى بعيدا عن الغلو والتطرف في العبادات والمعاملات والعقيدة والأخلاق
كيف تتعامل الواعظات مع ذوي الهمم؟
حصلت الواعظات على دورة تدريبية في مهارات التعامل مع ذوي الهمم، وتعلم لغة الإشارة مما جعل لديهن قدرة التعامل مع ذوى الهمم من فئات الإعاقة البصرية أو الحركية أو السمعية أو العقلية، وهناك دروس ثابتة أسبوعيا للصم بلغة الإشارة، منها ما هو مباشر بالجامع الأزهر، ومنها ما هو إلكتروني، ودروس أخرى بلجان الفتوى للرد على أسئلتهم، وتوصيل الإجابة للمستفتي بصورة صحيحة، كما تقوم الواعظات بمهمة نشر ثقافة لغة الإشارة والتعامل مع ذوي الهمم بين الجمهور، ولدينا مجموعات كبيرة من كل الفئات والأعمار تتعلم لغة الإشارة لتستطيع التعامل مع الصم والبكم ولا يشعرون بالوحدة ويندمجون في المجتمع.
هل بالإمكان إنشاء منظمة عالمية للواعظات مقرها مصر؟
نأمل أن يكون هناك هيئة رسمية خاصة بالوعظ النسائي في مصر ومنها ننطلق إلى العالمية، وهذه ليست بدعة ونأمل أن تكون لهم نقابة أو منظمة تجمعهم محليا وعالميا.
ما الأمنية التي تريدين تحقيقها للواعظات؟
أمنيتي أن تكون هناك جهة مختصة بالواعظات فقط لأن للواعظات طبيعة وعملاً خاصاً ونحتاج ذلك لوجود العديد من المطالب، منها أماكن لائقة آمنة للواعظات عندما نقوم بالقوافل، وانتقالات وتأمين لهن، فبالتالي قد يصعب علينا الوصول لأماكن أكثر احتياجًا بسبب التأمين اللائق بالواعظات وحتى تطمئن أسر الواعظات على أن بناتهن في أمان، علاوة على ندرة تعيين الواعظات، فعندما تكون هناك جهة مستقلة بهن سيكون هناك موازنة مالية خاصة بهن وبالتالي يتم حل أي مشاكل قد تواجهن أثناء تأدية عملهن.