قولاً واحداً العمل السياسى والمجتمعي علم وفن وفكروإدارة، فهو بمثابة منظومة متكاملة ذات محاور شاملة وأداء متوازن عنوانه احترام وتقدير المواطن وحب الوطن والولاء والانتماء له. ولا يمكن بأي حال ان ينحصر العمل السياسى أو المجتمعى فى لافتات التهنئة فى المناسبات والأعياد ورعاية الدورات الرياضية بصورة تدعو للشك والريبة، لان الشعب المصرى ذكى بطبيعته ويفطن إلى الامور المفاجئة التى تأتي فى المناسبات فقط ويرى أن وراءها مصلحة أو هدفاً آخر غير ما تحمله كلمات التهنئة أو التكفل برعاية الدورات الرياضية وغيرها.. وهذا يتناقض تماما مع كل معايير العمل السياسى والمجتمعى الصحية التى تستهدف بناء مجتمع متوازن وتتفاعل مع كل مشكلاته بصورة مؤسسية منتظمة على مدار العام غير هادفة إلى مصالح شخصية. واعتقد أن الصورة المثلى للعمل المجتمعى الهادف إلى تقديم الدعم والرعاية للمواطنين هو التحالف الوطنى للعمل الأهلى الذي يضم جمعيات ومؤسسات خيرية تعمل على مدار العام وغير قاصرة على المناسبات فقط، ومنها جمعيات الأورمان، ومصر الخير ، وصناع الخير، وأبو العينين وغيرهم، والتى تعمل بصورة مؤسسية على مدار العام. ولذلك فمن لديهم قناعة بفكر وفلسفة عمل الخير ودعم الأكثر احتياجا والمساهمة فى بناء المجتمع، لابد أن يفصل تماما هذا عن ممارسة أى نشاط سياسى حتى لا يكون هناك ثمة إهانة أو استخفاف أو تقليل من شأن المواطن المصري، لأن الدولة المصرية بقيادتها السياسية حريصة كل الحرص على كل ما يحمى ويصون كرامة المواطن المصرى. حقيقة القانون يكفل للجميع حق ممارسة النشاط السياسى والمجتمعى خاصة الترشح فى الإستحقاقات السياسية، ولكن هناك معيار آخر يغيب عن البعض أو يتجاهله عمداً وهو الشروط المجتمعية التى يجب أن تتوافر فيمن لديه الرغبة والقدرة والرؤية والفكر، مع الاحترام والتقدير لكل من يرغب فالجميع له قيمته وقدره فى مجاله وحتى لا تكون المقومات المادية والوجاهة الاجتماعية هى المعيار الأول دون الحرص على مصلحة الوطن والمواطن. والواقع المؤكد أن دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي من الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها أي مجتمع، في تعزيز التواصل الداخلي وبناء جسور الثقة بين مختلف فئات المجتمع. حيث تعتبر دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي مجالا شاملا يعكس سعي الدول والشعوب إلى تحقيق التنمية المستدامة، والأمن المجتمعى والنمو الًقتصادي. والواقع أن دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي تركز على التعامل مع قضايا الداخل من خلال إشراك المواطنين في اتخاذ القرارات وتعزيز المشاركة المجتمعية في مختلف المجالًات . وترتبط دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي ارتباطا وثيقا، فالمجتمع هو الأساس الذي يستند عليه النظام السياسي، وبالتالي فإن استقرار المجتمع يعكس استقرار النظام السياسي. بما يشمل المشاركة الفعالة للمواطنين في الاستحقاقات السياسية، الأمر الذى يساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز الديمقراطية، وبناء الاستقرار السياسي . وهنا يجب التأكيد على دور الأحزاب السياسية في تعزيز التعاون بين الفئات المختلفة للمجتمع، بما يساهم في صناعة دبلوماسية ناجحة تؤثر بشكل إيجابي على استقرار الدولة وتطورها، ولن يأتى ذلك إلا من خلال برامج فاعلة للأحزاب تستهدف رفع الوعى وتنمية مهارات الممارسة السياسية لدى منتسبيها مع التأكيد على أهمية رفع قيم الولاء والانتماء للوطن وتعنى دبلوماسية العمل السياسي المجتمعي استخدام الأنشطة المجتمعية لتعزيز الوعي العام، وبناء الثقة بين أفراد المجتمع، وتعزيز دورهم في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم، كذا تنظيم مشاركتهم فى الاستحقاقات السياسية، وخلق فرص المشاركة الاجتماعية، خاصة فى ظل التحديات والأزمات الراهنة التى تواجه الدولة سواء كانت تحديات وأزمات إقليمية أو دولية أو محلية الأمر الذي يستدعى تضافر كافة الجهود لدعم مؤسسات الدولة المصرية وقيادتها السياسية لأن العمل المشترك بين القوى السياسية والمجتمعية ليس فقط أداة للتقدم، بل هو أيضا ضمان للحفاظ على تماسك الأمة وقدرتها على الوصول لحلول مبتكرة وأكثر شمولًا تساهم في تعزيز الثقافة الديمقراطية وإرساء العدالة الاجتماعية، إضافة إلى مواجهة التحديات والأزمات بصورة أكثر تميزا وروابط أكثر تماسكا.ً وختاما فإن دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعى تعني فى مفهومها العميق الكياسة والملاءمة وترسيخ ثقافة فن الممكن ولا تعنى بأي حال الخداع أو النفاق أو الاستهانة بقيمة المواطن.. وتظل دائما وأبداً دبلوماسية العمل السياسي والمجتمعي عنصرًا حيويًا في بناء مجتمعات قوية ومستدامة، من خلال العمل المشترك بين الحكومة والمجتمع، مدعوما بالحوار المستمر والتعاون الفعّال، لأحداث حراك سياسي ومجتمعى جيد من خلال أداء متوازن وفكر مستنير ووعى مجتمعى وصولاً إلى منظومة متكاملة تستهدف مصلحة المواطن وتحترم وتقدر قيمة الوطن وتعمل على تحقيق المصلحة العليا للبلاد ولنرفع شعاراً وواقعا بأن الجمهورية الجديدة التى اطلقها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي عنوانها «المواطن أولاً».
حفظ الله مصر وحمي شعبها العظيم وقائدها الحكيم